استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أول أمس السبت، بالقصر الملكي بالدارالبيضاء٬ رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة المغربية.
حضر هذا الاستقبال، كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، والطيب الفاسي الفهري، مستشار صاحب الجلالة.
وكان رئيس البرلمان الأوروبي استعرض لدى وصوله إلى القصر الملكي تشكيلة من الحرس الملكي أدت له التحية.
وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، في تصريح للصحافة، عقب هذا الاستقبال، عن إعجابه بالانخراط التام لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ لفائدة استقرار العلاقات المغربية الأوروبية، التي تكتسي طابعا محوريا من أجل تطوير العلاقات بين أوروبا وشمال إفريقيا.
وقال شولتز "بالنسبة لي٬ إنها تجربة مثيرة أن ألتقي ملكا منخرطا بشكل تام مع بلده لفائدة استقرار العلاقات المغربية الأوروبية، التي تعد أساسية من أجل تطوير العلاقات بين أوروبا وشمال إفريقيا".
وأضاف أن "هذا الاستقبال شكل فرصة بحثنا من خلالها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ونهج مختلف الخيارات من أجل تعاون معمق بين البرلمانين المغربي والأوروبي، وكذا في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ".
وأشار شولتز، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة، تمتد ليومين قائلا "ناقشنا التعاون بين بلدان المغرب العربي والوضع في الشرق الأوسط٬ ومصر وليبيا".
وفي تصريح مماثل٬ قال رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، إن شولتز "نوه بالإصلاحات المتبصرة التي باشرها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ لترسيخ ديمقراطية حقيقية فعالة وعميقة".
وبخصوص العلاقات بين البرلمانين الأوروبي والمغربي٬ أكد غلاب إرادة الطرفين في "العمل سويا٬ خاصة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط٬ لخلق فضاء متوسطي يعمه السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
"المغربية و(و م ع) - أشاد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، بالعلاقات "المتميزة" التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي٬ مؤكدا على ضرورة تعزيز علاقات التعاون بينهما، من خلال تبادل الزيارات بين البرلمانيين، وتكثيف الاتصال والحوار بينهما.
جاء ذلك٬ حسب بلاغ لمجلس النواب٬ خلال مباحثات، أول أمس السبت بالرباط٬ بين شولتز الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة تستغرق يومين٬ وكريم غلاب، رئيس مجلس النواب٬ بحضور سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، منور عالم٬ ورئيس المفوضية الأوروبية بالمغرب، انيكو لاندابورو.
وذكر البلاغ أن شولز أبدى استعداده لعقد لقاء ثان مع غلاب سيجري تحديده لاحقا بين الطرفين، يخصص لدراسة إمكانية خلق بعض الآليات الجديدة المباشرة لتمتين التعاون بين البرلمان الأوروبي والبرلمان المغربي.
من جهته٬ أكد غلاب أن المغرب يمكن له أن يضطلع بدور أساسي بجانب البرلمان الأوروبي، بهدف تقريب وجهات النظر بين جميع الدول المعنية لجعل المتوسط منطقة للسلم وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرز البلاغ أن غلاب دعا٬ خلال هذا اللقاء٬ إلى تفعيل اللجنة البرلمانية المختلطة بين البرلمان المغربي والاتحاد الأوروبي لخلق دينامية جديدة في العلاقات الثنائية.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن زيارة رئيس البرلمان الأوروبي تكتسي طابعا مهما، بحيث تعد الأولى التي يقوم بها مارتن شولز لبلد خارج الاتحاد الأوروبي٬ مضيفا أن هذه الزيارة تعتبر فرصة سانحة بالنسبة للمغرب للدفع إلى الأمام بالمنظور المتوسطي الذي يعمل الطرفان من أجل تحقيقه.
وحل رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، مساء يوم الجمعة المنصرم، بالرباط٬ حيث يشارك في أشغال الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي احتضنها البرلمان المغربي، يومي 24 و25 مارس الجاري.
يشار إلى أن مارتن شولتز انتخب رئيسا للبرلمان الأوروبي، يوم 17 يناير 2012، خلفا للبولوني جرزي بوزيك.
كما أجرى مارتن شولتز، مباحثات مع محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن بيد الله أشاد٬ خلال هذه المباحثات٬بالعلاقات "التاريخية المتميزة" بين المغرب والاتحاد الأوروبي٬ معتبرا أن "الوضع المتقدم" و"صفة الشريك من أجل الديمقراطية" يشكلان عاملا مهما لتعميق وتوطيد وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية المغربية الأوربية.
وأوضح المصدر ذاته أن بيد الله تطرق لأحداث وتطورات "الربيع العربي" وامتداداته على مستوى دول شمال إفريقيا والمشرق العربي٬ مبرزا أن المغرب "تفاعل بذكاء وبحس سياسي حاد مع السياق الدولي، من خلال تسريع وتيرة إصلاحات كبرى همت المجالات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أعطى انطلاقتها "خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتاسع مارس 2011.
