اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت، بالجماعة القروية سيدي عيسى (إقليم الفقيه بنصالح)، على مشروع أم الربيع لاستبدال السقي الانسيابي بالسقي الموضعي، الذي رصدت له اعتمادات مالية تناهز 977 مليون درهم. كما اطلع جلالته على مشاريع ترمي إلى تنمية
وقدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع أم الربيع، الذي يستفيد منه 2400 فلاح، ويندرج في إطار البرنامج الوطني لاقتصاد ماء السقي بالدائرة السقوية لتادلة.
ويهم المشروع، الذي سيجري تنفيذه، خلال الفترة ما بين 2010 و2014، نحو 10235 هكتارا بالمنطقة السقوية لبني موسى، التي تشمل الجماعات القروية لاولاد ناصر، وأحد بوموسى، وسوق السبت، ودار ولد زيدوح.
ويتضمن المشروع وضع تجهيزات هيدروفيلاحية خارجية وداخلية في إطار السعي نحو استبدال الأنظمة السقوية السائدة بنظام السقي الموضعي، والمساهمة بالتالي في تطوير فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية مع ضمان تدبير أمثل ومستدام للموارد المائية.
وجرى توفير الاعتمادات المالية الضرورية لإنجاز مشروع أم الربيع لاستبدال السقي الانسيابي بالسقي الموضعي، بفضل قرض من البنك الدولي للإعمار والتنمية بقيمة 386 مليون درهم، وقرض من البنك الإفريقي للتنمية (175 مليون درهم)، والميزانية العامة للدولة (416 مليون درهم).
ومن شأن هذا المشروع الضخم، الذي يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر، أن يساهم في تثمين واقتصاد الموارد المائية من خلال ضمان ارتفاع نجاعة السقي من 50 في المائة إلى 90 في المائة، وخلق 650 منصب عمل قار إضافي، والرفع من القيمة المضافة من 169 مليون درهم إلى 428 مليون درهم.
وتعد الدائرة السقوية لتادلة من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب، وشهدت تطورا ملحوظا على مستوى المساحات المجهزة بالري الموضعي الفردي، حيث انتقلت من 1026 هكتارا سنة 1995 إلى 5084 هكتارا سنة 2003، قبل أن ترتفع إلى 14100 هكتار خلال السنة الماضية.
وتتكون البنية التحتية المائية بالدائرة، التي تستفيد من حقينة سدي بين الويدان (1243 مليون متر مكعب) وأحمد الحنصالي (740 مليون متر مكعب)، من 212 كلم من القنوات الرئيسية و2945 كلم من القنوات الثانوية أو الثلاثية إلى جانب شبكة لصرف المياه تمتد على مسافة 1933 كلم.
وتساهم المنطقة التي تضم 27 ألف فلاح بنسبة 20 في المائة من الإنتاج الوطني في مجال الشمندر، و17 في المائة بالنسبة للحوامض، و13 في المائة بالنسبة للأعلاف، و11 في المائة في مجال إنتاج الحليب، والزيتون (8 في المائة).
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك بزيارة تفقدية لمحطة ضخ المياه والتسميد بضيعة نموذجية لإنتاج الحوامض (100 هكتار)، تعتمد تقنيات السقي الموضعي الفردي. ومن شأن اعتماد هذه التقنيات المساهمة في رفع المردودية إلى 60 طنا في الهكتار مقارنة مع المعدل الوطني العادي، الذي يبلغ 20 طنا في الهكتار.
من جهة أخرى، اطلع صاحب الجلالة، في اليوم نفسه، بالجماعة القروية سيدي عيسى، على مشاريع ترمي إلى تنمية قطاع الزيتون بجهة تادلة أزيلال، رصدت لها اعتمادات مالية إجمالية بقيمة تناهز 373 مليون درهم.
