أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الكتاني بالدارالبيضاء

جلالة الملك يطلع على تقدم أشغال مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدارالبيضاء

السبت 13 غشت 2011 - 10:28
( ح م)

اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة، بالدارالبيضاء، على تقدم أشغال إنجاز مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة.

وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول تقدم إنجاز مختلف البرامج والعمليات المبرمجة في إطار هذا المشروع، الذي يروم تحسين ظروف عيش السكان، وتأهيل المدينة العتيقة بما يكفل اندماجها في محيطها العمراني الحضري.

ويتضمن مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدارالبيضاء، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغاله في 27 غشت 2010، ثلاثة محاور كبرى، يهم أولها إنجاز مجموعة من العمليات الاستعجالية على المدى القصير، بهدف تحسين إطار عيش السكان من خلال إعادة إسكان 150 أسرة من قاطني دور الصفيح، والمحتلين لتجهيزات ومرافق عمومية، وصيانة البنايات الآيلة للسقوط.

ومكنت عملية الصيانة من تحديد وإحصاء 200 بناية من بين 500 يشملها الشطر الأول. وفي هذا الإطار جرى تسجيل تدهور وضعية 19 بناية على مستوى الهيكل، مما يجعلها موضوع معالجة خاصة.

كما يسعى المشروع إلى تحسين ولوج السكان للخدمات الأساسية، (إعادة تأهيل شبكة التطهير، والماء الصالح للشرب، والكهرباء، وتجديد الإنارة العمومية، وشبكة الهاتف).

وانطلقت الأشغال في شطرها الأول لتشمل 20 هكتارا على أن تنطلق الأشغال في الشطر الثاني، الذي يمتد على مساحة 27 هكتارا في شهر شتنبر المقبل.

وفي ما يتعلق بالتأهيل التاريخي والثقافي للمدينة العتيقة، جرى الشروع في سلسلة من العمليات الخاصة بترميم الأسوار وتدعيمها وتقويتها، كما ستشمل عملية الترميم واجهات المنشآت المجاورة.

ويتضمن البرنامج الاستعجالي، أيضا، سلسلة من العمليات التي تروم تحسين المناخ الاقتصادي للمدينة العتيقة، وتعزيز استقطابها للسياح.

ويهم الشطر الثاني من مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة، إنجاز بحث حول وضعية العقار مع مراعاة الوضعية المعقدة للجانب العقاري بالمدينة العتيقة.

أما الشطر الثالث من هذا المشروع، الذي يشمل إعداد تصميم التهيئة والحماية، فيوجد حاليا في طور الانطلاق، في أفق تحديد أشكال التدخل بالمدينة العتيقة، والقواعد والمعايير المعمارية الواجب احترامها لضمان حماية المدينة.

وبالمناسبة نفسها، أعطى صاحب الجلالة، انطلاقة أشغال إنجاز مشروع بناء مركز متخصص في علاج الإدمان وداء السل، باعتمادات مالية تبلغ سبعة ملايين درهم.

ويروم هذا المشروع، الذي يشمل تشييد وحدة للقرب متخصصة في طب الإدمان، وأخرى خاصة بمحاربة داء السل، إلى جانب إعادة تهيئة المركز الصحي الحالي "بوسمارة"، تحسين ظروف استقبال المرضى والتكفل بهم، باعتباره هدفا يحظى بالأولوية من بين الأهداف التي حددها مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدارالبيضاء، والذي يضع المواطنين في قلب الانشغالات.

كما ستشهد الأيام المقبلة الشروع في إنجاز مشاريع أخرى تهم تحويل كنيسة "بوينافينتورا"، إلى دار للثقافة بغلاف مالي يبلغ تسعة ملايين درهم، وتشييد فضاء للتواصل بين الأجيال بالمدينة العتيقة باستثمارات مالية إجمالية تبلغ 14 مليون درهم.

ومن شأن تحويل هذه الكنيسة وترميمها، بما يضمن الحفاظ على شكلها المعماري الأصلي إلى جانب مسجد ولد الحمرا والمعبد اليهودي "التودغي"، أن يكرس ويرسخ روح التسامح والتعايش بين الديانات السماوية الثلاث بالمدينة العتيقة.

