جماعات قروية بالصويرة تعاني التهميش

الجمعة 25 دجنبر 2009 - 13:37
السلطات بالصويرة مدعوة للاهتمام بالقرى في ضواحيها (أرشيف)

يعاني سكان جماعات الحسينات، والكدادرة، وآيت سعيد التابعة للنفوذ الترابي لعمالة اقليم الصويرة، نذرة وخصاصا كبيرين في المياه الصالحة للشرب بها.

ويرجع سبب ذلك، حسب دراسة تقنية، إلى عمق الفرشة المائية، مما يؤثر سلبا على ظروف عيش هؤلاء السكان، ويدفعهم إلى الهجرة، وتبقى نسبة الربط بالشبكة المائية بهذه الجماعات لا تتعدى 1,1 في المائة مقابل 55,6 في المائة بجماعة الحنشان المجاورة لها، ورغم توفر هذه الأخيرة على مياه جوفية مهمة إلا أنها مهددة بالتلوث الناتج عن تسرب المياه العادمة للتطهير السائل وعصارات النفايات.

الجماعات الثلاث لا تتوفر على شبكة للتطهير السائل، في حين أن الحنشان أحدثت بها هذه الشبكة سنة 1978 وتغطي نسبة 39,3 في المائة، تمتد على طول ستة كيلومترات، و تقتصر على حي "الزاوية" وحي "الولجة"، بينما أحياء "بير الصور" و"أولاد رحو" و"الفريحات" تكتفي بالحفر الفردية التي غالبا ما تنشأ بالأزقة، وإذا امتلأت تعوض بحفر أخرى بجانبها أو تفرغ على قارعة الطريق.

وفي ما يتعلق بالتطهير الصلب، فإن جماعة الحنشان هي الجماعة الوحيدة التي توفر عملية تنظيف الطرق وجمع النفايات، وتجري عملية الجمع بدون معالجة وبطريقة عشوائية في مطرح يعود للخواص، ويوجد قرب الطريق الرئيسية ومحطة للبنزين على مساحة 3 آلاف متر مربع، ويعتبر هذا الموقع مصدر قلق لدى المسؤولين المحليين، لما ينتج عنه من تهديد للمياه الجوفية والحقول الزراعية، ولما يشكله من إزعاج للسكان المجاورين له.

الصحة تعاني

يشتكي قطاع الصحة بدوره من عدة إكراهات تحول دون قيامه بالواجب المنوط به تجاه سكان الجماعات الأربع التي يبلغ تعدادها 23.989 نسمة حسب إحصاء 2004، فالمركز الصحي الوحيد الموجود بجماعة الحنشان، في حين أن جماعات الحسينات، والكدادرة، وآيت سعيد، لاتتوفر إلا على مستوصف واحد يعمل به طاقم لا يتعدى ممرضا وممرضة، وللوصول إلى مختلف دواوير الجماعات يجري الاعتماد على وحدات طبية متنقلة لكنها محدودة الفعالية بسبب قلة الإمكانات البشرية وضآلة الآليات الطبية.

وفي مجال التعليم، فإن الجماعات المذكورة تتوفر على 8 مؤسسات إبتدائية بمعدل مؤسستين بكل جماعة، بالاضافة إلى إعدادية وثانوية بجماعة الحنشان، وحتى يتمكن التلاميذ من متابعة دراستهم بها في ظروف مناسبة جرى إحداث دارين للطالب والطالبة، أما داخلية الثانوية فجرى إغلاقها بعد أن أصبحت مهددة بالانهيار، ونُقل أغلب التلاميذ الداخليين إلى مدينة الصويرة، ونظرا لانعدام مركز للتكوين المهني بالمنطقة، فإن الشباب يبقى عرضة للضياع والبطالة، ويسبب ذلك في اختلالات اقتصادية واجتماعية، مما يستوجب على المسؤولين المحليين والإقليميين التفكير في إحداث هذا المركز في أقرب الفرص المتاحة.

طريق العزلة

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن جماعات الحسينات، والكدادرة، وآيت سعيد، والدواوير المحيطة بها، تعاني عزلة حادة الشيء الذي يعرقل التنمية المستدامة بها، و ينبغي، حسب الفاعلين المحليين، أن يساهم الطريق السريع المبرمج بين الصويرة و شيشاوة في فك هذه العزلة عنها عوض تعميقها.

وتؤكد مصادر جمعوية من الحنشان والجماعات المجاورة لها، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعتبر فرصة ثمينة لرفع التهميش والإقصاء عن هذه الجماعات الغنية بإمكانياتها البشرية والطبيعية
والتراثية.




تابعونا على فيسبوك