ويتعلق الأمر بمشروع مندمج لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتازة، تنجزه شركة (أولياكابتال) بالجماعة القروية للكريفات (إقليم الفقيه بنصالح) بقيمة 164 مليون درهم، ومشروع تنمية سلسلة الزيتون بعشر جماعات قروية بإقليمي بني ملال وأزيلال باعتمادات مالية تناهز150 مليون درهم.
أما المشروع الثالث، فيهم إحداث وحدة عصرية لاستخراج زيت الزيتون بجماعة سيدي عيسى (إقليم الفقيه بنصالح)، بغلاف مالي يصل إلى 58 مليونا و900 ألف درهم.
وتروم هذه المشاريع، التي تندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر، المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة تادلة أزيلال، من خلال توسيع المساحات المغروسة بأشجار الزيتون، وخلق مناصب شغل جديدة وتحسين دخل الفلاحين، وتقليص مستوى الفقر، وكذا المحافظة على البيئة عبر التدبير المستدام للتربة والموارد المائية.
وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول المشروع المندمج لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتازة بجماعة الكريفات، الذي يتضمن إنشاء وحدة لاستخراج زيت زيتون بكر ممتازة موجهة للتصدير، ويروم توفير60 ألف يوم عمل، أي ما يعادل 300 منصب عمل قار، إضافة إلى تشغيل 30 إطارا وتقنيا. كما سيمكن من تأطير120 فلاحا (600 هكتار) في مرحلة أولى و400 فلاح (2000 هكتار) في مرحلة ثانية.
كما اطلع جلالة الملك على مشروع تنمية الزيتون بعشر جماعات قروية بإقليمي بني ملال وأزيلال، الذي يستفيد منه 14 ألف فلاح، ويهدف إلى تحسين دخل الفلاحين وتقليص مستوى الفقر والتدبير المستدام للتربة والموارد المائية وتثمين المنتجات عبر تأهيل سلاسل الإنتاج المستهدفة.
ويروم المشروع، الذي يجري تنفيذه على مدى خمس سنوات بتمويل من حساب تحدي الألفية، الرفع من إنتاج زيت الزيتون من 3000 إلى 23000 طن في السنة، وتحسين دخل الفلاحين من 2000 إلى 7500 درهم للهكتار، وتوفير ما يناهز160 ألف يوم عمل إضافي.
ويهم المشروع، الذي يتضمن برنامجه برسم سنة 2010 توسيع المساحة المغروسة بنحو 2844 هكتارا باعتمادات مالية تبلغ 55 مليون درهم، توسيع المساحة المغروسة بأشجار الزيتون بنحو6000 هكتار وتأهيل وتكثيف زراعة الزيتون ضمن مساحة 3055 هكتارا والإعداد الهيدروفلاحي وتحسين شبكة السقي الصغير والمتوسط (3377 هكتارا).
كما يشمل تأهيل وعصرنة تجهيزات وحدات استخلاص زيت الزيتون، ودعم الأنشطة النسوية في مجال تثمين المنتجات ومواكبة تبني نظام الجودة، وتطوير العلامات التمييزية للجودة وتسويق المنتوجات، والتكوين والتأطير وتنمية قدرات المنتجين وتقوية الدعم العلمي والبحث التطبيقي.
وقدمت لجلالة الملك، أيضا، شروحات حول مشروع إحداث وحدة عصرية لاستخراج زيت الزيتون بجماعة سيدي عيسى، والذي يستفيد منه 600 فلاح ينتمون إلى تعاونية ابن يوسف، ويهم إنشاء وحدة لتصنيع زيت الزيتون بطاقة 20 طنا في اليوم ووحدة للتعبئة.
ويشمل المشروع تجهيز 1000 هكتار بالري الموضعي وتشجير 1000 هكتار بأشجار الزيتون والتكثيف في 500 هكتار، واقتناء معدات فلاحية (16 جرارا و11 آلة للرش و77 آلة أخرى).
