في افتتاح فعاليات الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم

منصة مولاي الحسن تهتز على إيقاعات المعلمين عمر حياة ومرشان وكيو والبريطانية إيسكا

السبت 22 يونيو 2013 - 11:55
رقصة كناوية بامتياز

تتواصل اليوم السبت وغدا الأحد، بمدينة الصويرة، فعاليات الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، بإحياء حفلات فنية بخمس منصات في الهواء الطلق، يمتزج فيها أنغام الفن الكناوي بأنغام موسيقية متعددة.

قبل انطلاق الافتتاح الرسمي للمهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جرى استعراض الفرق الفلكلورية المشاركة في لوحات فنية مستوحاة من التراث الكناوي، في جولة فنية امتزج فيها الرقص والغناء بكافة ألوان الفن الكناوي وأزيائه التقليدية، لتعطى بعد ذلك انطلاقة الحفل الرسمي الذي شق طريقه نحو أسوار ساحة مولاي الحسن٬ إذ استحضر المشاركون من خلال الجولة رمزية التراث الكناوي وتجذره الراسخ عبر أزقة ودروب المدينة العتيقة للصويرة.

وكانت أقوى لحظات المهرجان، العرض الفني، الذي قدم من خلاله المعلمون عمر حياة وسعيد كيو وعبد الكبير مرشان والبريطانية إيسكا، بمنصة مولاي الحسن، وصلات من الفن الكناوي، أتحفوا بها عشاقهم بباقة من أغانيهم المشهورة، ونجح المعلم عمر حياة في تقديم سهرة فنية مميزة حركت جنبات ساحة مولاي الحسن، تفاعل معها الجمهور القادم من مختلف مدن المملكة بالتصفيقات، في حين أطلقت النساء الزغاريد تعبيرا عن الأداء الجيد للمعلم عمر وأفراد مجموعته، التي قدمت لوحات فنية رسمها أفراد الفرقة بتموجات جسدهم شدت إليها أنظار المتفرجين، خصوصا السياح الأجانب.

واستمتع الجمهور الحاضر، الذي تحدى البرد القارس الذي يجتاح مدينة الصويرة، خلال هذه الأيام، بإيقاعات وأنغام امتزج فيها الفن الكناوي بعدد من الألوان الموسيقية، ورقص الحاضرون في افتتاح فعاليات المهرجان على الإيقاعات الموسيقية، التي كسرت صمت هذه المدينة الساحلية الممتد طيلة السنة.

وسيكون جمهور المهرجان، في ليل موكادور، وهو الاسم التاريخي لمدينة الصويرة، مع لحظات مميزة من الوصلات الفنية في كل المنصات طيلة أربعة أيام، ومواعيد مع الفنانين المعلم المختار غوينا، والمعلم علال السوداني والمعلم محمد كيو والمعلم حسن بوسو ومجموعة المعلم بومازوغ وغيرهم من أجل إرواء عطشهم لإيقاعات الروح الكناوية.

ويتزامن افتتاح مهرجان كناوة موسيقى العالم٬ الذي يتواصل إلى غاية 23 يونيو الجاري٬ هذه السنة مع اليوم العالمي للموسيقى٬ التظاهرة الفنية والثقافية التي يتم الاحتفال بها في 116 بلدا٬ إذ ستشارك الصويرة في هذا الاحتفال العالمي من خلال احتضان عدد من فضاءات المدينة والشاطئ لحفلات موسيقية تحييها مجموعات موسيقية متعددة المشارب.

وسيختتم مهرجان "كناوة موسيقى العالم"، مساء غد الأحد، بحفل ساهر يجمع بين المعلم باقبو والفنان الأمريكي ويل كالون، الذي يعد من أبرز العازفين على الطبل في العالم، في دويتو موسيقي يتيح للجمهور اكتشاف عالمين موسيقيين مختلفين في اللحظة نفسها.

ولعب المهرجان الكناوي دورا كبيرا في تنمية مدينة الصويرة التاريخية، ذات الصيت السياحي الكبير، حيث ساهم في زيادة إقبال السياح، وكان سببا في رفد المدينة بمرافق وبنية تحتية قوية قادرة على استيعاب الكم الهائل من عشاق هذا اللون الموسيقي، الذين يتدفقون عليها من داخل المغرب وخارجه.

مهرجان كناوة من المواعيد التي ينتظرها عشاق الموسيقى كل سنة

قال المعلم مصطفى باقبو، من أشهر معلمي فن كناوة في المغرب، وأحد القلائل الذين يعزفون بمهارة استثنائية على آلة الكنبري٬ إن مهرجان كناوة يبقى من المواعيد السنوية التي ينتظرها العديد من محبي الموسيقى، وأضاف باقبو، أحد قيدومي مجموعة جيل جيلالة، في لقائه مع"المغربية"، أن مهرجان كناوة نجح في أن يبرهن على جماليته وعمق القيم التي يتبناها.

