مصرع شخصين في انهيار سقف غرفة بالمدينة القديمة وسقوط منزل آخر مهجور

الأمطار ترعب قاطني الدور الآيلة للسقوط بالبيضاء

الأربعاء 31 أكتوبر 2012 - 13:37
سكان المدينة القديمة قضوا ليلة بيضاء بعد انهيار سقف الغرفة   (الصديق)

وضع سكان الدور الآيلة للسقوط بالدارالبيضاء، خاصة في المدينة القديمة، أيديهم على قلوبهم، خوفا من تهاويها في أي لحظة فوق رؤوسهم، بسبب تهاطل أمطار غزيرة على العاصمة الاقتصادية من المنتظر أن تتواصل حتى نهاية الأسبوع.

ودشن مسلسل الانهيارات، ليلة الاثنين الثلاثاء، بدرب لوبيلة، بالمدينة القديمة، بتراب مقاطعة سيدي بليوط، إذ خلف انهيار سقف غرفة بسطح منزل مكون من طابقين، مصرع رب أسرة، وابنه، كما تسبب في إصابة الابن الثاني بجروح متفاوتة الخطورة.

وأوضح مصدر مطلع أن سقف الغرفة (مساحتها متران على 4 أمتار)، التي يعود بناؤها إلى أزيد من 20 سنة، بشكل عشوائي، ومن دون مواصفات تقنية، انهار على الضحايا، بينما كانوا يخلدون للنوم، متسببا في هلاك اثنين منهم.

وأضاف المصدر ذاته أن الابن المصاب ما يزال يخضع للعلاج في المستشفى، مقدرا عدد قاطني المنزل بحوالي 10 أسر.

وذكر المصدر أن المدينة القديمة شهدت خلال الليلة ذاتها، وبفعل غزارة الأمطار، انهيار منزل مهجور يقع بدرب بن حمو، يتكون من 3 طوابق، دون أن يخلف ضحايا، وأوضح أن هذا المنزل المصنف ضمن خانة الدور الآيلة للسقوط، جرى إخلاؤه قبل أشهر من قبل قاطنيه، في إطار عملية إعادة الإسكان.

وتصاعدت وتيرة الانهيارات في صفوف منازل المدينة القديمة، خاصة تلك المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، وكان أول حادث وقع العام الجاري في شهر ماي المنصرم، أودى بحياة 5 أشخاص، بعد انهيار منزل من 3 طوابق، في حي سيدي فاتح، تلاه بعد أزيد من أسبوع حادث سقوط أجزاء من منزل مهجور بزنقة موحى وسعيد، ولحسن الحظ، فإن المنزل لم يكن به سكان، بعدما رحلتهم شركة "صوناداك" في إطار عملية إعادة الإيواء بخصوص مشروع المحج الملكي، كما لم يصب أي أحد في هذا الحادث.

وخلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو الماضي، استفاق سكان درب المعيزي بالمدينة القديمة على حادث انهيار منزل آخر من 3 طوابق، خلف وفاة 4 أشخاص، وإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطيرة، لينضافوا إلى قائمة ضحايا الدور الآيلة للسقوط، التي باتت تهدد أرواح العشرات من السكان بالمدينة القديمة.

وفي إطار تداعيات مسلسل الانهيارات في المدينة القديمة، انهار أواخر شهر يونيو الماضي، حائط مدرسة تؤوي عائلات المنازل الآيلة للسقوط، دون أن يخلف ضحايا.

وكانت السلطات المحلية بالمنطقة انخرطت، بعد حادث سيدي فاتح المؤلم في حملة تحسيسية لتذكير سكان هؤلاء المنازل المهددة بالانهيار بالقرارات، التي سبق أن بلغوا بها، قصد اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وإخلائها، حفاظا على أرواحهم.

يذكر أن عدد الخبرات التي أنجزها المختبر العمومي للتجارب والدراسات، بعد تسجيل مجموعة انهيارات في منازل المدينة القديمة بالدارالبيضاء في الآونة الأخيرة، بلغ حوالي 2000 خبرة، صنفت إلى حد الآن 300 منزل آيلة للسقوط في خانة الخطر، جرى إخلاؤها من قاطنيها.

وكان كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، قال في تصريح لـ "المغربية"، حول الموضوع، إن السلطات في المدينة القديمة أمام وضيعة استعجالية وكارثية، بوجود دور تهدد حياة قاطنيها في أي لحظة، مشيرا إلى أن هناك برنامجا استعجاليا لمواجهة هذه الإشكالية، تسهر عليه لجنة محلية تضم مصالح كل من العمالة، ومقاطعة سيدي بليوط، والجماعة الحضرية للدارالبيضاء، ووزارة الإسكان، والوكالة الحضرية للدارالبيضاء، وشركة "صوناداك".

وأوضح الديساوي أن اللجنة المحلية أوكلت إلى خبراء المختبر العمومي للتجارب والدراسات، مهمة إجراء خبرات حول المنازل، مهمتها تحديد الدور الآيلة للسقوط، ودرجة خطورتها، مشيرا إلى أنه جرى تصنيف نتائج الخبرات في 3 خانات، خانة (أ)، دور آيلة للسقوط في أي لحظة منذ الآن، ويجب أن تهدم، وأن تعطاها أولوية الأولويات، خانة (ب)، دور آيلة للسقوط، لكنها لا تشكل خطرا محذقا في الوقت الراهن، خانة (س)، دور آيلة للسقوط يمكن معالجها وتدعيمها.




تابعونا على فيسبوك