كما توقف عند دستور فاتح يوليوز، الذي نقل المغرب إلى دستور صك الحقوق والحريات٬ والانتخابات التشريعية السابقة لأوانها بتاريخ 25 نونبر 2011، والحكومة الجديدة المنبثقة عنها والتي يقودها حزب العدالة والتنمية.
ويبقى على المغرب٬ يضيف رئيس مجلس المستشارين٬ أن يرفع تحدي تنزيل الدستور تنزيلا ديمقراطيا سليما٬ "وعلى الشريك الأوروبي أن يواكب هذا التنزيل مواكبة جادة في إطار الوضع المتقدم في علاقته مع الاتحاد الأوروبي، سيما أن التعاون بين المغرب وأوربا أخذ بعدا مؤسساتيا عبر لجنة البندقية ومركز شمال جنوب ودخول المغرب في عدة اتفافيات مع أوروبا".
وبخصوص التحديات الأمنية٬ أشار بيد الله إلى الجهود المبذولة من طرف المغرب في مجال التصدي للهجرة السرية والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر.
وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية٬ ذكر بيد الله أن المبادرة المغربية المتمثلة في تمتيع الأقاليم الجنوبية بحكم ذاتي موسع، يعد الحل الأنجع لإنهاء النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية٬ "هو حل لا غالب فيه ولا مغلوب٬ مما سيمكن من إنعاش اتحاد المغرب الكبير كتكتل جهوي لدوله الخمس"٬ مضيفا أن هذا التكتل٬ إذا ما تم بناؤه٬ يعتبر شريكا قويا وذا مصداقية، خصوصا للاتحاد الأوربي وعاملا لاستتباب السلم والأمن والتعاون وتحقيق التنمية المستدامة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
ومن جهته٬ أكد مارتن شولتز على أهمية التحولات المجتمعية التي تعيشها البلدان العربية٬ مبرزا "فرادة وأهمية النموذج المغربي بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي تبوأ فيها حزب ذو مرجعية إسلامية الصدارة، وهو ما يعني أن التداول قد تم٬ فعلا٬ عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة".
واعتبر المسؤول الأوروبي أن "نجاح التجربة المغربية يعود إلى ثلاثة عوامل أساسية: شجاعة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والدور المركزي للمؤسسة الملكية كحامية للديمقراطية٬ وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة٬ ثم التحولات المجتمعية العميقة التي يعرفها العالم العربي".
وبخصوص الوحدة الترابية٬ أكد المسؤول الأوروبي على "ضرورة البحث عن حل يرضي جميع الأطراف على أساس المبادرة المغربية في هذا الشأن".
واعتبر المسؤول الأوروبي أن "فتح الحدود مع الجزائر وتكريس التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المغرب الكبير الخمس يمكن أن يكون مدخلا داعما لحل هذه القضية".
من جهة أخرى، أجرى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ورئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، مباحثات تركزت حول العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي والتكامل المغاربي .
وقال شولتز، في تصريح صحفي٬ عقب هذه المباحثات٬ "إننا تطرقنا لعدد من القضايا المرتبطة بالتكامل الاقتصادي والسياسي لدول المغرب العربي، والذي قد يفضي إلى حل العديد من المشاكل ".
كما أكد المسؤول الأوروبي على تطابق وجهات النظر حول الأهمية القصوى التي يكتسيها تعزيز التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معتبرا أن ذلك "يشكل فرصة للطرفين".
وكان رئيس البرلمان الأوربي، مارتن شولتز، صرح٬ أول أمس السبت، بالرباط٬ أن المغرب يلعب "دورا رئيسيا وبناء" في الفضاء الأورومتوسطي .
وقال شولتز، في تصريحات للصحافة، في أعقاب مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، "إن العلاقات المتينة والعريقة القائمة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي يطبعها الاحترام المتبادل والمصالح الاستراتيجية المشتركة".
وأعرب عن ارتياحه لزيارته للمغرب التي تعد الأولى له خارج بلدان الاتحاد، مشيدا في هذا الصدد بما يشهده المغرب من تطور ديمقراطي وإصلاحات سياسية.
كما أعرب عن ارتياحه لـ "الحوار البناء"، والتنسيق الدائم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي، من جهة أخرى، على الدور المهم، الذي يلعبه المغرب في الضفة الجنوبية للمتوسط وفي منطقة المغرب العربي، معتبرا أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدان المغاربية، من شأنه الإسهام في تطوير الشراكة الأورو- مغاربية.
من جهته، أكد سعد الدين العثماني أن تخصيص شولتز أول زيارة له خارج الاتحاد الأوروبي للمغرب انعكاس للأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لشراكته مع المغرب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة المغربية تولي "أهمية بالغة" للعلاقات التاريخية مع الاتحاد الأوروبي، وتحرص على تمتين علاقات التعاون مع الاتحاد في كل المجالات .
وأوضح أن مباحثاته مع شولتز تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون واستكشاف آفاق الشراكة بين المملكة والاتحاد، فضلا عن استعراض آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.