ويتوخى المشروع تحسين الإنتاج السنوي من الزيتون من 1750 طنا إلى 7500 طن، وتحسين دخل الفلاح من 8000 درهم في الهكتار إلى 31000 درهم في الهكتار، وخلق 75 ألف يوم عمل في أفق 2020، وتحسين إنتاج زيت الزيتون من 189 طنا إلى 1425 طنا سنويا.
ويساهم في تمويل المشروع كل من صندوق التنمية الفلاحية والفلاحين المستفيدين (المجمعون)، وتعاونية ابن يوسف (المجمع)، ومؤسسات دولية.
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك بزيارة تفقدية لوحدة استخراج زيت الزيتون التابعة لتعاونية ابن يوسف، حيث وقف جلالته على التقنيات المعتمدة في مجال استخلاص زيت الزيتون وتعبئته.
تعكس المشاريع الفلاحية والهيدرو فلاحية التي اطلع عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس،السبت، بالجماعة القروية سيدي عيسى بإقليم الفقيه بنصالح، الرعاية الخاصة التي يوليها جلالته لرعاياه الأوفياء بجهة تادلة أزيلال، وحرصه الموصول على النهوض بالعالم القروي، ولاسيما تنمية العنصر البشري وتأهيله.
المشاريع التي اطلع عليها جلالة الملك بإقليم الفقيه بنصالح تعكس الحرص الملكي على النهوض بالعالم القروي
وتروم هذه المشاريع الخاصة بقطاعي الزيتون والري، والتي تندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر، المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة تادلة أزيلال من خلال توسيع المساحات المغروسة بأشجار الزيتون وخلق مناصب شغل جديدة وتحسين دخل الفلاحين ومكافحة الفقر إلى جانب المحافظة على البيئة عبر التدبير المستدام للتربة والموارد المائية.
وتتوخى المشاريع المتعلقة بقطاع الزيتون واستخلاص زيت الزيتون ، والتي تعكس الدينامية التي يعرفها الإقليم علي غرار باقي المناطق بالمملكة ، تثمين المنتوج الفلاحي وتحسين ظروف العيش بالوسط القروي بهدف ضمان تنمية متوازنة به والتسريع بفك العزلة عنه.
وتهم هذه المشاريع ، التي رصدت لها اعتمادات مالية إجمالية تناهز 373 مليون درهم، مشروعا مندمجا لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتازة بالجماعة القروية للكريفات، ومشروع تنمية سلسلة الزيتون بعشر جماعات قروية بإقليمي بني ملال وأزيلال، وكذا مشروع وحدة عصرية لاستخراج زيت الزيتون بجماعة سيدي عيسى.
وإلى جانب توسيع المساحة المغروسة بأشجار الزيتون، وما يرتبط بذلك من خلق للثروات، فإن هذه المشاريع ستساهم بشكل مباشر في توفير نحو 300 ألف يوم عمل على المدى المتوسط وتحسين دخل الفلاحين بشكل نوعي، إلى جانب ضمان التأطير التقني والتكوين للمستفيدين، والنهوض بقدرات المنتجين وتقوية الدعم العلمي والبحث التطبيقي.
ومن جهة أخرى، يكشف اطلاع جلالة الملك على مشروع أم الربيع لاستبدال السقي الانسيابي بالسقي الموضعي، والذي يتطلب اعتمادات مالية تناهز 977 مليون درهم، وزيارة جلالته لضيعة نموذجية تعتمد تقنيات الري الموضعي الفردي، الحرص الموصول لجلالته على العناية بالشأن البيئي باعتباره محطة أساسية نحو بلوغ التنمية المستدامة.
وإلى جانب الحفاظ على الموارد والأنظمة الإيكولوجية (المياه والتربة) فإن اعتماد هذه التقنيات يساهم بشكل فعال ومحوري في تطوير فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية، حيث تمكن من رفع المردودية إلى ستين طنا في الهكتار مقارنة مع المعدل الوطني العادي، الذي لا يتعدى عشرين طنا في الهكتار.