الدورة 18 لـ فروت لوجستيكا

المغرب والاتحاد الأوروبي.. علاقة تجارية وفرص قوية للتنمية

الثلاثاء 09 فبراير 2010 - 09:54
فروت لوجستيكا نافذة الفلاحة المغربية على الأسواق الأوروبية

شارك المغرب في الدورة الثامنة عشر للمعرض الدولي لـ "فروت لوجستيكا" من 3 إلى 5 فبراير الجاري بمعرض برلين. ويرعى الجناح المغربي المغرب تصدير (المركز المغربي لإنعاش الصادرات)، وامتد هذا الجناح على مساحة تعادل 903 أمتار مربعة، ضمت 37 عارضا من جميع جهات المغرب

وكانت هذه المناسبة فرصة سمحت لـ 50 ألف زائر اكتشاف التنوع الكبير للفواكه والخضر الطري، التي ينتجها المغرب.

وبمشاركة 2300 عارض من 80 بلدا، عدد منهم من أصحاب القرار، تكون الدورة 18 لمعرض "فروت لوجستيكا" المنظم ببرلين، من دون منازع أكبر قمة عالمية لقطاع الفواكه والخضر.

والمغرب، الذي شارك في هذه التظاهرة للمرة التاسعة، حضر ببعثة تشكلت من 37 منتجا وفدرالية مهنية.
ووفر الرواق المغربي الواقع في البهو 1.2 بجانب الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، الممتد على مساحة 903 أمتار مربعة، للعارضين المغاربة إمكانية الاستفادة من ملتقى متميز للتفاوض بخصوص الأسواق ونسج علاقات أعمال مع شركاء من كل الآفاق الجغرافية.

من خلال المشاركة في "فروت لوجستيكا"، فإن مغرب تصدير واصل تحقيق أهدافه الثلاثة المتمثلة في إنعاش المملكة كمصدر لمنتوجات ذات جودة عالية، والرفع من حجم صادرات الفلاحة الغذائية المغربية، وكذا تعزيز المبادلات مع ألمانيا، التي تعتبر سوقا استراتيجية بالنسبة لمنتوجات الفلاحة الغذائية المغربية.

ولا يعتبر "فروت لوجيستيكا مجرد معرض لعقد شراكات تجارية، فالعارضون المغاربة كانت لديهم فرصة لقاء كبار الخبراء العالميين في مجال الفواكه والخضر، كما شكل منجما للمعلومات والأفكار الثمينة، فخلال ثلاثة أيام، مدة انعقاد المعرض، جرى تنظيم 6 ملتقيات حول مواضيع: تجارة التقسيط بأوروبا، وتفعيل التموين بفضل التصنيف ومعيرة المنتجات، إلى جانب مواضيع منها الابتكار في قطاع الفواكه والخضر ــ الاتجاهات الجديدة للتلفيف.

وعرضت 30 مقاولة، من مختلف جهات المملكة، أحسن فواكهها وخضرها الطرية المتنوعة، انطلاقا من الحوامض، مرورا بالطماطم والفاصوليا الخضراء، والفراولة، والبطيخ، وصولا إلى الفواكه الاستوائية والزعفران.
كما أن المقاولات المتخصصة في تلفيف الفواكه والخضر شاركت في المعرض لعرض قدرات المغرب، ليس فقط في مجال الإنتاج، لكن كذلك في تغليف المنتجات الطرية الموجهة للتصدير.

وشاركت في هذه التظاهرة أربع جمعيات مهنية وهي، الجمعية المغربية لمغلفي ومصدري للفراولة، الجمعية المغربية لمنتجي الفواكه والخضر، الجمعية المغربية لمنتجي الحوامض بالمغرب، وجمعية منتجي مصدري البقوليات والبواكر بالمغرب.

كما أن المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات (LEACCE) ممثلة في هذا المعرض.

قطاع فلاحي واعد ومنتج

يعتبر المغرب بفضل قطاعه الفلاحي الأكثر شساعة في المنطقة، وبفضل مناخه المعتدل وتوزيعه الجيد لموارده البحرية، أرضية للتصدير نحو البلدان الأوروبية.

وينتج المغرب بفضل مناخه المتميز، مجموعة متنوعة من الخضر والفواكه، ذات جودة عالية. وهو الأمر الذي خول له احتلال مراتب متقدمة على مستوى التصنيف الدولي لصادرات الفواكه والخضر: الرتبة الثانية بالنسبة للحوامض، والرتبة الثانية بالنسبة للفاصوليا الخضراء، والرتبة العاشرة بالنسبة للطماطم، والرتبة 11 بالنسبة للفراولة، والرتبة 12 بالنسبة للبطيخ.

