اللاجئون السوريون في الأردن يواجهون وضعا خطيرا

الجمعة 18 يناير 2013 - 14:00
خيام اللاجئين في العراء تتهددها العواصف (خاص)

يرى الأردن والأمم المتحدة أن تواضع حجم الدعم المالي يعرقل جهود إغاثة اللاجئين السوريين في المملكة، التي تستضيف نحو 300 ألف سوري، آملين أن يكون اجتماع الجهات المانحة المقبل في الكويت أكثر سخاء.

فاقمت عاصفة قوية، اعتبرت الأشد، خلال هذا العقد، الأسبوع الماضي، من معاناة نحو 65 ألف لاجئ سوري بمخيم الزعتري (85 كم شمال- شرق عمان)، إذ حولت المخيم الصحراوي إلى أشبه بمستنقع وتضررت قرابة 500 خيمة فيما راوحت درجة الحرارة درجة التجمد.

وإثر ذلك، اتهم البعض المملكة، محدودة الموارد، التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة وعجز متوقعا بنحو 1،8 مليار دولار في موازنتها لعام 2013، بالتقصير تجاه اللاجئين.

ورفعت حملة "وتعاونوا" الشبابية الأردنية عبر صفحتها بموقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي شعار "معا لإغلاق مخيم الزعتري ونقله إلى موقع يصلح للعيش"، وتبادل المشتركون في الصفحة صورا ومقاطع فيديو لأوضاع المخيم منتقدين الحكومة.

إلا أن آندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، قال لوكالة فرانس برس إنه "يجب بدلا من انتقاد الحكومة الأردنية أن نسأل المجتمع الدولي لماذا لا يقدم المزيد للمساعدة في تأمين اللاجئين وحمايتهم".

ويضيف أن "الأردن حكومة وشعبا قاموا بعمل رائع مقارنة بالإمكانيات، وأكثر بكثير مما كانت لتفعله حكومات أخرى".

وعبر هاربر عن أمله بأن "يدرك اجتماع الكويت الاحتياجات الإنسانية الهائلة للاجئين في الأردن، ويقدر ما قدمته المملكة ودول مجاورة لسوريا لمساعدة وحماية اللاجئين وأن يضع برنامجا دائما لعونهم حتى عودتهم إلى ديارهم".

وأضاف "أطلقنا الشهر الماضي مناشدة لجمع 500 مليون دولار لعام 2013 لعون اللاجئين السوريين في الأردن، في القرى والمدن والمخيمات".

ويستضيف الأردن الذي يشترك مع سوريا بحدود يزيد طولها على 370 كيلومترا، نحو 300 ألف لاجئ سوري منهم نحو 65 ألفا في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق شمال المملكة قرب الحدود مع سوريا، وقرابة 240 ألفا في المدن والقرى الأخرى.

وحسب المفوضية، فإن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المملكة بلغ 176ألفا.
من جهته، قال الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود لفرانس برس إن "المملكة تلقت وعودا كثيرة بتقديم الدعم حتى تستمر في عون وإغاثة السوريين، لكن معظم تلك الوعود لم يتم الإيفاء بها".

وأضاف "نتحدث عن 650 مليون دولار ككلف حقيقية لاستضافة 300 ألف لاجئ سوري وإذا ما ارتفع عددهم فان هذه الكلفة ستزداد لعام 2013 بالتأكيد".

وحض الحمود الدول المانحة، التي ستجتمع في الكويت في 30 يناير على "مواجهة التزاماتها بتوفير الدعم للسوريين ولخزينة المملكة التي تكبدت الخسائر، أعينونا حتى نقدم لإخواننا السوريين ما يستحقوه ونستمر في إغاثتهم".

ويقدم الأردن، الذي استقبل خلال العقود الماضية موجات لجوء فلسطينيين وعراقيين، خدمات صحية وتعليمية بالمجان للاجئين السوريين.

من جانبها، قالت ريما فليحان، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، لفرانس برس إن "الأردن وحده غير قادر على تلبية احتياجات السوريين، بسبب وضعه الاقتصادي الصعب"، مضيفة أن "المشكلة تحتاج إلى عمل على مستوى دولي وبشكل منظم وفاعل".

وأكدت فليحان أن التعامل مع مشكلة اللاجئين يجب أن يكون "على أساس وجود كارثة إنسانية"، مؤكدة أن "على حكومات الدول الداعمة للشعب السوري وأصدقاء سوريا أن تفي بالتزاماتها بموضوع تقديم الإغاثة والدعم الإنساني".




تابعونا على فيسبوك