طقوس العيد الكبير لدى الفنانين المغاربة

فرحة ومجهود مرهق وحزن وشهيوات يوم عيد الأضحى

الإثنين 15 نونبر 2010 - 12:15

ما بين متشبث بالعادات والتقاليد في عيد الأضحى المبارك، ومتطلع إلى السفر وتغيير أجواء العمل السنوية، بغية الاستمتاع بالعطلة، وتفاديا لمتاعب يوم مليء بالأعمال المنزلية المتعبة، تمر أجواء هذه المناسبة الدينية.

ولا يفوت بعض فنانينا مشاركة جمهورهم العريض، مناسبة عيد الأضحى، من خلال إحياء سهرات فنية بالمناسبة، في مختلف البلدان العربية، أو الوقوف على خشبة المسرح، أو أمام الكاميرا، للانتهاء من عمل معين، إيمانا منهم بأن أيام الأعياد، ليست ملكا لهم، بقدر ما هي ملك لجمهورهم، فيسعدون لأنهم مصدر لسعادته ، ومنبع لإدخال البهجة إلى قلوبهم، لتبقى الأغلبية الساحقة، من مناصري الاحتفال بعيد الأضحى رفقة الأسرة، إذ يجدونها فرصة لالتقاط الأنفاس والراحة، بعد تعب موسم كامل من العمل والسفر المتواصل، خاصة أن الكثيرين منهم قد لا يجدون الوقت الكافي على مدار العام لقضائه مع ذويهم والمقربين منهم.

"المغربية"، ارتأت فرد صفحة خاصة، بالمناسبة، للبحث في أجندة الفنانين المغاربة والأجانب، لمعرفة طقوسهم وعاداتهم خلال عيد الأضحى المبارك.

عبد العالي أنور: أتمنى لو يتكرر العيد أكثر من مرة في السنة

عيد الأضحى من الأعياد الدينية العزيزة على قلبي، فهي فرصة لخلق جو من البهجة والفرح، إذ يجتمع أفراد العائلة، التي تفرقها مشاغل الحياة وظروف العمل.

ورغم أنني متزوج وأب لطفلين، إلا أنني لا أقضي يوم العيد في منزلي، بل أنتقل إلى بيت العائلة (الدار لكبيرة)، حيث يجتمع أشقائي، الذين تفرقني عنهم الغربة، بحكم إقامتهم الدائمة خارج المغرب، إلا أنني، فور قرارهم قضاء العيد في المغرب، لا أضيع فرصة المكوث إلى جانبهم، خاصة في مناسبة كهذه، حيث يأمرنا الحق سبحانه وتعالى بصلة الرحم.

أما زوجتي، فهي امرأة اجتماعية مثلي، لا تمانع في أن نقضي العيد مع أسرتي وأسرتها، فكلانا يحب الالتئام والجو العائلي، وقد زادت فرحتي عندما أصبح يشاركني العيد ولداي، إذ تكتمل الفرحة، لدرجة أنني أتمنى لو يتكرر العيد أكثر من مرة في العام، لأنني أشتاق إلى الدفء العائلي.

أما عن طقوس ذبح الأضحية، فلا تختلف كثيرا لدي عن باقي الأسر المغربية، إذ أحرص عادة على التعاون مع أخي الأكبر في نحر الخروف، رغم أنها عملية مرهقة، خاصة أننا نتحمل عناء ذبح جميع أضاحي العائلة، فيما تتحمل النساء مسؤولية تحضير وجبة الغذاء، التي يكون فيها الطبق الرئيسي بطبيعة الحال هو "بولفاف"، وفي النهاية تخلق هذه المناسبة متعة مختلفة، نعيشها مرة كل سنة.

المخرجة بشرى إيجورك: العيد يقرب بين القلوب

عيد الأضحى فرصة للقاء الأهل وصلة الرحم، والإيثار بالتفكير بالفقراء والمحتاجين، وله مكانة خاصة بالنسبة إلي، لأنه عيد ديني ذو معان سامية ودلالات قوية وله عظمة عند الله عز وجل.

ظروف عملي الفني تحتم علي التنقل عبر العديد من المدن المغربية وأحيانا خارج المغرب، لكن أحمد الله أن عيد الأضحى، يجدني دائما في المغرب.

أعتبر هذا العيد من المناسبات المهمة، التي تجمع الأهل، ففيه تلتقي الأسر لتحتفل بطقوسه الجميلة، التي لا يمكن أن نعيشها إلا في هذه المناسبة.

سأقضي العيد إن شاء الله مع أسرتي بالدار البيضاء في جو ديني، وعائلي وفي لمة الأهل، التي تسعدني، وتعطيني شحنة إنسانية كبيرة تجعلني أتفاءل بالحياة، وأحب الناس والخير، وغالبا ما أقضيه مع أسرتي، إلا في أحيان قليلة أكون خارج البلد، والطريف أنني قبل سنتين كنت بدبي، فاحتفلت بعيدين بدبي، وحللت بالمغرب لأحتفل بعيد آخر بالوطن. أتمناه عيدا سعيدا لكل المغاربة والمسلمين، وأتمنى أن يعي كل الناس معانيه وسموه ولا يجعلوه فقط عيدا للذبح، والأكل، ورمي القمامة في كل مكان، إنه عيد يقرب بين القلوب، ويقرب العبد بخالقه.

