سجل حجم الرواج الإجمالي لميناء طنجة ـ المتوسط، في النصف الأول من السنة الجارية، ارتفاعا بـ 82 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010. وقال بلاغ للسلطة المينائية لطنجة ـ المتوسط، توصلت "المغربية" بنسخة منه، إن المركب المينائي سجل حركة رواج إجمالي بل
وحسب المصدر ذاته، يعزى هذا الارتفاع إلى عاملين رئيسيين، يتمثل الأول في استمرار النمو المتواصل لنشاط رصيفي الحاويات في الميناء، وتحويل أنشطة النقل البري الدولي وشحن البضائع من ميناء طنجة المدينة إلى ميناء طنجة المتوسط، منذ ماي 2010 .
وبلغ إجمالي رواج نشاط مناولة الحاويات، برسم الفترة ذاتها، مليونا و246 ألفا و321 وحدة من عشرين قدما، مسجلا بذلك نموا بنسبة 43 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.
وذكر البلاغ أن ثلاثة مسارات بحرية رئيسية هيمنت على هذا الرواج، ويتعلق الأمر بالخطوط الملاحية، التي تربط آسيا بأوروبا، وتلك التي تربط شمال أوروبا بأميركا الجنوبية، وتلك التي تنطلق من أو تتجه إلى الموانئ الإفريقية، الموجودة على الساحل الأطلسي.
في هذا الإطار، شهد الرواج، الذي سجله ميناء طنجة المتوسط مع هذه المنطقة من القارة الإفريقية نموا تقترب نسبته من 50 في المائة، مستفيدا من المؤشرات الماكرو- اقتصادية الجيدة، المسجلة في هذه المنطقة، خلال السنوات الأخيرة.
وجرى تأمين حوالي 95 في المائة من هذا الرواج الملاحي من طرف خمس شركات للملاحة التجارية، تعد رائدة على المستوى العالمي، وتستفيد من وجود 125 خطا بحريا تربط ميناء طنجة ـ المتوسط بموانئ في القارات الخمس.
وبرسم النصف الأول من السنة الجارية، تضاعف رواج الحاويات الموجه إلى السوق المحلية ثلاث مرات، وهم هذا النشاط 60 ألفا و983 وحدة، جرت مناولتها في اتجاه ميناء الدارالبيضاء و30 ألفا و713 وحدة، جرى شحنها أو تفريغها (استيراد وتصدير) بميناء طنجة ـ المتوسط.
وبخصوص نشاط نقل المسافرين والبضائع، عبر ميناء طنجة ـ المتوسط للركاب، فسجل نشاط النقل البري الدولي وتيرة نمو متواصلة، نظرا لتحويل مجموع هذا النشاط إلى ميناء ـ طنجة المتوسط للركاب، منذ شهر ماي الماضي، ليختم الميناء النصف الأول من السنة الجارية بنقل 95 ألفا و764 شاحنة للنقل البري الدولي، أي ما يمثل ثلاثة أضعاف.
كما سجل نشاط الاستيراد والتصدير، عبر مضيق جبل طارق المؤمن بواسطة النقل البري الدولي، زيادة بنسبة 12 في المائة، إذا يعزى انتعاش هذا النشاط، على الأرجح، إلى تحسين البنيات التحتية، ومن بينها، على الخصوص، افتتاح الطريق السيار مراكش - أكادير (يونيو 2010)، وافتتاح ميناء طنجة ـ المتوسط للركاب (ماي 2010 ).
وإلى حدود نهاية يونيو الماضي، عبر 590 ألفا و390 مسافرا ميناء طنجة ـ المتوسط للركاب، بما في ذلك 153 ألفا و818 راكبا، منذ انطلاق موسم العبور بشكل رسمي في 5 يونيو الماضي.
ونتيجة مباشرة لاستمرار نمو وتوطيد أنشطة ميناء طنجة ـ المتوسط، يقدر رقم معاملات السلطة المينائية لطنجة ـ المتوسط بحوالي 493 مليون درهم إلى حدود 30 يونيو 2011، أي بزيادة قدرها 96 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2010 .
توقع سعيد الهادي، رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة لطنجة ـ المتوسط، أن تواكب المحطة الجديدة لنقل المسافرين بطنجة ـ المتوسطة، الدينامية، التي يشهدها المركب في مختلف محطاته ومرافقه وتجهيزاته، خصوصا الجانب المتعلق بالبضائع، والرواج التجاري.
وقال الهادي، في تصريح سابق لـ "المغربية"، إن الطاقة الاستيعابية لطنجة ـ المتوسط، التي تقدر حاليا بـ 3 ملايين حاوية، ستتضاعف لتصل إلى 8 ملايين وحدة سنويا، في أفق 2020.
وتوقع الهادي أن يصبح طنجة ـ المتوسط الميناء الأول أو الثاني، في المنطقة المتوسطة، بعد ميناء الجزيرة الخضراء، لكنه شدد، في المقابل، على أن الهدف ليس التنافس على المرتبة الأولى، أو الثانية، بقدر ما يكمن في "إحداث مركب مينائي متكامل، يعمل بطريقة جيدة، ويوفر مردودية عالية، ويستجيب لمواصفات الحداثة، على المستوى العالمي، وليس فقط على الصعيد المتوسطي".
وشدد الهادي على أن مردودية الميناء، من ناحية الشحن والإفراغ، تعادل المردودية العالمية المعمول بها عالميا، "وهذه المردودية هي التي نقيس بها مدى جودة الميناء وفعاليته"، مشيرا إلى أن الكلفة ستكون أقل مستوى من المعمول بها في أوروبا، "لكنها لن تكون أدنى من تلك المطبقة على المستوى العالمي".
وحسب الهادي، لا تنحصر أهمية طنجة ـ المتوسط في تحقيق درجة عالية من الرواج التجاري، "بل خلق تنافسية لوجيستيكية، ومبادلات تجارية متنامية، وحركية صناعية، إذ أصبحت المنطقة الشمالية، على الخصوص، منطقة ديناميكية، في الجانب الصناعي، والاستثمارات، كما يتجلى ذلك في قرار شركة رونو، التي تحدث أكبر وأحدث مصنع للسيارات في العالم في المنطقة الحرة للميناء.