منحه إياها قبل الأوان أفضل من بعد فوات الأوان

رئيس لجنة نوبل يتحدى منتقدي أوباما

الإثنين 12 أكتوبر 2009 - 07:23
الرئيس الأميركي باراك أوباما (أ ف ب)

رد رئيس لجنة نوبل النرويجية، التي منحت الرئيس، باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، أول أمس السبت، على انتقادات، الذين اعتبروا القرار سابقا لأوانه، معتبرا أن منحه الجائزة حاليا يبقى أفضل من منحه إياها "بعد فوات الأوان".

وفي حين توالت التهاني بعد منح الرئيس الأميركي جائزة نوبل للسلام أبدى البعض تحفظاتهم على هذا القرار، وانتقده ثلاثة حائزين سابقين على الجائزة نفسها بمن فيهم، ليخ فاونسا، الذي اعتبر أن الجائزة منحت مقابل إنجاز قليل وفي وقت سابق لأوانه أي بعد أقل من تسعة أشهر من تسلم أوباما مهامه.

ورد ثورنبيورن ياغلاند في مؤتمر صحفي عقده في مركز نوبل للسلام بالقول "أريد أن أقول أيضا أنه كان يمكن أن يحصل عليها بعد فوات الأوان".

وتساءل "هل يستطيع أحد أن يدلني على من أنجز أكثر منه هذه السنة؟"، مضيفا أمام أحد الصحافيين "من الصعب اختيار فائز بجائزة نوبل للسلام يكون أقرب من أوباما إلى وصية الفريد نوبل".

وكان ياغلاند مع الأعضاء الأربعة الآخرين في لجنة نوبل صنعوا المفاجأة، عندما منحوا جائزة نوبل للسلام لأول رئيس أميركي أسود "لجهوده الاستثنائية الهادفة إلى تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب".

وإذا كانت الصحافة الدولية انقسمت في قراءتها لمنح الجائزة للرئيس الأميركي فإن رئيس جائزة نوبل، الذي تسلم منصبه هذا في فبراير الماضي، وجد نفسه أيضا في مواجهة في النرويج مع انتقادات المعارضة اليمينية بشكل خاص وليس فقط بسبب الجائزة.

وكان ياغلاند انتخب الشهر الماضي على رأس مجلس أوروبا في ستراسبورغ وأخذت عليه المعارضة أن تسلمه هاتين المسؤوليتين قد يدفعه مثلا إلى تجنب تكريم معارضين روس لعدم إغضاب أعضاء فاعلين في مجلس أوروبا مثل روسيا.

وطالبت زعيمة حزب التقدم النرويجي المعارض، سيف جنسن، باستقالة ياغلاند.
وقالت في تصريح إلى صحيفة برغنز تيدندي "سيكون من المفيد سياسيا أن يقدم ياغلاند استقالته بعد أن يكون درس الوضع لتجنب تحمل مسؤوليتين".

وانتقد حزب المحافظين تسلم ياغلاند مسؤوليتين في الوقت نفسه وهي التهمة، التي سبق أن رفضها ياغلاند في سبتمبر الماضي، لدى انتخابه في ستراسبورغ.

وأدى منح أوباما جائزة نوبل للسلام إلى إطلاق الجدل حول هذه النقطة بعد أن اعتبر كثيرون أنه كان من الأفضل منح الجائزة إلى معارض مضطهد بدلا من إعطائها لأقوى رجل في العالم وإلى من يقود حربا في العراق وأفغانستان.

وتعليقا على منح أوباما الجائزة اعتبر رئيس الحكومة النرويجية، ينس ستولتنبرغ، أن القرار "مشجع" إلا أنه في الوقت نفسه "مفاجئ" وهو تعبير من النادر أن تستخدمه الدبلوماسية النرويجية في ظروف من هذا النوع.
وكتبت صحيفة افتنبوستن النرويجية "أن أوباما نال الجائزة دون أن يقوم بما يستحق لنيلها".
أما صحيفة داغنز نيهتر فعنونت "قرار مبكر جدا جدا".

وذهبت صحيفة التابلويد النرويجية افتونبلاديت إلى حد كتابة عنوان "يا للعار"، معتبرة أن "لجنة نوبل فقدت مصداقيتها لدى العالم أجمع".

