الجوز واللوز يتصدران قائمة الأثمان المرتفعة

أسعار الفواكه الجافة تلهب أسواق البيضاء بمناسبة عاشوراء

الخميس 14 نونبر 2013 - 09:15

كشف مواطنون من الدارالبيضاء أن أسعار الفواكه الجافة ارتفعت بأسواق المدينة بحلول أيام عاشوراء، إذ أن سعر الجوز قفز إلى 150 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما تراوح سعر اللوز بين 60 و110 دراهم حسب الجودة.

وربط تجار الفواكه الجافة بالتقسيط ارتفاع الأسعار بالاحتكار والمضاربة في أسواق الجملة، خاصة بسوق درب ميلان وأسواق "كراج علال"، فيما أكد أحد الباعة أن "السمسرة" تظهر في المناسبات، وأن المضاربين يستغلونها لرفع الأرباح.

وقال جمال، بائع فواكه جافة بقيسارية درب عمر بالبيضاء، لـ"المغربية"، إن التجار واجهوا ارتفاع الأسعار بحلول "أيام العواشر"، وأن هناك زيادات تراوحت بين 20 و30 درهما للكيلوغرام الواحد في بعض الأنواع.

وأفاد أن أسعار اللوز تراوحت بين 70 درهما و110 دراهم حسب الأنواع، موضحا أن سعر اللوز "ماركونا" بلغ هذه السنة 110 دراهم للكيلوغرام الواحد مقابل 80 درهما للكيلوغرام الواحد السنة الماضية، أما اللوز المستورد فبلغ سعره 75 درهما للكيلوغرام الواحد مقابل 65 درهما للكيلوغرام الواحد السنة الماضية، في حين وصل سعر اللوز "فورنا" ذي الحجم الكبير 85 درهما، مقابل 70 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما بلغ سعر اللوز الريفي 70 درهما للكيلوغرام الواحد، مقابل 60 درهما للكيلوغرام الواحد السنة الماضية.

واعتبر التاجر سعر الجوز "قياسيا"، إذ بلغ 150 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما تراوح سعر أنواع أقل جودة بين 120 و140 درهما للكيلوغرام الواحد.

وتشهد أسواق المدينة عرض التمور المصرية والعراقية، يقول التاجر نفسه، الذي ذكر أن هناك إقبالا واسعا على التمور المتراوح سعرها بين 18 و38 درهما للكيلوغرام الواحد، مشيرا إلى وجود أنواع عالية الجودة يتجاوز سعرها 100 درهم للكيلوغرام الواحد، مسجلا في الوقت نفسه تراجع الجودة بالنسبة للتين رغم ارتفاع سعره.

وسجل تجار بسوق الغرب وجود تراجع في أسعار أنواع من المنتوجات يجري تسويقها بمناسبة عاشوراء من قبيل الزبيب والكاوكاو "المقلي" والحمص "المقلي".

وربط بيضاويون اقتناء الفواكه الجافة بعدد من الطقوس التي ترسخت في العادات والتقاليد المغربية بمناسبة عاشوراء. وأوضحت حليمة، موظفة من البيضاء، في تصريح لـ"المغربية"، أن العادة عند بعض الأسر المتحدرة من الشاوية هو أن تخلط أنواع الفواكه الجافة في طبق كبير، خلال حفل يقام ليلة 9 و10 محرم، ويوزع بالتساوي بين أفراد الأسرة، بعد تناول "طبق الكسكس بالخضر والقديد".

وبدوره، أكد محمد بلعربي، تاجر من البيضاء، في تصريحه لـ"المغربية"، أنه من عادات إحياء ليلة عاشوراء اقتناء الفواكه الجافة وتناول كميات مرتفعة منها بالمناسبة، غير أن ارتفاع أسعارها يحول دون شرائها من طرف الأسر الفقيرة، التي أصبحت تراها حكرا على الأسر الميسورة.

