جدد رئيس وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، يقوم حاليا بزيارة لمدينة الداخلة، ستيفن شيرر، رئيس ديوان عضو الكونغرس آيرون شوك، التأكيد على دعم الكونغرس الأميركي للمبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية، قصد إيجاد حل نهائي لملف الصحراء.
ودعا شيرر، خلال لقاء مع الفاعلين المحليين، "كافة الدول إلى دعم سيادة المغرب على الصحراء" في إطار وحدته الوطنية.
وأبرز أعضاء الوفد الأميركي، من جهة أخرى، الجهود المبذولة من قبل المغرب بهدف تعزيز مسلسل التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وتلبية حاجيات السكان.
وعقد وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين يمثلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري، خلال زيارته لجهة وادي الذهب الكويرة، سلسلة من اللقاءات مع منتخبين وفاعلين من المجتمع المدني ومسؤولين محليين، قبل القيام بزيارة لمشاريع تنموية ومواقع سياحية بالجهة، حيث اطلع وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، يوم الخميس المنصرم، على الإنجازات التي جرى تحقيقها، والمشاريع التي همت مختلف القطاعات، بهدف تعزيز دينامية التنمية المحلية.
وتتبع وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، الذي يمثل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خلال لقاء بالمركز الجهوي للاستثمار، عرضا حول مؤهلات جهة وادي الذهب- الكويرة، وفرص الاستثمار التي توفرها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة، بهدف تقوية البنى التحتية الأساسية بالمنطقة.
كما قام أعضاء الوفد الأميركي، بعد ذلك، بزيارة لميناء الداخلة والمدرج الجديد، ووحدة لتربية النعام ومساحات مسقية مخصصة لزراعة البواكر بالمنطقة.
ولدى وصولهم، يوم الأربعاء الماضي، إلى مدينة الداخلة، أجرى أعضاء الوفد الأميركي محادثات مع منتخبين وفعاليات من المجتمع المدني. كما جرى إطلاع أعضاء الوفد الأميركي خلال لقاء مع رؤساء المجالس البلدية والإقليمية والجهوية وغرفة الفلاحة، على اختصاصات هذه الهيئات المنتخبة، ودورها في مجال تدبير الشأن المحلي، ومساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرز رؤساء المجالس المنتخبة الإنجازات التي جرى تحقيقها والجهود المبذولة بالمنطقة، منذ عودتها إلى الوطن الأم، بهدف دعم مسلسل التنمية المحلية والاستجابة لحاجيات المواطنين وتحسين ظروف عيشهم.
وفي معرض ردهم على تساؤلات واستفسارات مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، استعرض المنتخبون المؤهلات التي تزخر بها المنطقة، لاسيما في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والسياحة وتربية الماشية، مركزين على التطور المتواصل لمؤشرات التنمية بالمنطقة، بفضل البرامج المعتمدة في مختلف المجالات.
من ناحية أخرى، أعطى المنتخبون المحليون بالداخلة لمحة تاريخية عن تطور قضية الوحدة الترابية للمملكة، والجهود المتواصلة التي يقوم بها المغرب، بهدف إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل.
وعبروا، في هذا الصدد، عن استنكارهم لتصرفات الجزائر و(بوليساريو) الرامية إلى إطالة أمد هذا المشكل، ونسف كافة المبادرات الهادفة إلى الطي النهائي لهذا الملف، في إطار السيادة المغربية.
القاهرة (و م ع) :
قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مبادرة المغرب بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة المغربية تمثل "أرضية قابلة للحوار والتفاوض".
وأضافت وكالة الأنباء المصرية، في تحليل إخباري، بثته أول أمس السبت، بمناسبة انعقاد اللقاء غير الرسمي بين أطراف النزاع حول الصحراء في النمسا، أن المبادرة المغربية ستمكن "سكان الأقاليم الصحراوية المغربية من تدبير كل شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والاستثمارية وغيرها، في ظل الانتماء إلى سيادة المغرب، إذن فهو حكم ذاتي موسع، وهو أرضية قابلة للحوار والتفاوض".
وأشارت الوكالة إلى أن المحللين يرون أن الموقف المغربي تطبعه "الواقعية"، إذ أن المبادرة المغربية تسعى إلى "حل لا يوجد فيه لا غالب ولا مغلوب"، مذكرة بأن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كريستوفر روس، يعمل ضمن مهمة محددة هي تنفيذ القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي.
وأضافت أن هذا القرار "يركز على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما جرى تحقيقه خلال السنوات الأخيرة، بما فيها المكتسبات التي حققتها المبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي، باعتبارها حلا توافقيا لقضية الصحراء".
وأكدت الوكالة أن "الحل المناسب والعادل في رأي المحللين هو (...) منح سكان الصحراء المغربية حكما ذاتيا يضمن للدولة المغربية الحفاظ على وحدة الوطن المغربي أرضا وشعبا".
وخلصت إلى أن اللقاء غير الرسمي، الذي ستحتضنه النمسا يومي 10 و11 غشت الجاري، يهدف إلى الدفع بالتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التقدم نحو الحل العادل والنهائي لقضية الصحراء.