الزعماء في تل أبيب لا يستبعدون أي خيار

إسرائيل تدرس احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية

الإثنين 28 شتنبر 2009 - 10:56

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، أمس الأحد، إن منشأة نووية جرى الكشف عنها أخيرا في إيران دليل على أن الجمهورية الإسلامية تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

ويعتقد الكثير من المحللين أن احتمال شن إسرائيل ضربة تستهدف البرنامج النووي الإيراني احتمال كبير، حتى إذا لم تكن الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية توافق على ذلك. فهل يمكن أن تشن إسرائيل ضربة على إيران..

إنها مقامرة عالية المخاطر وتنطوي على درجة من الخداع. يرفض زعماء إسرائيل استبعاد أي خيار. إنهم لا يصدقون تأكيد إيران على أنها تريد طاقة نووية فحسب. وقالت إسرائيل إن توصل إيران لصنع قنبلة نووية يمثل تهديدا على وجودها لدرجة لا يمكنها معها تحملها مع الوضع في الاعتبار تأكيدات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المتكررة على أن إسرائيل لا مستقبل لها.

لكن في العام الماضي اتضح أن مسؤولين كانوا يضعون خططا عن كيف يمكن لإسرائيل العيش مع وجود إيران كقوة نووية في حالة من الردع المتبادل.

وأظهر استطلاع للرأي نشر في يونيو حزيران أن الإسرائيليين لا يتوقعون أن تشن إيران هجوما إذا أصبحت قوة نووية.

ويقول مساعدون لبنيامين نتنياهو إنه منذ أن أصبح رئيسا للوزراء، في مارس، جعل من إنهاء تهديدات إيران عنصرا محددا لما يعتبره دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. ومن السوابق في تاريخ الدولة اليهودية ضربة جوية إسرائيلية عام 1981 دمرت المفاعل النووي الوحيد في العراق إلى جانب ضربة في سوريا عام 2007 ما زال يكتنفها الغموض. وعلى الرغم من الصمت الرسمي فإنه لا يوجد شك يذكر في امتلاك إسرائيل لصواريخ نووية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أخيرا «يمكن لإسرائيل أن تدمر إيران تماما». الذي ربما يكبح جماح إسرائيل..

ليس من الواضح كيف ستضع إسرائيل تعريفا لتحقيق هدفها بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية.
لكن وعدا من إيران بنبذ الأسلحة النووية وأن يدعم ذلك شكل من أشكال الإشراف وبيانات المخابرات ربما يكون الحد الأدنى. وسيتوقف الكثير على تصرفات إيران وعلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وآخرين يضغطون على إيران من خلال العقوبات والدبلوماسية.

وطالب أوباما، هذا الأسبوع، بأن تعلن إيران ما خفي من برنامجها النووي وإلا فإنها تخاطر بذلك بأن تفرض عليها «عقوبات مؤلمة» بعد الكشف عن محطة جديدة تحت الإنشاء إلى الجنوب من طهران.

وفي حين أن الكثير من المحللين يشكون في إنكار إيران لوجود نوايا عسكرية لديها فان البعض يقول إن إيران ربما تكون راضية عن أن تظهر في صورة الدولة التي لديها الإمكانية السريعة لامتلاك أسلحة نووية دون أن تسلح نفسها بالفعل. لكن إسرائيل لا ترغب في ما يبدو في قبول هذا المستوى من التهديد.

وفي الوقت ذاته إذا ما فكرت إسرائيل في شن ضربة من جانب واحد على إيران فإنها سوف تبحث عددا من المخاطر الرئيسية وهي:

- الرد الانتقامي ليس فقط من إيران بل من الجماعات المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

- التداعيات الاقتصادية والدبلوماسية من الولايات المتحدة وحلفائها.

- فشل الهجوم، الذي سيسبب ردود الفعل سالفة الذكر أيضا.
ما هي العناصر الأساسية في الجدول الزمني..

أولا التكنولوجيا الإيرانية.. قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في يوليوز إن إيران تجاوزت «الخط الأحمر» في ما يتعلق بقدرتها على صنع المفجر النووي الخاص بها ولكنها لا يمكن أن تنتج كمية كبيرة أو تضع رؤوسا نووية سليمة على صواريخها.

وقال مئير داجان، مدير جهاز الموساد في يونيو الماضي، إن إيران ربما تملك رأسا نوويا صالحا في 2014. وينظر لداجان على أنه شخصية رئيسية في سياسة إسرائيل تجاه إيران وجرى تمديد فترة خدمته بشكل غير معتاد حتى عام 2010.