عادات وتقاليد المراكشيين للاحتفال بليالي عاشوراء

عبد الكريم ياسين - يعد إحياء ليالي عاشوراء حدثا تاريخيا يكتسي دلالة رمزية خاصة، ويكرس تقاليد سكان مدينة مراكش لإحياء فن الدقة وبعض الطقوس، التي ظل يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، إذ بمجرد الانتهاء من أيام عيد الأضحى تشرع الأسر المراكشية في الاستعداد لاستقبال عاشوراء. ومع حلول شهر محرم تنشط أسواق خاصة في مختلف الأحياء الشعبية بالمدينة تعرض فيها مختلف الفواكه الجافة ولعب الأطفال وآلات موسيقية من قبيل "الطعريجة" و"البندير".

ويشكل إحياء ليالي عاشوراء بمدينة سبعة رجال مناسبة لاسترجاع بعض الطقوس والتقاليد المراكشية، التي تميزها عن باقي المدن المغربية خلال هذه المناسبة، بعد دخولها في طي النسيان.

وليالي عاشوراء، مناسبة لتخليد وإعادة إحياء فن الدقة المراكشية وبعض الطقوس التي تدخل ضمن الموروث الشعبي، وهي تقاليد لم تكن محصورة في الذكور فقط، فالنساء، أيضا، كن يحيين ليالي عاشوراء، مرددات مجموعة من المقولات من قبيل "هذا عاشور ما علينا حكام، في عيد الميلود تا يحكموا الرجال"، وهي إشارة مبطنة إلى أهمية الحدث وقيمته المعنوية بالنسبة لأفراد الأسرة، ذكورها وإناثها، صغارها وكبارها، وكذلك شيوخها.

وتتميز ليالي عاشوراء بمدينة مراكش، التي تنطلق من فاتح محرم إلى اليوم العاشر منه، باحتفالات متنوعة في مختلف أحياء المدينة العتيقة لمراكش على إيقاعات الدقة المراكشية، تختتم بتنظيم حفلات على شكل حلقة تدعى عند أهل مراكش بـ"الكور" يردد خلالها الممارسون "العيط"، الذي يتغنى بسبعة رجال والأولياء الصالحين والرسول الكريم وطلب المغفرة باستعمال آلات موسيقية تقليدية تتمثل على الخصوص في "الطعريجة" وقراقيب صفائح الحديد والبندير، متحلقين حول نار ملتهبة تستعمل لتسخين الآلات الموسيقية، وتستمر إلى الساعات الأولى من الفجر.

وتشهد مدينة مراكش بعد مرور ليلة العاشر من شهر محرم، عندما تكون أحياء المدينة خرجت من عملية الدقة منتصرة، تنظيم حفل بهيج يعرف لدى المراكشيين بـ"النزاهة" يمول بواسطة تبرعات الأعيان والأغنياء، ويجري اقتناء عجل ويغادر الدقايقية سور المدينة التاريخي في اتجاه عرصة من العراصي التي كانت محاطة بمدينة مراكش، والتي لم يبق لها أثر اليوم، لقضاء أيام النزاهة في جو من التنشيط والفكاهة وتبادل النكت وترديد أغاني الملحون.

وكان أبناء مراكش وأغلبهم من الصناع التقليديين والحرفيين والتجار البسطاء يستغلون يوم الجمعة، وهو يوم راحة بعد أسبوع عمل مضن، للخروج إلى المنتزهات للترويح عن النفس، وكانوا يحرصون على أن يطبع اللقاء جوا احتفاليا غنيا بالمستملحات وما يدخل البهجة على النفوس، كما كانت الوجبة المفضلة هي "الطنجية" المراكشية، التي يجري إعدادها وفق طقوس خاصة سواء على مستوى مكونات الوجبة أو طريقة طهوها، إلا أن مشاغل الحياة اليومية وتعقيداتها قلصت من نسبة النزهات الترفيهية .




تابعونا على فيسبوك