حكومة بنيامين نتنياهو تمثل مشكلة كبيرة في وجه السلام

عباس: الخلاف مع إسرائيل جذري وسيستمر طويلا

الجمعة 25 شتنبر 2009 - 20:26
عباس ونتانياهو في نيويورك أول أمس (أ ف ب)

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن الخلاف مع إسرائيل هو "خلاف جذري" في شأن مرجعية استئناف المفاوضات بين الطرفين، متوقعا أن يستمر هذا الخلاف لفترة طويلة.

وقال عباس في حديث مع صحيفة (الحياة) نشرته، أمس الخميس، في طبعتها الصادرة ببيروت، إن حكومة بنيامين نتنياهو تمثل مشكلة، مشددا على أنه لا توجد أرضية مشتركة للحديث معها، وشدد على شروطه بوقف بناء المستوطنات.

غير أن الزعيم الفلسطيني أقر بأنه ليست هناك خيارات أخرى سوى التحدث مع إسرائيل، مجددا تمسكه باستئناف المفاوضات على أساس المرجعية التي انطلقت منها مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، وهي تحديد الأرض المحتلة بحدود عام 1967، وحذر من أن العودة الآن إلى نقطة الصفر تعد مشكلة.

وعن موقف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي استضافه قبل يومين رفقة نتنياهو، قال عباس إن أوباما له وجهة نظر هي أنه "حققنا شيئا فلنستمر ونبني عليه لكن وجهة نظرنا هي أنه يجب أن نتوقف ثم نبدأ بعد أن نحدد مرجعية المفاوضات والقضايا الأساسية".

وأكد أن الجانب الفلسطيني يريد المحافظة على علاقاته مع الرئيس أوباما تحت "أي ظرف ولا نريد أن نخرج بأزمة مع الأميركيين، لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن نسير إلا بمعالم طريق واضحة"، رافضا في الوقت ذاته طرح إسرائيل دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.

وعن المباحثات واللقاء الثلاثي الذي جمعه بأوباما ونتنياهو أجاب عباس أن اللقاء من حيث المبدأ كان "فكرة تستحق البحث"، مشيرا إلى أن هناك من عارض وهاجم عقد اللقاء "لكن نحن في سياستنا نفضل أن نكون إيجابيين لا سلبيين، من الأفضل أن نأتي ونقول رأينا لذلك أتينا وأجرينا ذلك اللقاء".

من جهته، شجب طالب أبوشعر، وزير الأوقاف والشؤون الدينية بالحكومة الفلسطينية المقالة، المشروع والمخطط الاستيطاني الجديد جنوب مدينة القدس المحتلة، الذي يهدف إلى ابتلاع مئات الدونمات على تلة خارج مسطح البناء التابع للمستوطنة.

وأوضح أبو شعر في تصريح له، أمس الخميس، أن هذه الإجراءات التعسفية لا تثني الفلسطينيين المقدسيين عن أرضهم بل تزيدهم تمسكا بحقوقهم الوطنية المشروعة وأن المحتل مهما طال عمره فإنه آيل إلى زوال.

وأضاف المسؤول الفلسطيني أن أساليب الاستيطان التي تستعملها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة لا تتوقف عند حد المصادرة والإخلاء وإقامة الأحياء اليهودية في قلب الأحياء العربية وهدم البيوت، بل تشمل أساليب التضييق وتقليص مساحة البناء التي يتاح للعرب البناء بحسبها من قطعة الأرض، وكذلك منعهم من بناء بيوت متعددة الطوابق بهدف محاربة الوجود الفلسطيني في المدينة وتقليصه.

واستنكر أبو شعر مخطط تهويد مدينة القدس وسعي قوات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير واقعها الجغرافي والسكاني، مطالبا الجميع بالوقوف كل أمام مسؤولياته إزاء ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد بشكل مستمر، يهدف الاحتلال من خلاله إلى طمس معالم المدينة المقدسة.

على الصعيد الفلسطيني، قال فوزى برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إن رد الحركة على الورقة المصرية الخاصة بالحوار والمصالحة الفلسطينية سيكون يوم الاثنين المقبل.

ونقلت صحيفة "الأخبار" المصرية في عددها الصادر، أمس الخميس، عن القيادي الفلسطيني تأكيده أن وفدا من حركة (حماس) من الداخل والخارج سيزور القاهرة يوم الأحد المقبل برئاسة رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل، وسيلتقي مع مدير جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان لإبلاغه الرد النهائي على الورقة المصرية.

وقال إن هذه الزيارة تعتبر بمثابة رسالة جدية تعكس مدى اهتمام الحركة بإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية وإنجاح الحوار، مشيرا إلى أن حركته تعاملت بإيجابية مع المقترح المصري من أجل الوحدة وبما يضمن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.

وكانت القاهرة سلمت مسودة مشروع الاتفاق ودعوة للحوار الوطني الشامل لجميع الفصائل في التاسع من شتنبر الجاري، تضمنت دعوة لإنهاء الانقسام وتوضيح المخاطر التي يتعرض لها المشروع الفلسطيني والتمسك بالديمقراطية ونبذ العنف وحرمة الدم الفلسطيني.

ومن المنتظر أن تحتضن القاهرة بعد تسلمها رد مختلف الأطراف على هذه المقترحات جولة أخيرة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية مطلع الشهر المقبل لمناقشة نقط الخلاف ورأب الصدع الفلسطيني.




تابعونا على فيسبوك