الولادة ليست دائما حدثا سعيدا في المسشفيات الوطنية

المغربية تكشف ظروف التوليد في ثلاثة مؤسسات صحية بالبيضاء

الإثنين 14 يناير 2013 - 16:04

في كثير من الأحيان تتحول فرحة انتظار مولود في المستشفى إلى مصدر حزن وبكاء، بعد موت امرأة قيد الوضع متأثرة بمضاعفات ولادة عسيرة، أو وفاة وليد جاء إلى هذا العالم متعبا صحيا، دون أن تستقبله بنيات صحية قادرة على إنعاشه.


"المغربية" زارت بعض المستشفيات، منها المنتمية إلى القطاع الخاص والعام، للوقوف على ظروف توليد الحوامل واستقبال المواليد الجدد، في محاولة لفهم مشاكل هذا التخصص، ورصد مسببات وفيات الأمهات والمواليد في المغرب.

تتضمن تفاصيل هذه الزيارة، أبرز الأسباب والظروف التي تساعد على استمرار وفيات الأم والوليد الجديد، منها معيقات بشرية ولوجيستيكية، تتضافر لتخطف أرواح أعزاء، في لحظات ينتظر منها أن تعطي الحياة لا أن تنهيها، وأن تزرع الفرحة لإطلاق الزغرودة، عوضا عن الشعور بالحزن لفراق قريب.

يجمع الأطباء وفرق التمريض والتوليد، الذين التقت بهم "المغربية"، أن وزارة الصحة بذلت جهودا لخفض وفيات الأمهات والمواليد الجدد، إلا أنها تظل قاصرة عن بلوغ الهدف.

إكراهات التوليد في مستشفى ابن رشد

البداية كانت من مصلحة التوليد في مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، باعتباره مستشفى جامعيا، والأكبر حجما من المستشفيات الإقليمية والجهوية.

تشهد هذه المصلحة توافد كبير للحوامل لأجل الوضع، ما يخلف حالة غليان، سواء داخل أقسام الاستقبال، أو في غرف التوليد أو في أجنحة الاستشفاء بعد الوضع، لدرجة أن أعداد الحوامل يضاعف أكثر من مرة طاقة الاستقبال، التي باتت تفوق بكثير العدد المفترض للراغبات في الوضع.

مصادر متفرقة كشفت أن أسباب هذا الاكتظاظ يعود إلى تزايد حجم إحالات الحوامل على مستشفى ابن رشد من مستشفيات إقليمية وأخرى جهوية، وحتى من مدن قريبة من العاصمة الاقتصادية، مثل برشيد وسطات والكارة، وأخرى بعيدة، مثل خريبكة وبني ملال، بعد أن تعذرت إحاطتهن بالرعاية الصحية في المستشفيات التي تقع فوق تراب المنطقة التي ينتمين إليها.

ويؤثر توالي الأفواج المتتابعة من الحوامل من مدن مختلفة على وتيرة العمل، بسبب الضغط الممارس على أطر التمريض والتطبيب، الذين تقل أعدادهم القادرة على استيعاب حالة الاكتظاظ من الحوامل غير المصنفات، ضمن الدرجة الثالثة، التي يتكلف بها مستشفى ابن رشد.

صور صادمة

بسبب الاكتظاظ، تشهد قاعات استشفاء الأمهات حديثات الوضع، صورا صادمة ومشاهد واقعية تثير الحزن والشفقة، بسب وضعية أمهات يفترشن أغطية خاصة فوق الأرض، يتوسدن مخدات من ألوان وأحجام متنوعة، داخل غرف تتوفر كل واحدة على أكثر من عشرة أسرة، لكنها تستقبل أكثر من 40 أما ورضيعا، في ظل أجواء ينخفض فيه مستوى نقاء التهوية، سيما خلال فترة الزيارة المفتوحة للعموم.

ومن أكثر المشاهد لفتا للانتباه وإثارة لمشاعر الأسف والحزن، مقاسمة المواليد الجدد، افتراش الأرض إلى جانب أمهاتهم، في أول أيام الحفاوة بهم في هذا العالم، إلى جانب رزم وحقائب، تضم ملابس الأم وبعض احتياجاتها الخاصة، وبعض المشروبات الحليبية ومواد غذائية أخرى.

