حمار يقود إلى تفكيك عصابة سرقة الأسلاك النحاسية بالجديدة

الجمعة 19 فبراير 2010 - 13:17

فككت عناصر مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد في الجديدة، الأسبوع الماضي، عصابة إجرامية، تتكون من تسعة أفراد، تخصصوا في سرقة الأسلاك النحاسية، من شركة صناعية عملاقة بالجرف الأصفر، فيما كان مستخدمان لدى الوحدة الإنتاجية، يسهلان للعصابة مأمورية السرقة.

وعلمت "المغربية" أن دورية راكبة لدى مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، كانت تقوم، ليلة الأربعاء - الخميس الماضية، بحملاتها التطهيرية والتمشيطية الروتينية، في منطقة نفوذها الترابي، تلقت مكالمة هاتفية، تفيد أن أشخاصا يوجدون عند أسفل جرف كائن بين دواري النجارة والزمازمة، الخاضعين ترابيا لجماعة مولاي عبد الله، كانوا يحرقون أسلاكا نحاسية، لفصلها عن غطائها البلاستيكي، حتى يتسنى لهم الحصول على مادة النحاس خالصة، ويعمدون إثر ذلك إلى إعادة بيعها إلى بعض الخواص، بثمن يناهز 40 درهما للكيلوغرام، ويقوم هؤلاء بإعادة بيعها بالدار البيضاء، بـ 55 درهما للكيلوغرام.

وهرع المتدخلون الدركيون إلى مسرح النازلة، إذ وقفوا عن كثب على وقائع النازلة، وعلى كمية هائلة من الأسلاك النحاسية، التي كانت محملة على متن عربة تجرها دابة، إلا أن المتهمين، الذين لم يكن يتعدى وقتها عددهم خمسة أفراد، فطنوا إلى التدخل الأمني، إثر تلقيهم مكالمة هاتفية، ولاذوا بالفرار في اتجاهات مختلفة، قبل تدخل العناصر الدركية، تاركين وراءهم العربة المجرورة، فيما استعصى على الدورية مطاردتهم، نظرا للظلام الحالك، الذي كان يسود ليلتها المنطقة، وكذا، لوعورة المسالك، التي يعرفها المتهمون أشد المعرفة.

وحجزت الضابطة القضائية العربة المجرورة، كما اعتمدت على الحمار، الذي استغله بدهاء عناصر مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، للإيقاع بعناصر العصابة الإجرامية المتخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية، إذ اقتاد صباح الخميس الماضي، دركيان الدابة، حتى مشارف الدوار، وتركاها تسير بمفردها، إلى أن توقفت أمام أحد البيوت السكنية، وكان في استقبالها كلب صاحب المنزل، الذي رحب بعودتها، بتحريك ذيله، والاحتكاك بها. ودون استئذان، ولج الحمار إلى الإسطبل، وجلس في مكانه المألوف، وأخذ يتناول حصته من التبن المهيأ له، ليتبين أن أحد أفراد العصابة يقطن في المنزل، الذي دخل إليه الحمار.

وقادت التحريات التي باشرتها الضابطة القضائية لدى دركية سيدي بوزيد، إلى توقيف أربعة متهمين آخرين، ينتسبون إلى العصابة الإجرامية المتكونة من تسعة أفراد، ووضعتهم تحت تدبير الحراسة النظرية. وإثر استكمال إجراءات البحث والتحريات، أحالهم المحققون، الأحد الماضي، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، الذي تابع اثنين يشتغلان مستخدمين لدى شركة صناعية عملاقة، بالجرف الأصفر في حالة اعتقال، فيما تابع الآخرون في حالة سراح. وأصدرت دركية سيدي بوزيد مذكرات بحث وتوقيف في حق المتهمين الأربعة، الذين يوجدون في حالة فرار.




تابعونا على فيسبوك