أمير المؤمنين يعطي بمراكش انطلاقة برنامج محو الأمية بالمساجد برسم الموسم الدراسي 2012- 2013

السبت 29 شتنبر 2012 - 13:03
(ماب)

أشرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس٬ عقب أداء صلاة الجمعة بمسجد "أريحا" بمراكش٬ على إعطاء انطلاقة برنامج محو الأمية بالمساجد برسم الموسم الدراسي 2012- 2013.

وكان هذا البرنامج أطلق تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب 20 غشت 2000 بمناسبة الذكرى 47 لثورة الملك والشعب٬ والذي أمر فيه جلالته بأن "تفتح المساجد لدروس محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية والصحية وذلكم وفق برنامج محكم مضبوط كلفنا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنفيذه".

ومكنت هذه المبادرة٬ التي تعكس العناية الخاصة التي ما فتئ جلالة الملك يوليها لتطوير العنصر البشري٬ المساجد من تحقيق الريادة في مجال التربية والتكوين٬ إلى جانب دورها في بناء مجتمع ديمقراطي وحداثي ومنفتح ومتقدم٬ مبني على نبذ الإقصاء والتهميش ومحاربة الفقر والجهل.

وبهذه المناسبة٬ قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق٬ بين يدي جلالة الملك٬ حصيلة وآفاق برنامج محو الأمية بالمساجد.

وأكد الوزير أن هذا البرنامج حقق نتائج وإنجازات طيبة فاقت ما سطر لها، بفضل الرعاية الفعلية لجلالة الملك٬ مبرزا أن العشرية الأولى من تنفيذ برنامج محو الأمية بالمساجد (2000- 2010)، مكنت من تحرير 635 ألفا و209 مواطن ومواطنة من أفة الأمية٬ في حين أن عدد المسجلين بلغ خلال هذه الفترة 921 ألفا و594 شخصا٬ 36 في المائة منهم بالعالم القروي.

وأضاف التوفيق أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعتزم جعل أزيد من مليون شخص يستفيدون من المخطط الخماسي لبرنامج محو الأمية بالمساجد (2011- 2016)٬ مشيرا إلى أن 380 ألف شخص استفادوا من برنامج محو الأمية خلال الموسمين الدراسيين 2010-2011 و2011- 2012.

وأوضح أنه بفضل جهود مختلف المتدخلين٬ جرى تحقيق نسبة نجاح بلغت أكثر من 86 في المائة خلال السنة الأولى.

وأبرز الوزير أن عدد المساجد المجهزة بالمعدات الديداكتيكية لاحتضان الدروس ارتفع من 200 مسجد سنة 2000 إلى 3846 مسجدا سنة 2012، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع واكبته زيادة في عدد مؤطري الدروس بالمساجد وعدد المنسقين والمستشارين التربويين.

وفي إطار الرعاية السامية الموصولة التي يحيط بها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أيده الله٬ هذا البرنامج٬ قام جلالته بتسليم جوائز وشهادات تقديرية للمتفوقين في برنامج محو الأمية بالمساجد على الصعيد الوطني.

ويتعلق الأمر بكل من زينب الهبطي (القنيطرة)٬ ونعيمة أمين (جرسيف)٬ ومحجوبة العماري (زاكورة)٬ وفتيحة جوال (سيدي بنور)٬ ومريم الكنتامي (الداخلة)٬ ونعيمة إيتوني (شفشاون)٬ وفاطمة كرشمان (طانطان)٬ وزبيدة السكوري (خنيفرة)٬ وإلهام حرماش (الدريوش)٬ ومليكة فريح (الدارالبيضاء).

برنامج محو الأمية بالمساجد .. مساهمة وازنة في الجهود الوطنية المبذولة من أجل اجتثاث ظاهرة الأمية

مراكش(و م ع)- لقد مكن برنامج محو الأمية بالمساجد٬ منذ أن أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 47 لثورة الملك والشعب بتاريخ 20 غشت 2000، من تحقيق نتائج إيجابية جدا يعكسها الارتفاع المتزايد في أعداد المستفيدين وجودة المناهج التربوية المعتمدة، وتسخير وسائل بيداغوجية أكثر فعالية٬ إلى جانب تمكين الهيئة التربوية القائمة على تنفيذ هذا البرنامج من تكوين أساسي ومستمر يتيح تعزيز كفاءاتها وقدرتها على التلقين حتى تضطلع بمهامها على الوجه الأمثل.