هذا المشهد الواقعي، يصور بجلاء وجود أمهات مغربيات، لا تسعفهن الظروف للنعيم بلحظات هانئة، بعد لحظات عسيرة قضينها في مصارعة المخاض، بدا بعد الحديث إليهن، أنهن من أوساط اجتماعية هشة، يعانين الفقر المادي، وأغلبهن يشكين تبعات الأمية.

لا يستطيع الناظر إلى هؤلاء الأمهات، رؤية علامات فرحهن باحتضان مواليدهن الجدد، بعد مرور شهور صعبة من الحمل ولحظات والوضع، بل يظهرن بملامح مشتركة، تغيب عنها الابتسامة، وكأنهن مجبرات على الصبر على لحظات معينة إلى حين توقيع ورقة مغادرتهن المستشفى.

لم تخف إحدى الأمهات أن الظروف المذكورة تهز نفسيتها كما تهز قلوب باقي الأمهات في نفس وضعها، لشعورهن بحرج كبير من استقبالهن في أجنحة دون أسرة شاغرة، يلقاهن فيها ذووهن وأقاربهن وهن يفترشن الأرض.

وعبرت أم أخرى، عن أن هذه الظروف تشعرهن بأنهن مذنبات بحملهن وإنجابهن، عوض الشعور بأنهن في وضعية مرض.

أغلب المستجوبات اللواتي تحدثت إليهن "المغربية"، عبرن عن غضبهن من عدم توليدهن في المستشفيات الإقليمية القريبة منهن، التي توجهن إليها للمرة الأولى، وإحالتهن على مستشفى ابن رشد لأجل الولادة، بعد أن أخبرن أنهن سيواجهن وضعية ولادة عسيرة، فتحملن القدوم في وسائل نقل عمومية، لغياب سيارة إسعاف تتكلف بهذه المهمة.

ومن بين هؤلاء النساء، أم أحيلت من مستشفى مولاي عبد الله في المحمدية، بمبرر خوف فريق التوليد من تعرضها لمشاكل أثناء الولادة بسبب إصابتها بمرض القلب، بينما أحيلت أخرى، تقطن في حي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، من مستشفى ابن امسيك، بسبب إصابتها بالربو.

وتأتي هذه الإحالات من فريق العمل في المستشفيات الإقليمية بأن مستشفى ابن رشد يتوفر على العدد الكافي من الأسرة والمعدات والأجهزة والموارد البشرية.

تقاسم الحاضنات

من تبعات هذا الواقع، اضطرار فريق العمل في مصلحة التوليد، إلى وضع أكثر من وليد أو اثنين فوق الطاولة الساخنة، هذا في الوقت الذي لا يتوفر قسم الولادة سوى على 4 طاولات، حيث يقدم أطباء الأطفال الخدمات الطبية الضرورية، مباشرة بعد الولادة، في انتظار الحاقهم بأمهاتهم في قاعة الاستشفاء العمومية.

ومن المشاهد اللافتة، أيضا، أن ضمن هؤلاء الرضع، مواليد متخلى عنهم، تركتهم أمهاتهم وهربن خارج المستشفى، دون تصريح طبي بالخروج. ونظرا لظروف الاشتغال في قسم التوليد، تتكرر هذه الأحداث، ليظل المتخلى عنهم في زاوية معزولة، يتلقون الرعاية الطبية، بالموازاة مع تلقي مساعدة المحسنين، في انتظار اتخاذ التدابير الإدارية لترحيلهم إلى مؤسسات رعاية الأيتام.

سوء الاستقبال

بسبب وضعية الاكتظاظ داخل قاعة الاستشفاء، يتعذر على الطبيب أو الممرضة مراقبة أرحام الأمهات حديثات الوضع وهن في وضعية افتراش الأرض، ما يضطر الطبيب أو الممرض للجلوس على الركبتين لضمان المراقبة الطبية للأم والوليد الجديد.

كل هذه الأمور، تزيد من شعور الأمهات بالحرج، لعدم مراعاة الحميمية، ناهيك عن أن هذه الظروف يزيد من فرص إصابتهن بتعفنات، قد تكون لها عواقب وخيمة إن على المدى القصير أو الطويل.

أما في غرف التوليد، فتثير حالة الاكتظاظ حالة من الغليان، خصوصا في فترة الليل وعطلة نهاية الأسبوع، إذ يتزايد عدد الحوامل المحالات من مستشفيات أخرى، ما يتسبب في إرهاق السلك الطبي وشبه الطبي، وبالتالي سيطرة القلق وإثارة الأعصاب التي تؤثر على نوعية استقبال وخدمة الحامل.

