إنقاذ 35 شخصا بمرتفعات جبال الأطلس ونفوق أزيد من 850 رأسا من المواشي

مفقودون بسبب الثلوج يحركون الأمن والدرك بجرسيف

الأربعاء 18 أبريل 2012 - 14:49
دوار أيت حنيني في إقليم ميدلت صباح الاثنين (خاص)

عاشت عناصر الأمن والسلطات المحلية بجرسيف، حالة استنفار ليلة الأحد صباح الاثنين الماضيين، بحثا عن مفقودين وسط الثلوج التي سقطت بكثافة على جبال الأطلس المتوسط بالمنطقة التابعة لجماعة بركين.

وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة أن 35 شخصا كانوا في عداد المفقودين، نتيجة الثلوج الكثيفة والرياح العاتية التي شهدتها المنطقة، التي يقطن بها مجموعة من الرحل يتحدرون من قبائل بني اسمنت، يمتهنون تربية المواشي والرعي في مرتفعات الجراح شرق جبل بويبلان.

وأضافت المصادر ذاتها أنه غير بعيد عن منطقة جبل بويبلان، حاصرت الثلوج 11 شخصا كانوا في طريقهم لإنقاذ هذه العائلة. وبمكان آخر قريب من المنطقة نفسها، حاصرت الثلوج عمال مقاولة للخشب، يشتغل بها أربعة سائقين وامرأة، ومشرف على الورش، وبالقرب منهم نصب 13 شخصا ثلاثة خيام بقبيلة بني بورايس، وما زاد الأمر تعقيدا انقطاع الكهرباء ومعه انقطعت مختلف أشكال الاتصال مع سكان المنطقة ومع المفقودين.

ولم تتمكن الوفود الأولى من فرق الإنقاذ المكونة من رجال السلطة والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية من الوصول إلى الهدف، نظرا لصعوبة استعمال كاسحة الثلوج والجرافة في الظلام، كما تعذر على مصالح المكتب الوطني للكهرباء الوصول إلى مكان العطب الكهربائي، ما دفع الجميع إلى التراجع إلى حدود الخامسة من صباح أول أمس الاثنين، بغرض انتقال قوات الإنقاذ من جديد بعدد يتجاوز 60 فردا من مختلف المصالح الأمنية.

في السياق نفسه، شكل سكان دواري بني اسمنت وبني بورايس فريقا من المتطوعين يتكون من أزيد من 80 شخصا، انتقلوا على ظهور الدواب لإنقاذ الأرواح البشرية. وفي حدود الخامسة من مساء أول أمس الاثنين، تمكن الفريقان من إنقاذ جميع المفقودين، الذين عثر عليهم في ظروف صحية حرجة، فيما لم يتمكنوا من إنقاذ إلا حوالي 100 رأس من المواشي، بعدما نفق أزيد من 850 رأسا.

وأرجعت مصادر "المغربية" أسباب محاصرة الثلوج المفقودين وصعوبة وصول قوات الإنقاذ، إلى سببين اثنين، الأول كون الجماعة القروية بركين تستفيد من الشبكة الكهربائية التابعة لإقليم بولمان، ما يجعل الأعطاب الكهربائية تتكرر باستمرار، كلما تساقطت الثلوج بكثرة على مرتفعات الأطلس، الأمر الذي ساهم في تعذر التواصل مع المفقودين، في حين كان من المفروض أن يجري ربطها بالشبكة الكهربائية لجرسيف عبر رأس لقصر، والسبب الثاني يرجع بالأساس إلى كون الطريق الرابطة بين بركين المركز وتامجيلت المركز، تمر عبر قمم الجبال ما يجعلها مقطوعة عند أية تساقطات ثلجية، والحال أن هذه الطريق كان من الواجب أن تمر عبر الدواوير بسفح الجبال، تضيف المصادر ذاتها.

الثلوج تقطع الطرق وتعزل السكان من جديد في ميدلت

عثمان الرضواني - عادت التساقطات الثلجية، ليلة الأحد وصباح أول أمس الاثنين، لتقطع الطرق وتفرض عزلة على سكان إقليم ميدلت.

وأفادت مصادر "المغربية" في المنطقة أن التساقطات الثلجية التي شهدها الإقليم، بداية من منتصف ليلة أول أمس الأحد، تسببت في قطع الطريق الوطنية الرابط بين مدينتي ميدلت وخنيفرة، عند النقطة المرورية المسماة "تيمدغاس"، كما فرضت عزلة مؤقتة على مجموعة من المداشر والدواوير النائية المنتشرة في تراب إقليم ميدلت.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن علو الثلوج وصل إلى 25 سنتيمترا في السفوح، في حين تجاوز علوها في المرتفعات وقمم الجبال 35 سنتيمترا، وقال مصطفى، فلاح، بالمنطقة، إن أمل السكان في موسم فلاحي جيد تجدد، موضحا أن التساقطات الثلجية تزامنت مع موسم زراعة بعض الخضروات مثل البطاطس.

يذكر أنه لم يمض على فك عزلة التجمعات السكنية النائية في الأطلس المتوسط، سوى شهرين، لتتكرر معاناة السكان من جديد مع الظروف المناخية الصعبة وشح المواد الغذائية وكلأ الماشية، إذ كانت مجموعة من الدواوير في قيادة تونفيت بإقليم ميدلت، دخلت في عزلة طيلة يناير الماضي، بعد تساقط كميات مهمة من الثلوج، التي وصل سمكها إلى أزيد من 40 سنتيمترا.

وكانت التساقطات الثلجية مصحوبة بموجة برد قارس "الجريحة"، ما تسبب في إصابات بالحمى والزكام في صفوف أطفال وشيوخ بدواوير أيت احنيني وسيدي يحيى ويوسف بميدلت.

في حين أبدى مجموعة من فلاحي المناطق النائية تخوفهم من التساقطات المطرية المقبلة المصحوبة بالثلوج بسبب ضعف البنية التحتية، إذ يؤكدون أنه في السنوات الماضية، تسببت العواصف الرعدية والمطرية والثلجية، التي اجتاحت عدة داووير بميدلت، في إلحاق خسائر بالطرقات ما جعل السكان يعيشون في عزلة وحصار مدة شهر.

من جهة أخرى، سجلت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بداية من صباح أول أمس الأحد وإلى غاية صباح أمس الاثنين، تساقطات مطرية مهمة، إذ سجل تساقط 19 ملم بإفران، و11 ملم بفاس وسبعة ملم في مكناس وبني ملال، وبالدارالبيضاء آنفا سجل تساقط ستة ملم.




تابعونا على فيسبوك