من جهتها، أبدت اوسرفاتوري رومانو، الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان تحفظا إزاء منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأميركي، باراك أوباما، رغم أن الفاتيكان رحب بذلك.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها على الصفحة الأولى "على أساس القرارات المتخذة حتى الآن سيكون من الصعب وصف الرئيس الأميركي على أنه داعية سلام بشكل كامل"، معتبرة أن السياسات المتبعة في العراق وأفغانستان "تقع كما يبدو في منتصف الطريق بين الولاء لمبادئ السلام، التي أعلنت خلال حملته الانتخابية وسياسة أكثر واقعية يصفها البعض بأنها تشكل استمرارية لسياسة بوش الحربية.

وأضافت أن تلك السياسة "المتقلبة تشبه إلى حد كبير تلك التي اعتمدها الرئيس الأميركي حول مواضيع الأخلاقيات البيولوجية لا سيما الإجهاض، التي أثارت جدلا كبيرا لدى الكاثوليك الأميركيين".

وأكدت الصحيفة أن الأم تيريزا وعند تلقيها هذه الجائزة تحلت "بالشجاعة للقول إن الحرب الأقسى هي ممارسة الإجهاض، الذي تشرعه وحتى تسهله المنظمات الدولية".

لكن الصحيفة عكست في الوقت نفسه موقف الفاتيكان حين قال في بيان "لا يسعنا إلا الترحيب بمنح الجائزة للرئيس أوباما عن جهوده في مجال نزع الأسلحة النووية والميل لاعتماد سياسة تهدف إلى تحقيق السلام أكثر مما تهدف إلى تأكيد القوة الأميركية في العالم".

ميتشل يدعو إلى حركات تسخينية من أجل السلام

القاهرة ( وكالات) - دعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أمس الأحد، في القاهرة "إلى القيام بتحركات" لاستئناف عملية السلام في المنطقة.

وقال في ختام لقاء مع وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إن "كل من يؤمن فعليا في السلام يجب أن يتحمل مسؤولية تحركات تتيح تحقيق هذا الهدف".

وأشار ميتشل الذي كان يتلو بيانا إلى "رغبة مشتركة" لدى واشنطن والقاهرة للتوصل إلى "سلام شامل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر حل يشمل دولتين" إسرائيلية وفلسطينية.

وقال إنه التقى مساء السبت، رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، الذي يتولى إجراء حوار غير مباشر بين حركة حماس وإسرائيل وكذلك جهود التقارب بين حماس والسلطة الفلسطينية.

وميتشل، الذي كثف في الأشهر الماضية جولاته المكوكية في المنطقة، كرر الجمعة المنصرم، تأكيد دعم واشنطن لتعايش بين اسرائيل ودولة فلسطينية، في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ثم مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

ميدانيا، تظاهر عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وإسرائيليين، مساء أول أمس السبت، في البلدة القديمة من مدينة الخليل مطالبين بوقف الاستيطان وإزالة الحواجز، وتمكين حرية الحركة للفلسطينيين في مدينة الخليل.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن المتظاهرين، الذين احتشدوا قرب الحاجز العسكري، الذي يقع بجوار البؤرة الاستيطانية المسماة، بيت رومانو، رددوا الهتافات الداعية إلى رفع الحواجز من المدينة وترحيل المستوطنين عنها.

وقال متحدث باسم تجمع شباب ضد الاستيطان الذي دعا إلى المظاهرة "إن هذه المظاهرة تحمل رسالة واضحة مفادها أن لا سلام مع الاستيطان والمستوطنين، وأن وجود حواجز الاحتلال في الخليل يحد من حرية المواطنين فيها ويهدف للتضييق عليهم كخطوة على طريق ترحيلهم وإحلال مستوطنين صهاينة يحظون بحماية قوات الاحتلال بدلا عنهم، وتحويل أجزاء واسعة من الخليل إلى مدينة يهودية".

وأضاف المتحدث أن مظاهرة هذا المساء تؤكد تصميم المتظاهرين على المقاومة حتى إزالة ورفع 98 حاجزا ثابتا ومتحركا ونقطة مراقبة وبوابة حديدية يقيمها الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة الخليل.

وأثني المتظاهرون على موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لأي نوع من التفاوض في ظل استمرار التوسع الاستيطاني، وطالبوا الرئيس الأميركي باراك أوباما بإثبات وعوده بالأفعال وبالضغط على إسرائيل لوقف وإزالة جميع المستوطنات في الضفة الغربية.




تابعونا على فيسبوك