إثر ذلك، أشرف جلالة الملك على تسليم مفاتيح، ووثائق الملكية لعدد من المستفيدين من برنامج إعادة الإسكان في إطار مشروع أنجزته "شركة إدماج سكن" بحي مولاي رشيد.

أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الكتاني بالدارالبيضاء

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة، بمسجد الكتاني بمدينة الدارالبيضاء .

وأكد الخطيب في مستهل خطبة الجمعة، أن الله تعالى خلق الإنسان في هذه الدنيا وأوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، وكرمه بأنواع من مظاهر التكريم، وخصه بكثير من مزايا الإنعام والتفضيل، وجعله خليفته في الأرض، فكان بذلك أفضل المخلوقات وسيد الكائنات.

وأضاف أن من مظاهر تكريم الله للإنسان أنه لم يخلقه عبثا ولم يتركه هملا ولا سدى، فأرسل إليه الأنبياء والرسل لهدايته وإرشاده ليقوم في الأرض بواجب الاستخلاف على نور من هداية الله، وأعطاه حرية الاختيار وقوة الإرادة وكلفه بتحمل مسؤولية الدين والدنيا، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض، وأعطاه من نعمه التي، لا تعد ولا تحصى، فالكون مسخر كله للإنسان ولمنفعته ومصلحته وخدمته وفي ذلك أعظم تكريم .

وأشار الخطيب إلى أنه إذا كان الله تعالى جعل الناس متساوين في هذا التكريم، فإنهم يتفاوتون في درجاته لتفاوت استعداداتهم وطاقاتهم ومواهبهم، ومن تم فإن أكرمهم عند الله أتقاهم وأخشاهم، على اعتبار أن الناس كلهم من آدم وآدم من تراب وهم شعوب وقبائل متعددو الألوان والأنساب والأجناس ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى.

وأوضح الخطيب أن تأكيد الله تعالى على أنه خلق الناس من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا، يعني أن الغاية من جعلهم شعوبا وقبائل، ليست للتناحر والخصام وقيام الحروب، وإنما لغاية سامية هي التعاون والوئام من أجل العيش في ود ومحبة وسلام .

لذلك، يقول الخطيب، حارب الإسلام كل العصبيات الجاهلية في جميع صورها وأشكالها ليقيم نظاما إنسانيا عالميا، في ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يتعالى أحد على أحد، وأن التكريم والتشريف ليس أصله الجنس أو اللون أو الحسب أو النسب وإنما يكون بقدر الخوف والخشية من الله وتقواه، مؤكدا أن هذه هي القاعدة العظمى، التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي بسلوكه منهج الله تعالى، لأن الميزان الذي يزن به الله أعمال البشر يوم القيامة هو ميزان التقوى.

وأبرز الخطيب أن في حياة الأمم والشعوب محطات مهمة، تسجل لوقائع بارزة وتؤرخ لأحداث عظام، تستذكرها وتحييها اعتزازا بماضيها، واهتداء بما تنطوي عليه من دروس وعبر في تدبير حياتها الحاضرة واستلهاما منها في تحقيق مستقبلها المشرق.

وذكر الخطيب، في هذا الصدد، بأن الأمة المغربية خلدت، أول أمس الخميس، بتأثر وخشوع، ذكرى انتقال جلالة المغفور له محمد الخامس إلى جوار ربه، بعد جهاد مرير ونضال مستميت، ضحى فيه بالغالي والنفيس، من أجل استعادة عزة شعبه وكرامته بانعتاقه وتحرره واستقلاله، بعد احتلال دام أكثر من أربعين سنة، حيث كان رضوان الله عليه في طليعة النضال وفي مقدمة الوطنيين المخلصين والمجاهدين يساعده في ذلك وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني.

وأضاف أن الله قيض للأمة المغربية في تلك الفترة الحالكة من تاريخها ملكا تقيا مجاهدا مؤمنا مخلصا، وقف مع شعبه وقفة رجل واحد، في وجه دسائس المحتل حتى حقق الله رجاء الأمة وقائدها بنيل المغرب استقلاله.
وابتهل الخطيب، في الختام، إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصرا عزيزا، يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين، ويعينه في عمله الدؤوب لإسعاد هذه الأمة، التي طوقته بأمانة أمرها وقيادة سفينتها، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة .

كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته ورحمته على الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته.




تابعونا على فيسبوك