الولايات المتحدة تجسست على 35 رئيس دولة

السبت 26 أكتوبر 2013 - 07:48
تعدد وتنوع الوكلاء العاملين لحساب أجهزة الاستخبارات الأمريكية (خاص)

تصاعدت فضيحة التجسس الأميركية مجددًا على أوسع نطاق عالمي بعدما تكشفت معلومات جديدة عن أنها ثمتلت35 من زعماء العالم، بينما طالبت المستشارة الألمانية، واشنطن بإبرام اتفاق لمنع التجسس مع برلين وباريس.

كشف النقاب، الجمعة المنصرم، عن وثيقة سرية جديدة سربها المحلل الاستخباراتي الأميركي السابق إدوارد سنودن، تشير إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على المحادثات الهاتفية لخمسة وثلاثين من زعماء العالم.

وتشير الوثيقة التي نشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية إلى أن وكالة الأمن القومي تحث المسؤولين البارزين في مواقع مختلفة كالبيت الأبيض والبنتاغون والوكالات الحكومية على أن تقدم ما لديها من أرقام هواتف تخص السياسيين البارزين حول العالم لإضافتها إلى قاعدة بياناتها.

وتكشف الوثيقة أن مسؤولا لم يكشف عن هويته قد سلم للوكالة أكثر من مائتي رقم هاتف من بينها أرقام لخمسة وثلاثين من زعماء العالم. وأن موظفين بالوكالة قد تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام. وتضيف الغارديان أن هذه الوثيقة التي يعود تاريخها إلى أكتوبر من عام 2006، ترجح أن المسألة لم تكن حدثا فرديا.

وقفزت فضيحة التجسس على الاتصالات قفز إلى صدارة المشهد الأوروبي للمرة الأولى الخميس، حيث سيطر الموضوع على أعمال قمة الاتحاد الأوروبي التي انطلقت في بروكسل امس، بعد الكشف عن احتمال تجسس الاستخبارات الأميركية على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكذلك اتصالات ملايين المواطنيين الفرنسيين.

واجتمعت ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتمعا على هامش القمة واتفقا على تنسيق موافقهما بشأن واشنطن والمطالبة بأتفاق جديد على عدم التجسس. وطالبت المستشارة الألمانية الولايات المتحدة بأن تبرم اتفاقا "لمنع التجسس" مع برلين وباريس بنهاية العام قائلة إن التجسس المزعوم على اثنين من أوثق حلفاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقف.

وقالت المستشارة الألمانية إنها تريد من الرئيس باراك أوباما أن يتخذ إجراء لمعالجة المشكلة لا مجرد كلمات الاعتذار. وستسعى ألمانيا وفرنسا إلى "تفاهم متبادل" مع الولايات المتحدة بشأن التعاون بين أجهزة مخابراتها وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.

وقالت ميركل "يعني هذا إطارا للتعاون بين اجهزة (الاستخبارات) ذات الصلة. وأخذت ألمانيا وفرنسا بزمام المبادرة وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء (بالاتحاد الأوروبي)".

وكانت ميركل أثارت أول مرة احتمال إبرام اتفاق "منع التجسس" مع أوباما خلال زيارة لبرلين في يونيو من هذا العام لكن لم يتحقق شيء في هذا السبيل.

ويبدو أن عزمها على العمل للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد تجدد بعد الكشف عن تسريبات محلل البيانات ادوارد سنودن التي كشفت مدى اتساع برامج مراقبة البيانات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الاميركية. وترتبط الولايات المتحدة باتفاقيات "لمنع التجسس" مع بريطانيا واستراليا ونيوزيلندا وكندا وهو تحالف يعرف باسم "العيون الخمسة" أقيم بعد الحرب العالمية الثانية.

ولكن كان هناك إعراض عن إبرام اتفاقات مماثلة مع حلفاء آخرين على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تتمتع بها الولايات المتحدة وألمانيا في الوقت الحالي. وقالت ميركل إن إبرام اتفاق مع واشنطن تأخر طويلا بالنظر إلى الخبرات المشتركة التي يواجهها البلدان.

وأدت سلسلة التسريبات، خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى توترات بين واشنطن وطائفة من حلفائها المهمين من البرازيل إلى الولايات المتحدة ولم تظهر علامة على أن هذه التسريبات سوف تنضب قريبا.

وقال تقرير لـ(رويترز) إن القضية حساسة بصفة خاصة لألمانيا ليس فقط، لأن الحكومة تقول إن لديها دليلا على تعرض الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية للمراقبة لكن لان فكرة التنصت في حد ذاتها تعيد إلى الأذهان ذكريات ما كانت تفعله الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية سابقا حيث نشأت ميركل.




تابعونا على فيسبوك