ويعكس إشراف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ حفظه الله٬ أمس الجمعة بمراكش٬ على إعطاء انطلاقة برنامج محو الأمية بالمساجد على الصعيد الوطني برسم الموسم الدراسي 2012- 2013، حرص جلالته الدائم على تتبع تنفيذ هذا البرنامج٬ وكذا الاهتمام الخاص الذي ما فتئ جلالته يوليه لهذا النمط التعليمي الداعم لمختلف الجهود المبذولة من أجل اجتثاث ظاهرة الأمية على الصعيد الوطني٬ سيما في أوساط النساء٬ كما يجسد حرص جلالته على تعزيز الدور التنويري والتعليمي الذي ما انفك يضطلع به المسجد٬ فضلا عن مهامه الأساسية المتمثلة في إشاعة الأمن الروحي، وضمان الممارسة المثلى لشعائر الدين الإسلامي الحنيف.

واستهدفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ خلال العشرية الأولى من تنفيذ برنامج محو الأمية بالمساجد٬ تحرير 600 ألف مواطن ومواطنة من أفة الأمية٬ في الوقت الذي تمكنت من تسجيل ما مجموعه 921 ألفا و594 مستفيدا٬ أي بنسبة إنجاز بلغت 153،6 في المائة٬ علما أن نسبة الإناث بلغت 78 في المائة، بينما تقدر نسبة المستفيدين من العالم القروي بـ 36 في المائة٬ في حين بلغ عدد الناجحين 653 ألفا و209 أي بنسبة نجاح فاقت 86 في المائة.

أما في المخطط الخماسي من هذا البرنامج (2011- 2016)، فتستهدف الوزارة تسجيل مليون مستفيد، كما تطمح إلى تسجيل نحو 250 ألف مستفيد إضافي سنويا ابتداء من يناير 2013، في حال توفر الإمكانيات المالية الكافية٬ علما أن الوزارة كانت خلال الموسمين (2010 -2011 و2011 -2012)، استهدفت تسجيل 370 ألف مستفيد، لكنها تمكنت من تسجيل 376 ألفا و938، أي بنسبة إنجاز فاقت التوقعات حيث بلغت 101،87 في المائة، تشكل نسبة الإناث فيها 89 في المائة٬ بينما وصلت نسبة المستفيدين من العالم القروي إلى 39 في المائة.

من جهة أخرى٬ فخلال 12 سنة الماضية٬ ارتفع عدد المساجد المجهزة بالمعدات الديداكتيكية لاحتضان الدروس من 200 مسجد سنة 2000 إلى 3846 مسجدا في 2012، وذلك موازاة مع ارتفاع عدد مؤطري الدروس من 200 مؤطر سنة 2000 إلى 4262 خلال السنة الجارية٬ كما استحدثت الوزارة أجهزة تربوية للتنسيق والاستشارة التربوية والتوجيه سنة 2006، حيث ارتفع عدد المنسقين والمستشارين التربويين من 60 سنة 2006 إلى 350 سنة 2012.

وإيمانا منها بالرسالة التربوية التي يؤديها الإطار البيداغوجي ضمن برنامج محو الأمية بالمساجد، باعتباره المحور الأساس في تحريك العملية التعليمية٬ أولت الوزارة اهتماما كبيرا لهذه الفئة من العاملين بالبرنامج (المنسقون٬ المستشارون التربويون٬ مؤطرو الدروس)٬ فأعدت ونفذت برنامجا للتكوين الأساسي والمستمر يروم استكمال تكوين وتأهيل هذه الفئات، من أجل مسايرة النظريات البيداغوجية الحديثة، والعمل وفق المقاربة بالكفايات وبيداغوجيا الإدماج.

هكذا٬ وفي مجال المناهج والتطبيقات الأندراغوجية عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمنهج التدرج واستهداف المنفعة المباشرة في إعداد المنهاج التربوي٬ مواكبة منها لمستجدات حقل التربية والتكوين٬ بما ينمي المعارف والكفاءات والمهارات لدى المستفيدين، ويجعلهم قادرين على المساهمة والانخراط في مسار التنمية الشاملة.

