أسالت سلسلة "بنت بلادي"، التي أدت فيها خديجة أسد دور البطولة، على القناة الثانية، "دوزيم"، الكثير من مداد الصحافة، باعتبار السلسلة رسالة موجهة إلى الرأي العام المغربي، تسلط الضوء على مكانة المرأة ودورها، إلى جانب الرجل، في المجتمع.
بالنظر إلى الصراع القديم حول مكانة المرأة في المجتمعات التقليدية، وخضوعها، كذلك، للتطورات الاقتصادية والسياسية، التي قلبت المعادلة القديمة وأخرجت المغرب من المجتمع الأبيسي، (حيث السلطة المطلقة بيد الرجل، أو الأب بالمعنى الواسع)، استطاعت سلسلة "بنت بلادي" أن تعكس الدور الحالي والواقعي للمرأة المغربية في المجتمع، الذي تقول بشأنه الفنانة نجاة خير الله، إحدى وجوه السلسلة، إنه يمثل نماذج نسائية عدة، وليس نموذجا واحدا.
وأضافت خير الله، في تصريح لـ"مساواة"، أن سلسلة "بنت بلادي، عمل فني، يقدم، بكل موضوعية، صورة شمولية عن أشكال نسائية في المغرب، ويبرز، في الآن نفسه، أن المرأة المغربية قدمت، وتقدم، الكثير لتنال الاحترام الذي تستحقه". وقالت الممثلة الشابة "لم تكن هناك شخصية نسائية واحدة، وإنما كانت نماذج عدة، كل سيدة تقدم من موقعها تضحيات وتقوم بأعمال وتحتل مكانة، حسب عطائها وجهودها، وبالنظر أيضا إلى الظروف التي تواجهها".
وعن دورها في السلسلة، تقول إنها كرهت ذلك الدور، وأشرفت على أن تتركه، ليس احتجاجا على العمل، وإنما لأنه كان دورا لشخصية سيئة جدا، تستهزئ بالآخرين، وتكيد لهم، وتحاول أن تقلل من قيمتهم"، وهي شخصية "مخالفة تماما" لطباعها ولما اعتادت عليه، كما تصر على توضيح ذلك.
وبشأن ردود فعل الرأي العام المغربي حول سلسلة "بنت بلادي"، قالت نجاة إن الارتسامات كانت جيدة، وانطباعات الجمهور محمودة، مضيفة أن ذلك لا يعني أنه ليس هناك انتقادات، وقالت "إلى حد الآن، لم نقرأ في الصحافة، ولم نسمع سوى التقدير لهذا العمل".
وعن مسارها الفني، قالت إن سلسلة "بنت بلادي فتحت الباب لنقاش جدي، سواء من الناحية الشكلية أو الموضوعاتية". واعتبرت "موضوع المرأة في الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية المغربية مسألة تحتاج إلى مضاعفة الجهد، من أجل تقديم صور تليق بالمرأة المغربية، ودعمها في مجالات عملها، وليس العكس".
وبخصوص علاقة الرجل بالمرأة، اعتبرت أن "القول بضرورة انتزاع النساء حقوقهن من الرجال، مسألة خاطئة، وتنم عن وجود صراع بين الجنسين، ما يعني أن الطرفين في حرب مفتوحة"، موضحة أن منطلق هذه الدعوة لا يمكن أن يعطي نتائج إيجابية. وقالت "من المفروض أن تكون الحقوق، في حالة المساواة بين الرجل والمرأة، متبادلة، تحصل المرأة عليها، احتراما لها وتقديرا لدورها، وحقوق المرأة ليست معتقلة، كي نذهب ونفرج عنها بالقوة، يجب أن يكون هناك تفاهم وحب وتقدير"، موضحة أن "المجتمع في حاجة إلى رجال يدعمون النساء ونساء يدعمن الرجال، وليس في حاجة إلى رجال يعارضون النساء ونساء يصددن الرجال".
تجدر الإشارة إلى أن سلسلة "بنت بلادي" للمخرج الفرنسي، شارل بيليطو، التي قدمتها القناة الثانية، خلال شهر رمضان، لقيت استحسانا من الجمهور المغربي، خلافا لعدد من السلسلات، التي استقبلت بانتقاد حاد، سواء في الصحافة أو في الشارع المغربي.
وتدور حلقات السلسلة حول امرأة أعمال، جسدت دورها خديجة أسد، عانت كثيرا من تسلط زوج هجرها، تاركا لها طفلة في ظروف قاسية، لكن هذه المرأة استطاعت، بجهدها الخاص، أن تتمكن من تحويل "ماكينة للخياطة" إلى مقاولة لصناعة القفطان، "قطعت به البحور"، وفي فلكها تدور قصص نساء أخريات، لهن مشاكل ومعاناة مختلفة، وكذا قصص رجال آخرين، منهم الإيجابي والسلبي.