وتفيد بعض الطبيبات أنه عندما يشتد اكتظاظ الحوامل، سيما في الليل، يضطر فريق العمل إلى توليد الحامل فوق طاولات للتوليد، رغم أنها غير مناسبة لإجراء عملية الوضع.

ونتيجة فرط استعمال هذه المصلحة، بدت أغلب طاولات التوليد في حاجة إلى صيانة وصباغة، بينما بدا جهاز الكشف بالصدى، الوحيد في قسم مستعجلات النساء- الايكوغرافي، معطلا عن العمل، لما يزيد على 6 أشهر، من فرط استعماله، في حين تتناوب الحوامل على استعمال جهاز الإنصات إلى نبضات قلب الجنين، لكن مع فرط ضغط العمل، يلجأ الأطباء إلى استعمال أداة تقليدية عبارة عن إناء مخروطي.

صعوبات التوليد بمستشفى محمد السقاط

لفهم أسباب وخلفيات إحالة الحوامل من المستشفيات الأخرى في المدينة على مستشفى ابن رشد، ارتأت "المغربية" زيارة أحد المستشفيات الإقليمية، فوقع الاختيار على مستشفى محمد السقاط، أولا لأنه من المستشفيات التي تحيل النساء الحوامل على مستشفى ابن رشد.

أما السبب الثاني، فلأنه يشهد مشروع بناء مصلحة توليد حديثة، تتوفر على غرف فرادية للتوليد، وبحلة جديدة، مزينة بزليج ذي ألوان زاهية تشرح القلب وتسر الناظر، إلا أن هذا الورش، بلغ سنته الثالثة، دون أن يكتمل لأسباب مالية. وفي انتظار ذلك تستمر عملية التوليد في ظروف لا ترضي العاملين في القطاع.

يشكو أفراد الطاقم الطبي وفريق التمريض والتوليد في مستشفى السقاط، سوء ظروف الاشتغال، إذ يسجل هؤلاء حاجة قسم التوليد إلى التغلب على ضعف عدد الموارد البشرية، سيما المولدات اللواتي يتحمل تبعات ضغط العمل، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ يكون حضور المتدربين أقوى من الأطر المكونة، ما يعسر المهمة ويضعف مستوى جودة الخدمات.

تجري عملية التوليد في المستشفى، في ظل شروط مهنية، لا ترضي أعضاء فريق التوليد والتطبيب، بسبب اشتغالهم في جناح للتوليد لا يتوفر على باب، باستثناء حاجز خشبي، يفصل بين باحة انتظار الحوامل ومرافقيهن، وما بين غرف التوليد، ما لا يتيح لهم أداء مهمتهم خارج دائرة الصراع مع مخترقي هذا الفضاء.

في ظل هذه الظروف تغيب الحميمية، حيث يمكن أن تعيش امرأة حامل تفاصيل معاناة حامل أخرى مع أوجاع المخاض، أو أخرى في وضعية توليد، ما يؤثر على نفسية هؤلاء النساء.

وينضاف إلى ذلك افتقار هذه الغرف إلى جهاز مركزي للتدفئة، كما هو الأمر في باقي المستشفيات التي زارتها "المغربية"، إلى جانب غياب غرف خاصة بنظافة الأمهات حديثات الوضع، وفي كثير من الأحيان، لا تتوفر المياه الساخنة، خصوصا في الفترة الحالية، إذ تكون درجات الحرارة منخفضة.

وفي ظل غياب فريق متخصص في استقبال الحوامل ومرافقيهن، تضطر المولدات إلى الرد على استفسارات متنوعة لزوار المصلحة، علما أنهن يعتبرن ذلك ضياعا لوقتهن وجهدهن، الذي يمكن استثماره في العناية بحامل في فترة مخاض، أو رعاية وليد جديد فوق الطاولة الساخنة، تجنبا لحالة تشنج الأجواء، واشتعال المشاداة، في ظل غياب رجال الأمن الخاص لإحلال الأمن في مصلحة التوليد، ضمانا لأجواء العمل العادية.

صعوبات المداومة

يجري نظام مداومة أطباء التوليد والأطفال، بعيدا عن نظام الإقامة الداخلية في المستشفى، وإنما وفق التزام الطبيب بالحضور الفوري، فور الاتصال به من قبل المولدة أو الممرضة، علما أن هذه الأخيرة هي من تتحمل نفقة الاتصال، في ظل غياب وسيلة اتصال مجانية بين العاملين في قسم التوليد، وهو ما يعتبر أحد الإشكالات المطروحة، التي لا تساعد على ضمان التدخل السريع.

