زيادة 8 دراهم في أسعار التمور والأفضلية للمستوردة

الإثنين 24 غشت 2009 - 09:26
ثقافة الجودة بدأت تفرض نفسها في كل الأسواق (خاص)

تعيش الأسواق المغربية غليانا في الأسعار، مع حلول شهر رمضان، إذ اتخذ الإقبال على المواد والسلع الاستهلاكية، خلال الأيام السابقة لشهر الصيام، منحى تصاعديا، لكن حمى ارتفاع الأثمان في أغلب المواد الغذائية، دفعت عددا من المستهلكين إلى الاستغناء عن بعض المنتوجا

وتشهد أسواق التمور، والتوابل، والقطاني، رواجا منقطع النظير، في مختلف الأسواق والمحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الاستهلاكية والفواكه الجافة، ومستلزمات الحلويات، ذات الطابع الرمضاني الخاص.

وحسب بعض تجار التوابل والقطاني، الذين التقتهم "المغربية"، فإن أسعار هذه الأخيرة، لم يطرأ عليها أي تغيير، مقارنة مع السنة الماضية، باستثناء التمور، التي قفزت إلى أعلى مستوى لها، بعدما كان ثمنها في متناول المستهلك المغربي، إذ انتقل ثمنها، خلال الأيام القليلة الماضية، من 24 درهما إلى 32 درهما للكيلوغرام الواحد، بزيادة تتراوح بين 6 و8 دراهم في الكيلوغرام، حسب نوع التمور وجودتها.

وحافظت أثمان التوابل والقطاني على استقرارها، إذ استقر ثمن الفلفل الأحمر (التحميرة) في 40 درهما للكيلوغرام. وتعد منطقة بني ملال المزود الرئيسي له، في حين استقر سعر "الخرقوم"، المستجلب إلى الأسواق المغربية من السودان في 40 درهما للكيلوغرام، أما الكمون، فثمنه تراوح بين 80 و60 درهما للكيلو غرام، حسب الجودة، وهو منتوج محلي. وتعد منطقة الشياضمة المزود الرئيسي له.

حسب عبد العزيز (ق)، صاحب محل لبيع التوابل والفواكه الجافة في سوق درب عمر بالدارالبيضاء، لم يطرأ تغيير كبير على ثمن التوابل، مقارنة مع السنة الماضية، موضحا أن الإقبال على هذه المواد يبقى متوسطا، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وقال التاجر: "نظرا لتزامن شهر رمضان هذه السنة مع عطلة الصيف، فإن عددا من الأسر المغربية فضلت اقتناء مستلزماتها المنزلية قبل قضاء عطلها، ما يفسر الإقبال المتوسط والضعيف هذه السنة".

وتتفاوت أسعار المواد الاستهلاكية، والفواكه الجافة، والتمور، والقطاني، التي تحددها لوائح صغيرة توضع على كل منتوج على حدة، من تاجر إلى آخر، إذ يظهر نوع من التباين في أسعار المنتوج الواحد بين محل وآخر، وبخصوص المنتوج نفسه، وإن كان معظم الباعة يعللون عدم الالتزام بتسعيرة موحدة في السوق الواحدة، وبالنسبة إلى المنتوج الواحد، بخضوع الأمر إلى منطق الجودة، التي يرون أنها تتحكم عادة في الأثمنة، فيما اعتبر حسن، صاحب محل لبيع القطاني في سوق الجميعة بالدارالبيضاء، أن الجودة هي التي تفرض على التاجر رفع الثمن أو خفضه.

وتراوح سعر الحمص ما بين 10 و12 درهما للكيلو غرام الواحد. ويتزايد الإقبال على هذه المادة خلال رمضان، لاستعماله في تحضير الحريرة. ولم يطرأ تغيير على سعر العدس، إذ استقر في 13 درهما للكيلوغرام الواحد.

وعن استعداد الأسواق لاستقبال شهر الصيام يجيب حسن "منذ دخول شهر شعبان والسوق تشهد حركة رواج تجاري غير معهود. ومع إشراق كل يوم، يستقبل الباعة كميات هائلة من السلع والبضائع، التي تباع في بعض الأحيان عن آخرها مع نهاية اليوم، إذ يدخل يوميا السوق أزيد من 15 طنا من اللوز، و20 طنا من "الجنجلان"، وما يفوق خمسة أطنان من الجوز، وذلك لتغطية الطلب المتزايد على هذه المواد، التي يتهافت عليها المستهلك بالتقسيط، وإن كانت أسعار بعض السلع ارتفعت، خصوصا أنواع معينة من الفواكه الجافة، التي يقل محصولها، مقابل الإقبال المتزايد عليها".

يذكر أن بلاغا للوزارة الأولى، أخيرا، أنه، بفضل وفرة المحصول الزراعي، نتيجة الأمطار التي شهدها المغرب هذه السنة، من المتوقع أن تكون الأسواق المحلية ممونة في ظروف جيدة، من خلال توفير كافة الظروف الجيدة من أجل ضمان التموين العادي والمنتظم للأسواق المحلية بالمواد الأكثر استهلاكا خلال هذا الشهر، وتوفير الضمانات المتعلقة باحترام الأسعار والجودة، واتخاذ كل الإجراءات الزجرية والعقابية في حق المضاربين والوسطاء.

إقبال على التمور المستوردة

ارتفع الإقبال على التمور المستوردة من تونس والعراق والإمارات، أساسا، منذ شعبان، ويتوقع أن يستمر طيلة رمضان، بالنظر إلى عدم وفرة التمور المحلية حاليا. وفي هذا الصدد، قال مراد، وهو تاجر قطاني والتوابل والفواكه الجافة بالسوق النموذجي بدرب السلطان قائلا "الزبون يراعي في الأثمان مدى جودة السلعة، وللتوابل الجيدة ثمنها، ولمتوسطة الجودة ثمنها المناسب".

وبينما يرى التجار أن أسعار القطاني والتوابل والفواكه الجافة تبقى في متناول المستهلك هذه السنة، عبر عدد من زبناء المحلات التجارية لـ "المغربية" عن دهشتهم من تباين أثمان المواد الغذائية، خاصة التوابل والفواكه الجافة. وفي هذا الإطار اعتبرت حليمة، وهي أم لأربعة أطفال، تعودت على التسوق بسوق الجميعة بدرب السلطان، أن الأثمان مرتفعة في الأسواق، كما أنها لم تستطع التزود بكل حاجياتها المنزلية، موضحة أن "موجة الغلاء لم تسلم منها أغلب المواد الرئيسية، مثل القطاني، وجدت صعوبة في التزود بكل الحاجيات المنزلية بمصروفي البسيط، الذي كان يكفيني في السنوات السابقة، لكن الأمر مختلف اليوم".

من جهة أخرى، تشهد القطاني المحلية رواجا وإقبالا كبيرين، مقارنة مع ما تشهده القطاني المستوردة، كما يحرص المواطنون على تسوق السلعة "البلدية"، ويتحاشى الغالبية منهم القطاني الأجنبية، خاصة العدس، الذي يستورد عادة من كندا، أما الجنجلان "السمسم"، فهو أيضا يتنوع بين المحلي والمستورد على أن باقي المواد تستورد من الخارج وتحديدا الزبيب، الذي يستقدم من إيران وكذا المشمش المجفف.




تابعونا على فيسبوك