ماجدة زابيطة: فرحتي بالعيد موشومة بحزن فراق والدتي

رغم أنني لست من آكلي اللحوم الحمراء، إذ أكثر من تناول السمك ولحم الدجاج في العيد، لكن، يبقى عيد الأضحى، مناسبة ذات طابع خاص لدى جميع المغاربة، والأمة الإسلامية قاطبة، ولها وقع خاص علي أنا بشكل خاص، إذ أحرص على التشبث بطقوس العيد، منذ الساعات الأولى من الصباح، وأستغل ذلك اليوم، في التقرب أكثر من أسرتي الصغيرة، خاصة أن ظروف العمل عادة ما تجعلني بعيدة عنهم ومنشغلة.

لا يفوتني صباحا أداء صلاة العيد، بطبيعة الحال، ثم أتناول وجبة الفطور مع العائلة، وما أجمل عبارات الدعاء من والدي عندما نبارك لبعضنا البعض العيد، ونتمنى أن يحل العيد المقبل ونحن مجتمعين وسعداء.

ولا أتوانى، أيضا، عن حضور نحر الخروف، لأتولى بعد ذلك مهمة غسل وتنظيف أحشائه من (دوارة وظفيرة المصارن)، وأحضر بعد ذلك ما لذ وطاب من المأكولات والوجبات، بحضور مختلف أفراد العائلة، خاصة أعمامي وأولادهم، ونقضي يوم العيد في سلام، فهي أمور ورثتها من والدتي وجدتي رحمهما الله، ولا أريد التخلي عنها، لأنها تبقى من موروثنا المغربي، الذي إذا ضاع، ستضيع معه هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تربينا وجبلنا عليها.

ولا أخفي أن سعادتي وفرحتي بالعيد، تظل موشومة بحزن عميق، خلفه رحيل والدتي إلى دار الحق، التي تركت فراغا كبيرا في حياتي، لذلك أقول دائما بأنني لست من الناس الذين يفرحون بأيام العيد، فكم هو مؤلم أن ترى الناس مجتمعين
مع أمهاتهم وأنت تفتقدها، وعزائي أن والدي أطال الله في عمره، مازال إلى جانبي ويسد جزءا كبيرا من الفراغ الذي تركته أمي.

حسناء زلاغ: أحب المقيلة والقديد والتقلية في العيد

عيد الأضحى من المناسبات التي أنتظرها بشغف، لأنني دائمة االترحال بين المغرب وبيروت ومصر، لذا أغتنم مثل هذه المناسبات لأستمتع بجوها داخل أسرتي.

سأقضي العيد في المغرب، فأنا حريصة على قضائه بين أسرتي، لأنني أجد فيه الدفء العائلي. هذه الأيام، أنا موجودة في مصر لتسجيل أغنية سينغل بعد ألبومي الأول، على أساس أن أعود إلى المغرب، لأحتفل بالعيد مع أهلي. أحاول ألا تعرقل اهتماماتي الفنية مثل هذه المناسبات، حتى أغتنم كل دقيقة لأقضيها مع أسرتي.

أساهم في غسل الكبش، وأقوم بكل الأمور، من إفراغ الأحشاء، ومساعدة الجزار، وكل ما يتطلبه هذا اليوم من جهد. بعدها أنتقل إلى المرحلة الثانية، وهي الطهي، وتحضير الشهيوات. يعجبني جو العيد بكامله، بحيث أساعد والدتي في كل شيء، وأحب أن أعيش أجواءه بتفاصيلها. كما أنني أحب التقلية، والقديد والمقيلة"، هذه الشهيوات، التي لها طابع خاص في هذا العيد.

صحيح أننا نأكل مثل هذه الأطباق طيلة السنة، لكن تبقى لها نكهة خاصة في عيد الأضحى.

منذ سنتين احتفلت بعيد الفطر ببيروت، إلا أنني لم أكن سعيدة، كان ينقصني أهلي، لذا قررت ألا أضيع أية فرصة للاحتفال بالعيد وسط أهلي بالمغرب، ولو تطلب الأمر تأجيل العمل الفني، ما بعد العيد.

الفنانة ثريا العلوي: لا آكل اللحوم الحمراء

اعتدت على قضاء عيد الأضحى مع عائلة زوجي نوفل براوي، بآسفي، فمنذ زواجنا ونحن نحتفل به مع أسرة زوجي.

وعن طقوسه، أكدت ثريا أنها لا تقوم بأي شيء، نظرا لوجود مساعدة داخل البيت، تتكفل بكل أمور الغسل والطهي، كاشفة أنها لا تأكل اللحوم الحمراء.

"أنا لا آكل أي شيء من لحم الخروف، لذا أجد نفسي لا أستغل كل طقوسه".

عن إمكانية قضاء عيد الأضحى بعيدا عن العائلة، في حالة ارتباطها بموعد فني، أبرزت الفنانة المغربية، أنها لن تمانع، كون العمل عبادة، وتأجيل مواعيد العمل بحجة العيد تراها "فشوش" ، لأن الفنان يجب أن يكون مجندا للعمل في أية فرصة تتاح أمامه.

وقالت " الفنان مطالب بالقيام بواجبه نحو جمهوره، بحيث يجب أن يلتزم بمواعيد عروضه، ولا يمكنه أن يؤجلها بحجة العيد".




تابعونا على فيسبوك