السلطات تمنعهم والزبناء يرحبون بخدماتهم

أزمة النقل بالبيضاء تنعش الخطافة

الأربعاء 21 أكتوبر 2009 - 10:44
يتراوح ربح ممتهني النقل السري بين 40 و150 درهما في اليوم

إذا رأيت المكان من بعيد، حسبته محطة لسيارات الأجرة الكبيرة، لكن إذا وقفت لبضع دقائق وجدته مجمعا للنقل الطرقي غير المرخص له. رجال يزاولون مهنة غير قانونية، تفتقد لأبسط شروط التأمين والسلامة. إنها "النقل السري" بحي سباتة، في الدار البيضاء.

يتحول شارع محمد السادس إلى شبه محطة لسيارات النقل السري، يقصدها مواطنون باختلاف أعمارهم ووجهاتهم، للوصول إلى بيوتهم في أقرب وقت ممكن.

محمد، 34 سنة، يملك سيارة من نوع "رونو 21" للنقل الخاص، أو "خطاف" كما يحلو لمستعملي هذه الوسيلة مناداته، يزاول هذه المهنة منذ مدة قاربت الثلاثة عشر سنة، وجد في ممارسة هذه المهنة، بعد طرقه لجميع الأبواب حلا يقيه من شبح البطالة، ويوفر به لقمة عيش لأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأمه وابنتيه، يقول محمد: "ليس لدي بديل سوى ممارسة هذه المهنة، رغم علمي المسبق بأنها غير قانونية".

يتراوح ربح ممتهني النقل السري، بين أربعين درهما ومائة وخمسين درهما في اليوم، في أحسن الأحوال، ولأن ممتهني النقل السري يوفرون لزبناءهم خدمات لا يتيحها لهم أرباب سيارات الأجرة، فإن زبنائهم في تزايد يوما بعد يوم، إذ ينقلون الركاب من وسط مدينة الدارالبيضاء، إلى الأحياء الموجودة في ضواحيها، التي لا تدخلها سيارات الأجرة بنوعيها الكبيرة والصغيرة، تقول ثريا، مستخدمة في معمل للنسيج: "حين تكون هناك حملة أمنية على "الخطافة" نضطر إلى الانتظار ساعات طوال، لأننا لا نجد من ينقلنا إلى بيوتنا"، في ظل غياب وسائل نقل تربط بين وسط المدينة وضواحيها، ويبقى "الخطافة" الملاذ الوحيد لسكان هذه الأحياء.

استياء كبير

لكن هناك من يرى أن تزايد ممتهني النقل السري، يؤثر بشكل كبير على الوضع المادي لأرباب سيارات الأجرة، لأن هناك منافسة غير متساوية بينهم وبين أرباب النقل الطرقي وسائقي سيارات الأجرة، على اعتبار أن هناك تحملات مادية كالتأمين والرخصة الاستثنائية، والتزامات مادية أخرى، تحتم على أرباب سيارات الأجرة العمل طيلة اليوم لجمع ما يسمى بـ"الروسيطة".

واعتبر محمد النحلي، عضو المكتب التنفيذي لـ"المنظمة الديمقراطية للشغل"، أن هناك استياء كبيرا من هذا النقل السري، لأنه يؤثر بشكل كبير على الوضع المادي لأرباب سيارات الأجرة، وقال: "إن تزايد عدد سيارات النقل السري، يؤثر سلبا على المهنيين، ويقلل من الإقبال على أرباب سيارات الأجرة، لأن هناك منافسا آخر يشتغل في سرية، ولا يؤدي أي التزام قانوني أو مادي".

وأكد النحلي أن النقل السري، هو وجه من أوجه الاشتغال خارج القانون، وأضاف "إنه شكل ننبذه بشكل كلي، ويجب التعامل مع هؤلاء بيد من حديد وبصرامة".

ولا تخلو أغلب المحاور الطرقية بدون استثناء من النقل السري، وينشط كثيرا في المحاور الطرقية للحي الحسني وشارع محمد السادس، "طريق مديونة" سابقا.

ضبط 93 حالة

وضبطت المصالح الأمنية خلال شهر واحد في أنفا بالدار البيضاء 93 حالة من النقل السري، وتوقف أغلب الحالات في طريق أزمور وليساسفة والمعاريف، وحسب بعض المصادر الأمنية فإنه ورغم الاكتظاظ في المحاور الطرقية، وأشغال التهيئة التي تخضع لها الطرقات، هناك بعض مستعملي هذه المحاور الطرقية من أرباب سيارات النقل السري، الذين يشكلون خطورة كبيرة على حركة المرور.




تابعونا على فيسبوك