مهرجان العود بتطوان يحتفي بعبد الوهاب الدكالي

الخميس 06 ماي 2010 - 09:45

تنطلق اليوم سادس ماي الجاري، فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للعود بتطوان، التي ستصبح طيلة ثلاثة أيام، العاصمة الدولية لآلة العود، آلة الأوتار، التي لا غنى عنها في الموسيقى الأصيلة.

بتنظيمها لهذه الدورة، التي ستختتم فعالياتها السبت المقبل، تؤكد مدينة تطوان وأكثر من أي وقت مضى، على مؤهلاتها الموسيقية الدولية في الموسيقى الأورو متوسطية بدعوتها هذه السنة فنانين قادمين من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

على مدى ثلاثة أيام، ستقدم ثمان سهرات في المسرح الإسباني، إذ سيشارك 15 فنانا من المغرب، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا، ومصر، وتركيا، وإيران، والنرويج، وبريطانيا، الذين سيظهرون كيف أن العود، رغم كونه رمزا للموسيقى العربية، فإنه آلة موسيقية تتقاسمها حضارات مختلفة.

وستحتفي هذه الدورة بالفنان عبد الوهاب الدكالي، الذي تميز مساره الغنائي بالنجاح المستمر والعطاء الجميل، فعبر عقود، استطاع أن يرسم لنفسه طريقا فنيا ظل راسخا في ذاكرة عشاق العود، والطرب الأصيل، وشهد كذلك مساره الفني تحولا كبيرا، إذ توج عميدا للموسيقى المغربية، التي كرس حياته من أجلها، ومن أجل الفنانين، ونال العديد من الجوائز القيمة، اعترافا لما قدمه للأغنية المغربية.

وسيكون برنامج هذه الدورة محطة لاستقبال أبرز الوجوه الموسيقية، التي ظلت وفية للعود كآلة موسيقية لها جمهورها الواسع، إذ سيجري تكريم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي يومه الخميس، بمشاركة سعيد الشرايبي، ومجموعة كارلوما من فلسطين. كما سيشارك في اليوم الثاني من هذه التظاهرة الفنية، هشام التطواني من المغرب، ومحمد بيتماز من تركيا، ومجموعة حسن تبار، وبيجان شيميراني، وجيرارد كوردجيان من إيران وأرمينيا، بمسرح إسبانيول.

وسيشهد اليوم الثالث لقاء مفتوحا مع الفنانين، متبوعا بحفل فني مع غسان اليوسف من سوريا، ودينا عبد الحميد من مصر، وثلاثي "جواهر النغم" من المغرب، ومجموعة شربل روحانا من لبنان.

يشار إلى أن المهرجان الدولي للعود بتطوان، أضحى موعدا سنويا لعشاق هذا اللون الموسيقي. فمنذ أن أحدثت وزارة الثقافة هذا المهرجان للاحتفاء بالعود وبالآلات الوترية، تميز بمشاركات غنية ومكثفة على المستوى الكمي والنوعي. كما تميز بانتظام مواعيده كتقليد سنوي جميل، فرض له موقعا متميزا في خريطة التظاهرات والمهرجانات الثقافية والفنية بالمغرب.

وأصبح للمهرجان كذلك، جمهور متميز من عشاق الفن الجميل والأصيل، مواظب على حضور كل دوراته، والاستمتاع والإنصات لأفضل اللحظات الموسيقية، فهي سمفونية غنية بتجارب العزف على آلة العود.

كما يتميز المهرجان بمشاركة عازفات وعازفين ماهرين ومتألقين من مختلف الأقطار والأجناس وطنيا، وعربيا ودوليا، أتوا جميعهم ليعزفوا بأوتارهم الستة على وتر واحد، وتر الحوار بين الحضارات والثقافات والنغمات، ويقدموا عروضا كثيرة ومتنوعة، يعزفوا فيها العود بأشكال مختلفة، من عزف منفرد، وبيد واحدة، وبطريقة جديدة تجمع بين العزف والإيقاع. فخلال أكثر من عشر سنوات، شارك أكثر من مائة عازفة وعازف، يمثلون سبعة وعشرون بلدا، في المهرجان الدولي للعود.

وبخصوص المشاركين في هذه التظاهرة، هناك مجموعة كارلوما، التي تأسست سنة 1999 في مدينة رام الله في الضفة الغربية لفلسطين. مجموعة كارلوما متكونة من أعضاء تختلف ظروفهم الوطنية والثقافية.
ويعتبر سعيد الشرايبي، أحد كبار أساتذة العود في العالم العربي، حصل على جوائز متعددة عبر العالم خاصة جائرة زرياب للعزف على العود، التي منحها له المجلس الدولي للموسيقى لدى منظمة اليونسكو.
أما هشام التطواني، فهو من العازفين الشباب، الذين يرتقب لهم بمستقبل كبير في مجال العزف على آلة العود.
شارك هشام التطواني، كعازف منفرد، مع الجوق الوطني لمدينة الرباط والجوق الجهوي لمدينة الدار البيضاء، وسجل مع مجموعة كبيرة من الفنانين قطعا كثيرة توجد بخزانة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.
ويعد غسان اليوسف، أحد العازفين السوريين البارعين في العالم العربي، استطاع في فترة وجيزة من الزمن أن يعطي، من خلال إبداعاته، لآلة العود قوة خارقة غنية بالإيحاء.

أما الثلاثي "جواهر النغمة"، فمتكون من أساتذة التعليم الموسيقي شمال المغرب، أبانوا عن قدراتهم على الصعيدين الوطني والدولي، بحضور متميز في الساحة الفنية المتوسطية، من خلال مجموعة أرابيسك. ثلاثي النغمة يتكون من الفنان هشام الزبيري من تطوان على آلة العود، هو متخصص في الموسيقى الأندلسية وغناء "الموشحات".

ويدرس الآن العود في المعهد الوطني للموسيقى وفنون الرقص بتطوان، ونبيل أقبيب، من طنجة على آلة الكمان، مبدع بامتياز، رئيس أوركسترا الموسيقى الشرقية، ملحن ويعتبر أحد أحسن العازفين على الكمان في العالم العربي، رغم صغر سنه، ويتعاطى المسرح الموسيقي المغربي. يعمل الآن أستاذ التعليم الموسيقي بالمعهد الموسيقي بطنجة، ومحسن الزبيري من تطوان، الإيقاع، هو عارف للتقاليد المغربية الأندلسية والزوايا.

ومِحْمِتْ بيتماز، فنان من أصل تركي، تأثر بالمحيط الموسيقي، الذي وفرته له عائلته، حائز على شهادة الموسيقى الكلاسيكية التركية بالجامعة التقنية لإسطنبول، ومدرس في الجامعة نفسها. وشارك محمد بيتماز في عدة مهرجانات مثل المهرجان الدولي لإسطنبول، ومهرجان مونتو لموسيقى الجاز، ومهرجان الموسيقى الروحية والمهرجان الدولي لإزمير.

وشربل روحانا، عازف على آلة العود، نال جائزة العزف على العود وشهادة الماستر في علوم الموسيقى. هذا الموسيقار اللبناني يدرس العزف على آلة العود في عدة بلدان. شارك أيضا في عدة مهرجانات العالم العربي والأوروبي.




تابعونا على فيسبوك