صدرت عن مجموعة الأحمدية بالدارالبيضاء، أخيرا، رواية جديدة للقاص والروائي المغربي، الحبيب الدائم ربي، بعنوان "زريعة البلاد ".
تمتد الرواية، على مدار 112 صفحة من الحجم المتوسط، مبوبة إلى فصول، أو بالأدق حكايات صغرى، (خروب بلادي، وحكاية ملفقة من ألف، وحكاية أخرى مضحكة لكنها لا تسر، وصدق أو لا تصدق، والحكاية وما فيها ...)، لتطرح تنويعا سرديا (زوايا نظر) في الاشتغال على أسرة صغيرة بين بلدة الشعاب ومدينة سيدي بنور ضمن فترة تاريخية، موسومة بالقحط.
تقدم لنا هذه الرواية حياة أسرة آ ل السلومي، بالتركيز على حياة وموت شخصية السلومي من منظور أهله وقبيلته. والملاحظ أن هذا الموت قدم وفق حكايتين متعالقتين،الأولى تقول بموت السلومي الغريب والغرائبي، الذي امتد لجنازته التي تحولت إلى محفل، والثانية تعتبره موتا عاديا لحياة هي كذلك.
شهدت تجربة الشاعرة المغربية نجاة الزباير، تحولات عميقة على مستوى الجمالية اللغوية، والبناء الرؤيوي للوجود، منذ ديوانها الأبرز "أقبض قدم الريح"، مرورا بديوانها "قصائد في ألياف الماء"، إلى ديوانها الجديد "لجسده رائحة الموتى" الصادر أخيرا، ضمن منشورات "أفروديت 15"، عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش.
في ديوانها الجديد تحفر الزباير مجرى شعريا مفارقا في أرض الشعرية العربية الراهنة، بحدس يتحدث لغات لم يتحدثها أي حدس شعري من قبل. فهي بهذا الديوان، الموغل في البذخ الفني إخراجا وطباعة، تكون أكملت مثلثا شعريا هو الأرقى من حيث فرادة التحسس للعمق الأعمق فينا، ولرعشة المستحيل المُطلة من تربة الغربة الراسبة في مائنا الأونطولوجي، ومن نافذة الوهم الذي يدفئنا كلما أثلج الحزن في دواخلنا.
صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتاب جديد بعنوان "شعر أبي الفضل البغدادي" عني بجمعه وتحقيقه سامر محمد معروف، ويقدم هذا البحث صورة تظهر حياة أبي الفضل الغامضة، وتكشف أبرز ظواهر شعره الفنية، من خلال دراسة منهجية تقوم على إظهار مواطن الجمال في شعره من جهة، وتحليل موضوعاته الشعرية من جهة أخرى. يحتوي الكتاب على أوسع ترجمة لأبي الفضل، وهي على طولها لم تتجاوز صفحتين من القطع المتوسط. فضلا عن جمع معظم أشعاره، التي وصلت إلينا، قسم البحث إلى قسمين "الدراسة والديوان".
عمل الباحث في دراسته على تحقيق ما استطاع جمعه من شعر أبي الفضل تحقيقا علميا، مبتدئا بضبط الديوان ضبطا كاملا، ثم شرح ما ورد فيه من غريب اللغة شرحا وافيا، مشيرا إلى الضرورات الشعرية التي لجأ إليها أبو الفضل كاملة.