وأوضح باقبو أنه سيحاول من خلال الحفل الساهر، الذي سيجمعه مع الفنان الأمريكي ويل كالون، إتاحة الفرصة للجمهور لاكتشاف عالمين موسيقيين مختلفين في اللحظة نفسها.

ماذا يعني لك مهرجان كناوة موسيقى العالم؟

مهرجان كناوة يبقى من المواعيد السنوية، التي ينتظرها العديد من محبي الموسيقى وعشاق هذا الحدث المفعم بالحياة والتفاؤل، فالشهرة العالمية التي اكتسبها هذا الفن تعود إلى المجهودات التي يبذلها "المعلمون"، من أجل الرقي بتراث يحتفي بالتسامح والمحبة.

وهل يمكن لك الحديث عن مستقبل المهرجان؟

أعتقد أن مهرجان كناوة نجح في أن يبرهن على جماليته وعمق القيم التي يتبناها، بحيث شكل منبعا لتعميق الحس الروحي وترسيخه لدى عشاق الموسيقى الأصيلة، وبات هذا اللون الفني فرصة لإبراز التفاعل الثقافي العالمي، والتداخل الفني بين روح الشعوب وخصوصياتها التعبيرية التي تلغي الحدود والجغرافيات.

وكيف تنظر إلى البرمجة التي وضعها المنظمون في دورة هذه السنة؟

دورة هذه السنة تعرف برمجة جديدة، تتنوع بين الجاز والفيزيون، والبلوز والسول، إذ سيجري خلال هذه الدورة الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية، وسيستمتع الجميع بموسيقى كناوة المميزة بأنغامها الصوفية والساحرة، القادمة من أعماق إفريقيا.

ما هو شعورك وأنت تشارك الفنان الأمريكي كالون حفل اختتام المهرجان؟

أتمنى أن أكون عند حسن انتظارات عشاق الموسيقى بصفة عامة وهذا اللون الموسيقي على وجه الخصوص، فالفنان الأمريكي ويل كالون يعد من أبرز العازفين على الطبل في العالم، وسوف أعمل معه من أجل إتاحة الجمهور فرصة اكتشاف عالمين موسيقيين مختلفين في اللحظة نفسها.

وأريد أن أشير إلى أنني قدمت عروضا مع أكبر الأسماء المعروفة في عالم الجاز على المستوى الدولي خاصة مع كارلوس سانتانا في ماي 2010 خلال مهرجان موازين في الرباط.

منتدى الصويرة يقارب انتظارات شباب العالم

انطلقت، صباح أمس الجمعة، أشغال منتدى"حركية المجتمعات شباب العالم"، المنظم على هامش فعاليات الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، بحضور نايلة التازي، مديرة ومنتجة مهرجان كناوة، وأندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرئيس المؤسس لجمعية موكادور الصويرة، وإدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

ويشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الدورة من خلال برمجة مجموعة من العروض الفكرية بمشاركة باحثين مغاربة وأجانب، لمناقشة قضايا تهم حركية المجتمعات وانشغالات شباب العالم، إذ سيجري التباحث حول موقع الشباب في المجتمع، ومستوى التعليم ودرجة حرية الإبداع المنصوص عليها في الدستور.

وسيجري خلال المنتدى الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تداول مجموعة من القضايا ترتبط بدور الثقافة في بلورة المشروع المجتمعي وموقعها في السياسات العمومية، وانشغالات شباب العالم كما سيسعى من خلاله المشاركون إلى لإجابة عن أسئلة تخص القواسم المشتركة بين المكونات المجتمعية وعناصر اللقاء مع الثقافات الإنسانية الأخرى، ومدى قدرة الإبداع الثقافي على حماية القيم العالمية".

وحسب المنظمين، فإن الدور المركزي الذي يلعبه الشباب على الضفة الجنوبية في انتفاضات "الربيع العربي" وموجة احتجاج "الغاضبين" على الضفة الشمالية، وضعت الشباب في قلب القضايا الاستراتيجية بالنسبة إلى غالبية بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط، فتطرح بإلحاح قضايا مرتبطة بضرورة توفير برنامج تربوي يتمتع بمعايير الجودة، والاندماج الاقتصادي، والمشاركة السياسية، وتعزيز مشروع المجتمع الديمقراطي، والانفتاح واحترام حقوق الإنسان.

وسيعرف منتدى الصويرة، مشاركة علماء الاجتماع ومؤرخين وخبراء سياسة، وخبراء في الاقتصاد السياسي، وكذا فاعلين اقتصاديين واجتماعيين وسياسيين، وسيحاول فتح نقاش جماعي حول القضايا الرئيسية، التي يطرحها شباب البحر الأبيض المتوسط على المجتمعات والباحثين ووسائل الإعلام.

ويهدف المنتدى إلى الاستفسار عن أساليب بناء السياسات العامة في ما يتعلق بالشباب، ورسم آفاق عمل سياسي متماسك وديمقراطي يراهن على المستقبل باستخدام نهج متعدد التخصصات.




تابعونا على فيسبوك