المنظمون يتدارسون توجيه السياسات العمومية المحلية نحو البيئة

مناظرة دولية في طنجة حول رهانات المدينة بعد قمة كوبنهاغن

الإثنين 11 يناير 2010 - 05:52

يحتضن قصر المؤسسات الإيطالية، بمدينة طنجة ، يومي 14 و15 يناير الجاري، مناظرة حول "تحدي المدينة المستدامة".

ويشكل هذا اللقاء، الأول من نوعه، موعدا لتبادل الأفكار والتجارب بين المنتخبين والخبراء الدوليين، والفاعلين الميدانيين، ورؤساء المقاولات، وتقنيي الجماعات، والباحثين، والطلبة، والسكان، ليناقشوا مستقبل المدن، والإمكانيات المطلوب توفيرها، بشكل جماعي، للاندماج في معايير التنمية المستدامة، من خلال تحليل التغيرات المناخية، وجعل المدينة مساهمة في تقليص الانعكاسات الايكولوجية، التي أصبحت تشكل تحديا كبيرا لمستقبل الحياة الحضرية داخل المدن.

ويساهم في تنظيم هذه المناظرة، أساسا، جمعية المنتخبين المحليين، وعدد من الشركاء، بمساندة وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، والمديرية العامة للجماعات المحلية، والقنصلية العامة لفرنسا بطنجة.
وتتمحور أشغال هذا الملتقى حول قضايا تهم مستقبل المدينة البيئي، والتحديات المطروحة بعد قمة كوبنهاغن حول التغيرات المناخية، التي انعقدت بين 7 و18 دجنبر الماضي. ويناقش المتدخلون إمكانيات المحافظة على نمو للمدن دون مواجهة خطر تبديد الموارد الطبيعية، من خلال تنمية مستدامة، تستجيب لمتطلبات التشغيل، وجودة الحياة للجميع.

كما تتدارس المناظرة إمكانية تأمين الموارد المالية الضرورية لتوجيه السياسات العمومية المحلية نحو البيئة، وتشجيع الحلول الملائمة للظروف المحلية.

وتناقش مائدة مستديرة، ستنعقد ظهر الخميس 14 يناير، بعد الجلسة الافتتاحية، مستقبل المدينة بعد كوبنهاغن، وأشكال العيش والسكن فيها، وأشكال الاستهلاك والتنقل، وانعكاسات ذلك على مستقبل الكرة الأرضية.

وذكرت ورقة تقديمية حول المناظرة، توصلت " المغربية" بنسخة منها، أن الدراسات والتقارير العلمية تشير إلى ملامح أزمة إيكولوجية، لا سابق لها، ما يرسم مستقبلا قاتما، بانعكاسات بشرية مأساوية.

كما يشهد تضاعف شبكات المدن، على المستوى الدولي، على وعي المدن بوضعها، ومهمتها الرئيسية في مكافحة التقلبات المناخية وتأثيراتها، لأنها قادرة على إدارة التنقلات والسكن والنفايات، وغيرها من مظاهر العيش، وعلى مستوى القرار بحكم القرب من المواطنين، وعلى تورطها في الانحباس الحراري، لأنها تستهلك 75 في المائة من الطاقة العالمية.

وستكون السينما، أيضا، في الموعد، من خلال التزامها بقضايا الأرض، مثل قاعة سينما الريف، التي ستبث عروضا مجانية، من 13 إلى 19 يناير، لفيلم "هوم"، لمخرجه يان آرتيس بيرتراند، وهو يتحدث عن التهديد، الذي يواجه الكرة الأرضية، بفعل السلوكات البشرية، وعدم الوعي بما تشكله من خطورة على المناخ.

كما ستقدم الخزانة السينمائية، بساحة السوق الكبير، التي تجددت، سنة 2007، عروضا سينمائية لسكان طنجة، بأثمنة متواضعة، وفي شروط استقبال مريحة.

ويتضمن برنامج المناظرة ورشات حول التنقل في المدن المستدامة، وحول دورها في حماية مواردها.

وتتناول الجلسة العامة الختامية موضوع التنمية المستدامة، والحكامة، والديمقراطية المحلية، للحديث عن المدينة كفضاء لتعبئة المواطن حول خصوصياتها، وباعتبارها فضاء لاستعمال العقل والإرادة، لبناء مذهب أخلاقي مشترك، وممارسة مواطنة نشطة ومتزنة، قادرة على مواجهة التوترات المناخية، التي تخترق المجتمع، وتجتاح المدينة كفضاء للعمران والتضامن، والإطار المناسب للممارسة الفعلية للمواطنة.

شارك في هذا اللقاء عدد من الفعاليات وخبراء دوليين، مغاربة وأجانب، وعدد من المنتخبين المحليين. وساهم في تنظيمه مجموعة من الشركاء، مثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة، وجمعية البوغاز، ومجموعة البحث في المجال والتراب، ووكالة تهيئة ضفة بورقراق، والمدرسة العليا للدراسات التجارية والتقنية، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، والخزانة السينمائية لمدينة طنجة.




تابعونا على فيسبوك