يأتي ذلك، في ظل افتقار المستشفى إلى جناح خاص بمبيت الأطباء، موازاة مع غياب وسيلة نقل خاصة بنقل الطبيب أو الطبيبة من مقر وجوده إلى المستشفى، في الوقت الذي تعد ثانية واحدة من الزمن، حاسمة لضمان أو تهديد حياة حامل في وضعية توليد عسيرة أو نزيف حاد، أو وليد جديد يعاني أزمة صحية أو تنفسية.

وأمام هذا الوضع، وتفاديا لضياع الوقت، تتدخل المولدات والممرضات لأداء مهمة طبية، تصنفن ضمن أعمال الإنقاذ، منها إنعاش الوليد الجديد، بالطرق المتاحة، في حالة صعوبة التنفس.

ترقب الحوامل

في قاعة الانتظار، بدت بعض الحوامل في حالة ترقب، ينتظرن في صمت ممزوج بالخوف. كانت إحادهن قلقة من فقدانها للسائل منذ 6 أيام، بينما كانت أخرى، في العشرين من عمرها، تشكو سيلانا رحميا، وهي في الشهر الأخير من حملها، طلب منها التوجه ليلا إلى مستشفى ابن رشد، لتخضع إلى رعاية طبية خاصة، وإخراجها من حالة الخطر، بعد أن كشف الفحص الطبي التموضع غير الطبيعي للجنين.

وحسب المعلومات التي توصلت إليها "المغربية"، فإن ضعف الموارد البشرية في المستشفى، لا يضمن إجراء التدخلات الجراحية ليلا، ما يؤدي إلى إحالة الحوامل في وضعية ولادة عسيرة على مستشفى ابن رشد، علما أن غرفة العمليات في المستشفى، غير مخصصة لجراحة التوليد، وإنما تشهد إجراء عمليات الجراحة العامة.

يعرف المستشفى ترحيل ما بين امرأة حامل إلى اثنتين في الليلة نحو مستشفى ابن رشد، أغلبهن من المصابات بارتفاع الضغط الدموي، أو مشاكل في القلب، أو نزيفا رحميا.

ويأتي ذلك في ظل استقبال المستشفى لـ 30 امرأة حامل يوميا، يجري توليد 11 منهن في اليوم.

غياب إسعاف التوليد

يشكو قسم التوليد غياب سيارة إسعاف متخصصة في نقل الحوامل اللواتي يشكين عسرا في الولادة، أو مواليد مرضى، يراد نقلهم إلى مستشفى ابن رشد، إذ أن السيارة الوحيدة التي يتوفر عليها المستشفى، توجد في حالة ميكانيكية متهالكة، ولا تتوفر على الشروط الصحية لنقل حامل أو رضيع، تبعا لاستغلالها في مهمات متنوعة أخرى، غير نقل المرضى.

ويزيد من صعوبات الولوج إلى استعمال سيارة الإسعاف، أن سائق سيارة الإسعاف لا ينتمي إلى أسرة الصحة، وإنما موظف تابع لقطاع الجماعات المحلية، ما يعني صعوبة توفرها خارج أوقات العمل العادية.

توضيحات مدير المستشفى

أكد الدكتور السفياني، مدير مستشفى محمد السقاط، أن وزارة الصحة تبذل مجهودات كبيرة لتحسين ظروف التوليد، في إطار مخطط خفض وفيات الأمهات والمواليد الجدد، وهو الأمر الذي يسير في الاتجاه الصحيح ما نتج عنه انخفاض الوفيات، في انتظار السير في الاتجاه نفسه، وتوفير الشروط المساعدة على بلوغ نسبة انخفاض أكبر.

وذكر أن عدد الأطباء المتخصصين في النساء في المستشفى انتقل من 3 إلى 4 أطباء حاليا، متحدثا عن أن المستشفى لا يواجه مشاكل كبيرة، في ظل وجود إمكانية لنقل الحامل أو الوليد الجديد في وضعية صعبة إلى مستشفى ابن رشد، الذي لا يبعد إلا بدقائق عن مقر المستشفى.

ظروف ولادة مختلفة في مصحة خاصة

كشفت زيارة "المغربية" أن المصحات الخاصة، تعد قبلة لبعض الحوامل اللواتي يتوفرن على تأمين صحي، حيث يرجين تلقي رعاية صحية أفضل واستقبالا جيدا.

