النقرس مرض التهابي يمس الأصبع الأكبر للقدم

الإفراط في اللحوم الحمراء واحتساء المواد الكحولية أبرز مسببات ظهوره

السبت 27 مارس 2010 - 12:03

يعرف مرض النقرس بأنه نوع من التهابات المفاصل، تنتج عن ارتفاع مستوى حمض البوليك في الدم، ما يؤدي إلى ترسب بلورات هذا الحمض في أنسجة المفاصل، وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات

ما يتسبب في حدوث تفاعل يطلق عليه الأطباء التهابا، يستمر الشعور بألمه لمدة 5 إلى 10 أيام، قبل أن يتوقف. وهو من الأمراض التي تنتشر عند الرجال أكثر من النساء، ويكون غالبا مرتبطا بزيادة الوزن والإفراط في الأكل أو الإفراط في شرب المواد الكحولية، ويطلق عليه بعض الأطباء العرب بداء الملوك.

وفي حالة التراخي في علاج المرض، تتحول التهابات المفاصل من التهابات حادة إلى مزمنة، كما قد تترسب الأملاح في الكلي مؤدية إلى تشكل حصوات متكررة وفي بعض الأحيان تؤدي إلى قصور كلوي بسيط، علما أن الأطباء يتحدثون عن وجود علاقة مباشرة بظهورالمرض مع وظيفة الكلي، لأنها هي المسؤولة عن طرد أو حجز الأملاح في الجسم بكل أنواعها.

ويمس الالتهاب الناتج عن مرض النقرس أصابع اليد والقدم، وأحيانا أخرى الركبة والكاحل، إلا أنه في أغلب الحالات يظهر في الأصبع الكبير للقدم، ولذلك يطلق عليه بعض الناس بمسمار القدم، لأنه يؤلم الكعبين عند الوقوف، بسبب تشكل عقد صغيرة مزمنة، تكون بالكفين أوالقدمين أوبباقي غضاريف وعضلات الجسم خاصة غضروف الأذن.

ويبدأ المرض عادة بنوبة التهاب حاد في أصبع القدم الكبير أو مفصل القدم، يشعر خلاله المصاب بألم شديد مصحوب بانتفاخ واحمرار في ساعات الصباح الأولى، بينما في المرحلة الثانية يشعر المريض بتكرار هذه النوبات الحادة في القدمين ومفاصل أخرى مثل الركبتين واليدين. وفي حالة إهمال علاج هذه النوبات المتكررة يتطور المرض إلى المرحلة الثالثة المزمنة، التي تؤدي إلى التهابات مزمنة في المفاصل الطرفية وتشوهات وبروز كتل من حمض البوليك تحت الجلد بمحاذاة المفاصل المتأثرة.

مسببات المرض

يؤكد الأطباء الأخصائيون أن من مسببات مرض النقرس، في العصر الحالي، الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي المزمن، وإلى استعمال بعض الأدوية الطبية وضمنها مدرات البول والمساعدة على جريان الدم، وتلك الخاصة بتثبيط المناعة عند مرضى زراعة الكلي. بينما يتحدث جانب آخر من الأطباء عن أن الإفراط في المشروبات الكحولية واستهلاك اللحوم الحمراء، من المسببات الرئيسية للمرض، إلى جانب معاناة المريض من الوزن الزائد، وتخاذله في علاج ضغط الدم المرتفع، موازاة مع قلة نشاطه وحركته.

ويصنف المرض ضمن لائحة الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى علاج دائم وإشراف مباشر من طبيب علاج الروماتيزم حتى لا يصل المريض إلى مرحلة تشوه المفاصل والإعاقة، إذ يعتمد جل الأطباء على ركنين أساسيين، العلاج بالأدوية والعلاج بالحمية الغذائية.

ولذلك يحث الأطباء الأخصائيون في المجال، جميع الناس على الاهتمام بالتغذية السليمة، التي تحتوي على الخضار والفواكه، استنادا إلى أنها تعتبر مصدرا مهما للفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض وغيرها من المواد الغذائية المهمة لصحة الجسم، مع توصيتهم بالتركيز على شرب الماء بكثرة والعصائر الطبيعية. ويفضل تناول الفاكهة كاملة مثل التفاح لاحتوائه على مادة "البكتين" الغنية بالمواد المخفضة للكولسترول في الدم والمقاوم لمشكلة الإمساك، إلى جانب فعاليته في الوقاية من سرطان الأمعاء الغليظة ولتهدئة السعال وفي الزيادة من نشاط القلب والتخلص من عسر البول.

تشخيص وعلاج المرض

يعتمد الأطباء المعالجون لأمراض الروماتيزم في تشخيصهم للمرض، حسب ما ورد في عدد من الكتابات الطبية، على ملاحظة أعراضه المميزة، بينما يمكن التأكد من ذلك بإجراء تحليل بيولوجي للكشف عن زيادة نسبة حمض البوليك في الدم، ولو أن الأطباء يعتبرون أن ارتفاع معدل حمض البوليك في الدم، لا يعني في كل الأحوال الإصابة بمرض النقرس.

ويلجأ فريق آخر من الأطباء إلى غرس إبرة في مفصل المصاب للحصول على عينة من سائل المفصل لفحصها تحت المجهر، الذي يمكن من التتبت بوجود السائل بلورات حمض البوليك، أو باعتماد الفحوصات بالأشعة وبفحص البول.

ويواجه عدد من الأطباء نوبات النقرس الحادة باعتماد مضادات الالتهاب أو بالأدوية الستيرودية، التي تعطى إما على شكل أقراص أو حقن في المفاصل أو في العضل، بينما يعتمد عموم الأطباء على الأدوية المخفضة لمستوى حمض البوليك في الدم ويمنع النوبات المتكررة ويحمي المفاصل من التشوهات.

ويوصي الأطباء المرضى بالنقرس بعدم التأخر في زيارة الطبيب المعالج، سيما إذا كان الألم شديدا ومفاجئا في المفاصل، لما يتسبب ذلك في ضعف جودة حياة المصابين والزيادة في الألم والخلل في المفاصل.

وفي الأحوال الطبيعية، تجري معالجة حمض البوليك بواسطة الكليتين، إذ يجري إخراجه مع البول، غير أنه إذا أنتج الجسم كميات من حمض البوليك تفوق قدرة الكليتين على معالجتهما أو كانت الكليتان لا تؤديان وظيفتهما على أكمل وجه، فإن التوازن هنا يختل ثم يتراكم حمض البوليك في المفاصل، إذ يعمل على تهييج وإلهاب الغشاء المفصلي والأنسجة الأخرى المجاورة مما يسبب الألم والإحمرار والسخونة والتورم بالمفصل.




تابعونا على فيسبوك