ثانيا الدبلوماسية.. من المقرر أن تجتمع إيران في الأول من أكتوبر المقبل، مع ست قوى عالمية كبرى قلقة بشأن خططها النووية. وفي ماي الماضي، أبلغ أوباما نتنياهو بأنه «بحلول نهاية العام» فإنه يتوقع تحديد ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية تحقق نجاحا. وفي الشهر الحالي قال مسؤول سابق إنه إذا لم يوافق الغرب على فرض عقوبات خانقة بحلول نهاية العام فسيصبح على إسرائيل أن تشن ضربتها.

وتقوم روسيا بدور كبير باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي متمتعة بحق النقض "الفيتو" وموردا محتملا للأسلحة بالنسبة لإيران.

المواقع النووية الإيرانية

تقوم إيران، التي أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيرا بشأن بناء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم، بتطوير برامجها النووية على مواقع عدة موزعة في البلاد، مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط إيران، الذي كشف وجوده في 2002، وهو على الأرجح أبرز المنشآت النووية الإيرانية المعروفة. وهذا المركز الخاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم في الوقت الحاضر أكثر من ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي منها نحو 4600 قيد التشغيل. والمنشآت تحت الأرض في نطنز يمكن أن تضم 50 ألف جهاز طرد مركزي.

- مفاعل تخصيب اليورانيوم في قم بوسط إيران وهو قيد البناء حاليا وكشفت إيران وجوده للوكالة الدولية للطاقة الذرية في21 سبتمبر، ويقع بين مدينتي طهران وقم على مسافة مائة كلم من العاصمة. وتفيد معلومات صحفية أنه مدفون تحت جبل ويمكن أن يحتوي على ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي. وأعلنت إيران أنها ستحدد بالتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موعدا للسماح بتفتيش الموقع، الذي سيوضع تحت إشراف الوكالة.

- مفاعل التحويل في أصفهان بوسط إيران أيضا وجرت تجربته صناعيا في 2004، وهو يسمح بتحويل "يلوكايك" (الكعكة الصفراء) أي مسحوق اليورانيوم المركز المستخرج من مناجم الصحراء الإيرانية، إلى غازات رباعي الفلوريد (تترافلورايد) وسداسي الفلورايد (هكسافلورايد). وهذان الغازان ينبغي بعد ذلك إدخالهما في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب. وهذا الموقع يخضع بانتظام لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- منشأة إنتاج الوقود النووي في أصفهان التي دشنت في أبريل 2009، تملك طاقة لإنتاج 10 أطنان من الوقود النووي سنويا. ويستخدم اليورانيوم المخصب في هذه المنشأة لإنتاج الوقود النووي المخصص للمفاعلات النووية.

- بناء مفاعل أراك غرب إيران، الذي يعمل بالمياه الثقيلة انتهى تقريبا.

وهذا المفاعل مخصص كما يعلن رسميا لإنتاج البلوتونيوم لغايات البحث الطبي. وسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غشت الماضي، بزيارة الموقع، الذي يضم مصنعا لإنتاج المياه الثقيلة.

- بناء المحطة النووية في بوشهر جنوب إيران دخل مرحلته النهائية. ومن المقرر مبدئيا أن يبدأ تشغيلها في الأشهر المقبلة، لكن إطلاقها أرجئ مرات عدة.

ووقعت موسكو في 1995 اتفاقا بقيمة مليار دولار لإنهاء هذه المحطة، التي بدأ الألمان ببنائها قبل الثورة الإسلامية في 1979. لكن في العام 1992 رفضت ألمانيا استئناف أشغال البناء تحت ضغط الولايات المتحدة متذرعة بخطر انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة. ويخضع الموقع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

- مركز الأبحاث النووية في طهران: تمتلك إيران مفاعل للأبحاث بقوة خمسة ميغاواط حصلت عليه من الولايات المتحدة قبل الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة.

ويخضع هذا المفاعل كذلك لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية.

- منجم اليورانيوم في سغند بوسط إيران مع احتياطي يقدر بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف طن من أكسيد اليورانيوم، يسمح لإيران بإنتاج "الكعكة الصفراء"، التي تستخدم في ما بعد في مصنع التحويل في أصفهان.




تابعونا على فيسبوك