وفي مجال التربية والتكوين٬ يجري تنظيم ورشات عمل منتظمة ومكثفة وفق مقاربات هندسية، وتنفيذ التكوين من أجل تأهيل الأطر التربوية وتجويد أدائها٬ كما اعتمدت الوزارة في تطوير برنامجها على التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب مع الجهات ذات الاهتمام المشترك٬ بينما سخرت في مجال الدراسة والتقويم والتنظيم نظم تدبير المعلومات والإحصائيات والإدارة المالية وفق معايير الحكامة الرشيدة.

وبخصوص تحفيز المستفيدين والأطر التربوية٬ دأب جلالة الملك٬ حفظه الله٬ على تسليم شهادات النجاح والجوائز التقديرية للخمسة الأوائل المتفوقين على الصعيد الوطني٬ كما تنظم الوزارة حفلات ختامية على صعيد جميع جهات وأقاليم المملكة يجري خلالها تكريم المستفيدين والأطر التربوية بشهادات النجاح والتقدير التربوي والجوائز التقديرية.

أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية للوزارة فهي تعتزم٬ في حال توفرت الاعتمادات المالية٬ تنفيذ برامج تعليمية أخرى (الزيادة في عدد المستفيدين من 180 ألفا إلى 250 ألفا٬ برنامج تلفزيوني٬ إحداث مستوى دراسي ثان)٬ لاستكمال تكوين المستفيدين، وجعلهم قادرين على الانخراط في نظام التعليم الذاتي المستمر والتعلم مدى الحياة وفي مسلسل التنمية المستدامة.

وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية بدعم هذا البرنامج وتوسيعه٬ ستعمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ على تحقيق أربعة أهداف أساسية٬ تتجلى في رفع عدد المستفيدين من 190 ألفا إلى 250 ألفا سنويا٬ ابتداء من يناير 2013، باعتماد مالي إضافي قدره 22 مليون و700 ألف درهم٬ حيث ستستهدف هذه الزيادة٬ على الخصوص٬ محاربة الأمية لدى الفئة العمرية التي تقل عن 25 سنة من الذكور والإناث في البوادي.

كما تعتزم الوزارة الوصية إعداد وتنفيذ برنامج تلفزيوني سيبث على قناة "محمد السادس للقرآن الكريم" يواكب البرنامج المنجز داخل المساجد ابتداء من يناير 2013، باعتماد مالي إضافي يقدر بـ 20 مليون درهم٬ وكذا إحداث المستوى الدراسي الثاني للفئة العمرية ما بين 15 و45 سنة ابتداء من الموسم الدراسي 2013- 2014 (باعتماد مالي يناهز 11 مليون و400 ألف درهم)٬ فضلا عن إحداث جريدة تربوية على غرار جريدة "منار المغرب" التي كان قد أحدثها جلالة المغفور له محمد الخامس٬ سيجري توزيعها على المتخرجين من برنامج محو الأمية.

وللتذكير فإن برنامج محو الأمية يتقاطع٬ في منهجيته وأهدافه٬ مع نمط التعليم العتيق الذي يروم تمكين التلاميذ والطلبة من حفظ القرآن الكريم واكتساب العلوم الشرعية والإلمام بمبادئ العلوم الحديثة، وتنمية مداركهم في مجال الثقافة الإسلامية٬ إضافة إلى ضمان تفتحهم على العلوم والثقافات الأخرى في ظل مبادئ وقيم الإسلام السمحة٬ وهو ما يؤكد مساهمة البرنامج الفاعلة في الرفع من نسب التمدرس وخفض نسب الأمية، وإمداد البلاد بما تحتاج إليه من القيمين الدينيين والعلماء ذوي التكوين المتين.

ومما لا شك فيه أن هذا البرنامج الطموح سيمكن المسجد من القيام بدوره الريادي والاضطلاع برسالته التربوية والتعليمية التي دأب على تأديتها منذ أسس رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أول مسجد بالمدينة المنورة٬ وهو ما يحفز الوزارة الوصية على تطوير هذا البرنامج في جميع جوانبه التربوية والتنظيمية، بما يحقق نتائج إيجابية من شأنها المساهمة بقوة في بناء المجتمع المغربي الحداثي الديمقراطي المتعلم والمنفتح.




تابعونا على فيسبوك