الرئيس السينغالي: العلاقات المغربية السينغالية جيدة للغاية وتعد بمستقبل أكثر إشراقا

جلالة الملك : نتطلع إلى أن تكون الشراكة القائمة بين المغرب والسينغال شراكة ومتعددة الأشكال وإرادية

السبت 16 مارس 2013 - 13:12
(ماب)

أقام رئيس الجمهورية السينغالية ماكي سال٬ أمس الجمعة بالقصر الرئاسي بدكار٬ مأدبة عشاء رسمية على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ الذي يقوم بزيارة رسمية للسينغال.

ووجد جلالة الملك في استقباله٬ لدى وصوله إلى القصر الرئاسي٬ فخامة الرئيس السينغالي.

وقبل حفل العشاء قام جلالة الملك٬ الذي كان يحمل "الحمالة الكبرى- الدرجة الوطنية للأسد"٬ وهو أرفع وسام تمنحه جمهورية السينغال٬ بتسليم الرئيس ماكي سال قلادة الوسام المحمدي.

وفي خطاب ألقاه بهذه المناسبة أعرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ عن الأمل في أن ترتقي الشراكة القائمة بين المغرب والسينغال٬ اللذين يرتبطان بعلاقات قوية وحيوية ومتميزة٬ إلى شراكة "استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".

وقال جلالة الملك "إن تبادل الزيارات الدورية بين المسؤولين السامين المغاربة والسينغاليين٬ وسن مشاورات دائمة بين بلدينا٬ إضافة إلى الدعم السياسي المتبادل والمنتظم٬ كلها عناصر مكنت من الارتقاء بالعلاقات بين بلدينا إلى مستوى شراكة نتطلع أن تكون استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".

وأبرز جلالة الملك أن التعاون المغربي السينغالي اليوم٬ يتميز بغناه وتنوعه٬ ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي٬ حيث تم إنجاز ضيعة "قطب الامتياز الفلاحي" في منطقة تياز٬ وقطاع الكهربة القروية في شمال السينغال٬ ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات٬ والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك.

وأعرب جلالته عن عزمه الراسخ على العمل سويا مع الرئيس السينغالي لتعبئة كافة الإمكانات٬ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة٬ ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين.

وسجل جلالته أن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عرفت ارتفاعا منتظما٬ دعمته دينامية النقل الجوي بربط المركزين الإقليميين: الدارالبيضاء ودكار٬ والآفاق الواعدة التي يفتحها المحور الطرقي، الذي يربط المغرب والسينغال٬ عبر أراضي الجمهورية الموريتانية الشقيقة٬ مؤكدا أنه يتعين الآن استكمال هذه الآلية بتحسين الاتصالات البحرية بين البلدين.

ونوه جلالة الملك بالمجهودات المبذولة لتعبيد الطريق أمام الفاعلين الاقتصاديين٬ والتي بدأت تعطي ثمارها في تنام مستمر٬ بارتفاع وتيرة الاستثمارات المغربية الخاصة في السينغال٬ لاسيما في القطاعات البنكية والمالية والتأمين٬ معربا جلالته عن يقينه بأن هذه الدينامية المعززة بالتحسن المطرد، الذي يعرفه مجال الأعمال٬ ستخلق لا محالة مزيدا من الاستثمارات المغربية الخاصة في قطاعات أخرى.

من جانبه أكد الرئيس السينغالي٬ في خطاب مماثل٬ أن كل سينغالية وكل سينغالي يحمل في وجدانه المغرب٬ البلد الذي يحظى بالاحترام والتقدير بفضل تاريخه وإشعاعه الدولي والاستقرار الذي ينعم به٬ مشيدا بالإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة المغربية٬ على المستويين الاقتصادي والاجتماعي٬ تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك .

وأبرز الرئيس سال أن التناسق الذي يميز العلاقات المغربية السينغالية يعكسه التعاون المثمر الذي يشمل حوالي عشرة قطاعات تؤطرها 66 اتفاقية٬ معلنا أنه سيتم توقيع اتفاقيتين جديدتين خلال هذه الزيارة، مما يؤكد أن "علاقاتنا المنتظمة وذات الحيوية هي علاقات جيدة وتعد بمستقبل أكثر إشراقا".

حضر هذه المأدبة صاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، والشريف مولاي يوسف، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك.

كما حضر المأدبة عن الجانب السينغالي رئيس الجمعية الوطنية والوزير الأول، ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ورئيس المجلس الدستوري، وأعضاء الحكومة، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.

نص الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه الرئيس السينغالي

دكار (و م ع) ـ في ما يلي نص الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الجمعة خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرف جلالته الرئيس السينغالي فخامة ماكي سال:

"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

السيد رئيس الجمهورية٬
حضرات السيدات والسادة رؤساء مؤسسات الجمهورية٬
السيد الوزير الأول٬
حضرات السيدات والسادة٬

أود في بداية خطابي٬ أن أتوجه إلى فخامتكم وإلى الحكومة والشعب السينغالي٬ بالشكر على حرارة الاستقبال، الذي خصص لنا منذ أن وطأنا أرض ترانغا المضيافة. كما أعرب لكم٬ بهذه المناسبة٬ عن السعادة التي تغمرني وأنا بين ظهرانيكم في السينغال من جديد٬ هذا البلد الشقيق الأثير لدى كل المغاربة٬ الذي يتقاسم معه المغرب رصيدا تاريخيا وروحيا غنيا ومتميزا٬ والذي ارتبط بالمغرب بشتى أواصر القرابة، التي تجسدها علاقات التضامن الراسخة والتعاون المثمر والمبادلات المتجددة والعميقة.