هذا وتندرج صادرات الفواكه والخضر الطرية في المراتب الخمس الأولى من فئات الصادرات المغربية. فإلى جانب، السمك الطري والمعلب، وزيت الزيتون، والتوابل والجوز، والفواكه والخضر المعلبة، والخضر والفواكه الطرية، كلها تشكل ربع صادرات المغرب.

ويشكل الاتحاد الأوروبي بصفة عامة، وألمانيا، بصفة خاصة، أسواقا استراتيجية لتنمية الصادرات الفلاحية المغربية.

ويستفيد المغرب من القرب الجغرافي، وولوجه للسوق الألماني. وتسلم الصادرات المغربية بالموانئ الداخلية لهامبورغ، وبريم، وكذا على الأرضيات الأوروبية لروتردام، بفضل الخطوط البحرية المنتظمة بينها وبين ميناءي الدارالبيضاء وأكادير.

مضاعفة الصادرات نحو ألمانيا بثلاث مرات في 2008

خلال الفترة 2004 ــ 2008، انتقلت صادرات الفلاحة الغذائية والصيد من المغرب نحو ألمانيا من 47 إلى 65 مليون أورو، مسجلة نموا سنويا بنسبة 9,5 في المائة.

وحدد المغرب تصدير، في إطار الاستراتيجية الوطنية لإنعاش الصادرات "المغرب تصدير بلوس"، كهدف له مضاعفة الصادرات المغربية في أفق 2015، بنحو ثلاث مرات في 2018.

وهي الحالة بالنسبة للصادرات في اتجاه السوق الألمانية، حيث ستمر إلى 114 مليار درهم، في 2015 لتجري مضاعفتها هي الأخرى ثلاث مرات في 2018 ، لبلوغ 327 مليار درهم.

ولأجل بلوغ هذا الهدف، تعتمد استراتيجية المغرب تصدير في اتجاه السوق الألمانية على، إنعاش صورة المغرب كمصدر لمواد ذات جودة عالية، من خلال حملات تسويقية مندمجة تركز على مؤهلات المنتجات المغربية، وتحسين ولوج الصادرات المغربية إلى السوق الألمانية عبر مفاوضات جارية مع الاتحاد الأوروبي حول المنتجات الفلاحية وفتح تمثيلية لمغرب التصدير بألمانيا، وكذا تكييف العرض المغربي مع الطلب الألماني على مستوى المعايير، وتنوع (الباكاجينغ)، إلى جانب استغلال فرص جديدة مثل المنتجات البيولوجية والمؤشرات الجغرافية خاصة المواد الاستوائية.

المنتجات الفلاحية الطرية، التي تستهدفها استراتيجية المغرب تصدير، تتعلق بالأساس بالخضر، أي الفلفل والقرع، والقوق، والفواكه، مثل الجوز المشمش والزبيب والفراولة والبرتقال والكليمانتين والبطيخ.
وستجري مواكبة مجهودات تحسين النتائج على مستوى التصدير، بالنسبة لهذه المواد، بحملة ترويجية مكثفة، تهم معايير الجودة، وحملة تواصلية لفائدة المستهلكين لتعزز بذلك خطابات جودة وطراوة الفواكه والخضر المغربية بالسوق الألماني.

ويعد المغرب تصدير مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، تحت وصاية وزارة التجارة الخارجية. وتناط بالمكتب مهمة النهوض بتصدير جميع منتوجات الصناعة العصرية والتقليدية، والمنتوجات الفلاحية أو الفلاحية الصناعية أو غيرها.

وبهدف مسايرة وتمكين تنمية المقاولات المصدرة للأسواق الأجنبية، يساعد المغرب تصدير المقاولات المغربية على الإطلاع على الأسواق الخارجية، وتوجيهها وإرشادها في خطواتها على الصعيد الدولي.

وفي هذا الإطار، يقترح عليها برنامجا ترويجيا يغطي جميع القطاعات المصدرة والمتعلقة بأحسن الأسواق. وتتمثل مهمة المغرب تصدير، أيضا، في توجيه وتأطير الفاعلين الأجانب الباحثين عن ربط علاقات عمل مع المقاولات المغربية.

وبصفة عامة، فإن المغرب تصدير يعمل على تدعيم موقع المقاولات المغربية المصدرة في الأسواق التقليدية، إلى جانب البحث عن التنويع الجغرافي عبر منافذ جديدة.




تابعونا على فيسبوك