قال الداهي الكاي، رئيس جمعية المفقودين لدى بوليساريو، إن ما حدث في العيون تخريب للبلاد، وتخريب لما أنجز على مدار 35 سنة من ميزانيات الدولة المغربية، مبرزا أن المعالجة الأمنية للأحداث كانت من أهم معالجات القرن الواحد والعشرين.
وأوضح الداهي الكاي، في حوار لـ "المغربية"، أن "ما وقع في المدينة يظهر بأن المنفذين مختصون في الحرق. فالطريقة التي أحرقوا بها البنوك والمؤسسات ليست من تنفيذ إنسان عاد، بل من طرف أشخاص تدربوا على هذا النوع من العمليات، التي أعتقد أنه جرى التحضير لها منذ أكثر من سنة أو سنتين"، مضيفا "هذا هجوم منظم من قبل خلايا نائمة تضم في صفوفها أشخاصا، قد يكونوا تلقوا تدريبات في كوبا، أو الجزائر، أو في تندوف".
وتحدث رئيس جمعية المفقودين لدى بوليساريو عن أشكال التعذيب الوحشية في سجون البوليساريو، مشيرا إلى وجود "وسائل إرهابية خطيرة تستعملها جبهة البوليساريو على ضحاياها. وسائل قبيحة جدا وتقشعر لها الأبدان".
هل يمكن أن تقدم لنا نظرة تقريبية حول ما وقع في العيون؟
أحداث العيون في الحقيقة نجمت عن تراكمات خطيرة، وجاء الانفراج الذي يتضمن مطالب اجتماعية لسكان المدينة الأصليين. لكن أياد خبيثة استغلت هذه الوضعية الاجتماعية من أجل تحويلها إلى وضعية سياسية وحقوقية بهدف استثمارها على المستوى الدولي.
وفعلا، هذا ما وقع في التلفزيون والجرائد الجزائرية، وفي تصريحات مسؤولي جبهة البوليساريو.
وحسب ما اطلعنا عليه في الجرائد الوطنية، التي أكدت إلقاء القبض على جزائريين لديهم يد في الأحداث، التي لم يكن وراءها مطالب اجتماعية، بل كان الغرض منها تخريب مؤسسات الدولة ومتاجر الأشخاص، الذين لا ذنب لهم.
هذا تخريب للبلاد، وتخريب لما أنجز على مدار 35 سنة من ميزانيات الدولة المغربية، وهذا خطير لأنه يمس بمصلحة المواطن الشخصية.
وأحمل مسؤولية ما وقع إلى المسؤولين المحليين، لأنك عندما تكون صريحا مع نفسك وتأخذ الميزانيات المخصصة للمدينة منذ سنة 1976 إلى يومنا هذا، فإنك ستقف على حقيقة أن كل هذه الأموال كفيلة بأن تصنع من العيون كاليفورنيا.
ورغم التكالب على هذه الميزانيات من طرف أشخاص غير طاهرين، إلا أن هناك منجزات تحققت، لكن عبثت بها أيادي جبهة البوليساريو، تحت ستار مطالب اجتماعية وحقوقية.
ما رأيك في الطريقة التي نفذت بها عمليات التخريب؟
عندما نقول بأنه هناك تنظيما موجودا، فهذا طبعا بأنه كان يخطط منذ مدة. وما وقع في العيون يظهر بأن المنفذين مختصون في الحرق. فالطريقة التي أحرقوا بها البنوك والمؤسسات ليست من تنفيذ إنسان عاد، بل من طرف أشخاص تدربوا على هذا النوع من العمليات، التي أعتقد أنه جرى التحضير له منذ أكثر من سنة أو سنتين.
هذا هجوم منظم من قبل خلايا نائمة تضم في صفوفها أشخاصا، قد يكونا تلقوا تدريبات في كوبا، أو الجزائر، أو في تيندوف.
ما رأيك في جرائم التقتيل والتنكيل بالجثث التي تعرض لها عناصر القوات العمومية؟
القوات العمومية أعطيت لها أوامر بعدم إطلاق أي رصاصة، ما جعلها تتحول إلى هدف لهجوم الآخرين المدججين بالسكاكيين، وهذا خطير.
وعلى كل حال، كانت المعالجة الأمنية من أهم المعالجات الواقعة اليوم في القرن الواحد والعشرين.
هل يمكن أن تتحدث لنا عما يرتكب من انتهاكات حقوقية في مخيمات تندوف، وأشكال التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون هناك؟
أعطيك مقاربة بسيطة، فأنا مثلا كنت لمدة ست سنوات في سجون جبهة البوليساريو، التي ما زالت لحد الآن لم تعترف بملفي.
والعدو الحقيقي هو جبهة البوليساريو، التي تنكرت لأبناء الصحراء، الذين قتلتهم وموجودين في سجونها.
أما بالنسبة لأشكال التعذيب، فهي كثيرة ووحشية جدا. تصور أنه حتى عندما غزت الإمبراطورية الرومانية العالم لم تصل إلى تلك الأشكال، وحتى الفنيقيين لم يصلوا إلى ذلك المستوى، حتى قبل الإسلام، لم يجر الوصول إلى وسائل التعذيب التي وصلت لها البوليساريو.
هناك وسائل إرهابية خطيرة تستعملها جبهة البوليساريو على ضحاياها. وسائل قبيحة جدا وتقشعر لها الأبدان.
فأنا لست جلادا، لكن بحكم ما مورس علي من تعذيب، أنا ومجموعة من الأشخاص، فلا يمكنني القول سوى إنها طريقة قبيحة جدا، من مظاهرها الاختطاف الاغتيال والتعذيب.. المهم أنها طرق وحشية.
ما رأيك في ما يتعرض له حاليا مصطفى سلمى ولد سيدي مولود على يد البوليساريو؟
بالنسبة لي، مصطفى ولد سلمى ضحية من ضحايا البوليساريو. فمنذ أن ألقت عليه الجبهة القبض أصبح ضحية من ضحايا سجونها. كما أننا بتنا مسؤولين عن الدفاع عنه.
ولكن قبل مصطفى، هناك المئات من الأشخاص الذين فقدوا لدى البوليساريو، ونحن ما زلنا نبحث عنهم.
حقيقة أن مصطفى ولد سيدي مولود أعطى زخما للوضعية السياسة، بعودته للمطالبة بالحكم الذاتي في مخيمات تندوف، لكن هناك المئات من أبناء الصحراء مفقودين في سجون البوليساريو، الذين يصل عددهم إلى 800.