إلا أن ذلك لا يعني أنها لا تعرف مشاكل خلال التوليد، إذ أن أغلبها، لا يتوفر على حاضنات خاصة بالمواليد الخدج، ما يستدعي بعث هؤلاء إلى مصحة وحيدة في الدارالبيضاء، تتوفر على الحاضنات وهي مكلفة جدا

كما أن هذه المصحات لا تتوفر على احتياط من أكياس الدم للتدخل السريع عند تعرض النساء لنزيف رحمي حاد، ما يتطلب التوجه إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم.

كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا من يوم الجمعة، حين توجهت "المغربية" إلى مصحة خاصة في الدارالبيضاء، حيث بدت الأجواء هادئة، بمدخل مفتوح في وجه عائلات ومرافقي الحوامل، مرحب بهم في بهو للاستقبال، يضم بعض المزينات و"الديكورات" والصور المزينة للجدران ذات الألوان المفتوحة.

مكان تقل فيه الحركة، وبلا ضوضاء. ترى وصول الحوامل على متن سيارة خاصة مع مرافقيهن، يتولون ملء المعلومات الضرورية في سجل خاص، تقدمه المشرفات من وراء منضدة الاستقبال، راسمات على وجوههن ابتسامة عريضة.

بعد ذلك ترافق الحامل إحدى المشرفات محتفظة بابتسامتها العريضة إلى قاعة استقبال خاصة، حيث يجري تحضير الحامل نفسيا قبل المرور إلى إجراء العملية القيصرية أو إلى غرفة أخرى، لإجراء الولادة الطبيعية.
وكشفت الزيارة عن أن الولادة في المصحات الخاصة، تكون مبرمجة، وفق برنامج زمني، متفق عليه بين الحامل وطبيبها المشرف، خصوصا بالنسبة إلى العمليات القيصرية.

صادف زيارة "المغربية"، إجراء عمليتين جراحيتين، إحداها خضعت لتوليد عن طريق عملية قيصرية، إذ شهدت قاعة الجراحة حركية كبيرة استعدادا لإجراء العملية، إذ كانت الحامل ممدة فوق طاولة الجراحة، تتلقى خدمات من أعضاء فريق مكون من 7 أشخاص، ضمنهم الطبيب الجراح المولد، وطبيب التخدير ومساعدة الطبيب في التوليد، إلى جانب ممرضات أخريات كل واحدة منهن تتولى مهمة خاصة.

بدا فريق العمل في وضعية ارتياح، خارج أي شعور بضغط العمل، في حين كانت الحامل تنتظر طبيبها الخاص، الذي أشرف على حملها طيلة التسعة أشهر، الذي يعرف تفاصيل وضعيتها الصحية، ودقائق تطورات حملها.

بعد لحظات من بداية التوليد، كسرت أولى صرخات الوليد الجديد سكون القاعة، فعمت أرجاء غرفة العمليات، لينقل صوب الطاولة الساخنة في غرفة مجاورة، حيث كان في انتظاره طبيب للأطفال، الذي باشر والممرضة المساعدة عملية الفحص الطبي العام والمساعدة على التنفس.

بعد هذه الفترة، تنتقل كل أم إلى غرفة خاصة، تضم ألوانا فاتحة ومكيف هواء وتلفازا، زيادة على نوافذ من الحجم الكبير، إضافة إلى غرفة نظافة خاصة، ناهيك عن تزيين الغرفة بأشكال من ألوان الورود وطاولة تضم هدايا ومأكولات لاستقبال زائريها ومقاسمتها فرحتها.

تقدمت "المغربية" إلى إحدى الأمهات، حديثات الوضع، فردت على الأسئلة، مبتسمة رغم العياء، مبينة أن لجوءها إلى المصحة الخاصة، مرده إلى إحساسها بالارتياح والشعور بالثقة وهي بين أيدي طبيبها الذي أشرف طيلة 9 أشهر على حملها، ونسجت بينهما علاقة ثقة وارتياح ومودة، ناهيك عن أن الفضاء يتيح الأذن الصاغية والابتسامة العريضة.

من جهته، تحدث عبد الإله زنيبر، اختصاصي في أمراض النساء والتوليد، أن وفيات الحوامل نادرة الوقوع في المصحات الخاصة، في مقابل تسجيل نسبة من وفيات المواليد الجدد، بسبب الولادة المبكرة.




تابعونا على فيسبوك