إن المملكة المغربية تتقاسم مع هذا البلد الشقيق٬ التطلع إلى بناء دولة عصرية تحافظ على هويتها الوطنية الوطيدة٬ وتحترم حقوق الإنسان٬ وتسعى نحو التقدم الاجتماعي والحكامة الجيدة والشفافية٬ بشكل لا رجعة فيه.

واسمحوا لي٬ فخامة الرئيس٬ أن أغتنم هذه الفرصة السعيدة لأجدد لكم وللشعب السينغالي٬ تهانئ المملكة المغربية لانتخابكم المستحق قصد الاضطلاع بمهام القيادة العليا لجمهورية السينغال٬ وللمناخ الديمقراطي الهادئ، الذي ساد الاقتراع الرئاسي٬ ليوم 25 مارس 2012.

إن هذا المسار الرزين بشتى المعايير٬ لمن شأنه أن يدعم السمعة الديمقراطية للسينغال٬ هذه الدولة التي يضرب بها المثل في محيط قاري ما فتئ يعرف اهتزازات ومجازفات تنتمي إلى حقب عفا عليها الزمن.

وإننا لنجدد لكم دعاءنا بالتوفيق لبلوغ أهدافكم المشروعة٬ وما التزمتم به لرفع تحديات التغيير٬ والتنمية والتقدم لصالح شعبكم٬ تلكم الالتزامات، التي أخذ تفعيلها يعطي نتائجه الأولية خلال الأشهر الأخيرة. فخامة الرئيس٬ إن المملكة المغربية لتضع المصالح الحيوية لقارتنا الكبرى والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة٬ في مقدمة سياستها الخارجية٬ كما تعطي الأولوية للتعاون بين دول الجنوب٬ في نطاق من التضامن والمصلحة المتبادلة٬ بغية تحقيق تنمية بشرية مستدامة٬ أساسها صيانة كرامة شعوبنا الإفريقية٬ ومنطلقها المساهمة الفاعلة من أجل تقدمها٬ في إطار السلم والأمن.

في هذا الإطار٬ وكما تعلمون فخامة الرئيس٬ فإن السينغال الشقيقة تحتل مكانة متميزة٬ وأن بلدينا يرتبطان بعلاقات قوية وحيوية ومتميزة.

إن تبادل الزيارات الدورية بين المسؤولين السامين المغاربة والسينغاليين٬ وسن مشاورات دائمة بين بلدينا٬ إضافة إلى الدعم السياسي المتبادل والمنتظم٬ كلها عناصر مكنت من الارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى شراكة نتطلع أن تكون استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية.

وفي هذا الصدد٬ أود أن أعبر لكم عن ارتياحي للمستوى الرفيع الذي ارتقى إليه التعاون الثنائي في ميدان التربية والتكوين٬ حيث تجلى في تبادل مكثف للطلبة بين بلدينا.

إن التعاون المغربي السينغالي اليوم٬ يتميز بغناه وتنوعه. ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي٬ حيث تم إنجاز ضيعة "قطب الامتياز الفلاحي" في منطقة تياز٬ وقطاع الكهربة القروية في شمال السينغال٬ ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات٬ والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك.

وأود أن أؤكد لكم٬ فخامة الرئيس٬ عزمي الراسخ على العمل سويا معكم لتعبئة كافة الإمكانات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين.

فخامة الرئيس٬

إن مبادلاتنا الاقتصادية والتجارية٬ قد سجلت ارتفاعا منتظما٬ دعمتها دينامية النقل الجوي بربط المركزين الإقليميين: الدارالبيضاء ودكار٬ والآفاق الواعدة، التي يفتحها المحور الطرقي الذي يربط المغرب والسينغال٬ عبر أراضي الجمهورية الموريتانية الشقيقة. وعلينا الآن استكمال هذه الآلية بتحسين اتصالاتنا البحرية.

ومن ناحية أخرى٬ فإنني سعيد بأن أنوه بالمجهودات المبذولة لتعبيد الطريق أمام فاعلينا الاقتصاديين٬ هذه المجهودات التي بدأت تعطي ثمارها في تنام مستمر٬ بارتفاع وتيرة الاستثمارات المغربية الخاصة في السينغال٬ في القطاعات البنكية والمالية والتأمين.
إن هذه الدينامية المعززة بالتحسن المطرد، الذي يعرفه مجال الأعمال٬ ستخلق لا محالة مزيدا من الاستثمارات المغربية الخاصة في قطاعات أخرى.

فخامة الرئيس٬

إنني لأعتز بتطابق وجهات نظرنا في ما يتعلق بأهم القضايا الدولية والإفريقية٬ ولاسيما تجاه الرهانات والمخاطر المتنامية والمحدقة بفضائنا الاستراتيجي المشترك٬ المطل على المحيط الأطلسي٬ والمجاور لمنطقة الساحل.

إننا ننادي جميعا باستراتيجية حل شامل لكافة التهديدات الأمنية في المنطقة برمتها٬ ولمتطلبات التنمية المستدامة٬ استراتيجية يجتمع حولها كل الفاعلين المعنيين٬ في نطاق مقاربة جماعية٬ متضامنة ومنسجمة٬ تشمل شتى المجالات السياسية منها والاستراتيجية والاقتصادية.

حضرات السيدات والسادة٬

أدعوكم أن تقفوا معي تكريما للسيد الرئيس ماكي سال٬ وتقديرا لنجاحه في خدمة السينغال ولمستقبل علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين الشقيقين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".




تابعونا على فيسبوك