أعلنت عنها جمعية مغربية بناء على دراسة هولندية

تراجع معاناة مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي إلى النصف خلال 20 سنة الأخيرة

الخميس 26 دجنبر 2013 - 14:07

أعلنت الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية عن لفتها الانتباه إلى التقدم الكبير المحرز في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، بناء على ما كشفت عنه دراسة هولندية، نشرت في مجلة المنتدى الأمريكي لأمراض الروماتيزم، ونسبته إلى التشخيص المبكر للمرض وال

ذكرت خديجة موسيار، اختصاصية في الطب الباطني ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، في تقرير حول الموضوع، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن العلاجات الجديدة المبتكرة في مجال علاج الروماتويد، كشفت عن أن معدل الأشخاص الذين يعانون أعراض القلق جراء المرض، انخفض من 23 في المائة إلى 12 في المائة.

وينضاف إلى ذلك تدني نسبة الإصابة بالاكتئاب من 25 في المائة إلى 14 في المائة، وهبوط نسبة الإعاقة الجسدية المترتبة عن المرض من 53 في المائة إلى 31 في المائة، أي ما يوازي انخفاض للمعاناة بمعدل النصف، بالنسبة إلى التي كان عليها الحال في 20 عاما السابقة للدراسة، أي ما بين سنة 1970 و1990.

ويأتي ذلك، بناء على الخلاصات التي أفرزتها الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين، بقيادة الدكتورة سيسيل اوفيرمان، من جامعة أوتريخت في هولندا، بتقييم لتطور المرض ومعاينة تأثيره على المرضى.

وأوضحت موسيار أن تحقق هذه النتائج الإيجابية، حسب الباحثين، تأتي من إمكانية تشخيص مبكر للمرض بفضل وجود آليات حديثة، واستخدام علاج فعال، الذي أصبح أكثر نجاعة، من خلال استعماله في المراحل الأولى للمرض، بالموازاة مع حدوث تطور كبير في الأدوية المثبطة للمناعة، وخروج أدوية جديدة تسمى بالمنتجات البيولوجية.

وأبرزت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة بحوث ورعاية مرضى التهاب المفاصل، أهمية إحاطة المرضى بتأطير أفضل، وتشجيع اتخاذ تدابير أخرى مكملة للعلاجات الدوائية، مثل العلاج النفسي واتباع نظام غذائي جيد ومتوازن والمثابرة على النشاط البدني.

ووصفت موسيار نتائج الدراسة بـ"المشجعة جدا" وبينت مدى فعالية العلاجات المستخدمة، إلى حد أن الدكتورة المشرفة على الدراسة ذهبت إلى القول "إذا ما استمر التطور الطبي بالوتيرة نفسها، في غضون 20 سنة المقبلة، كما في العقدين الماضيين، فسوف تكون جودة حياة الأشخاص المصابين بالمرض مماثلة لأي فرد بصحة جيدة".

وأكدت موسيار أن المرضى المغاربة، استفادوا أيضا، في الوقت الراهن، من هذه التطورات، التي مكنت من تخفيف معاناتهم، والحصول على نتائج جيدة، حتى لو كانت ليست في المستوى نفسه، كما هو الحال في أوروبا.

وبررت هذا الواقع بأنه راجع إلى صعوبات حصول الكثير من المصابين على العلاجات المتوفرة، إذ يضطر العديد منهم للتنازل عن بعضها إما كليا أو جزئيا، بسبب نقص الموارد وعدم وجود التغطية الصحية الشاملة.

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي، أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة المفاصل في المقام الأول، ويتمظهر عبر تورم مؤلم في اليدين والرسغين والركبتين، لكن مع تباين كبير في مستوى حدته وتداعياته على صحة وحركية المريض.

ويصيب داء الروماتيزم الرثياني، ما بين 0.5 إلى 1 في المائة من سكان العالم، أي ما يقارب 180 إلى 300 ألف مغربي مصاب بالمرض، ثلثاهم من النساء.

يشار إلى أن الدراسة الهولندية، همت مجموعة مكونة من ألف و105 مرضى، بين عامي 1990 و2011، وتوبعوا لفترة، تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وتتراوح أعمارهم بين 17و 86 سنة، أغلبهم من النساء بنسبة 68 في المائة، مع وجود إيجابي للعامل الروماتويدي بنسبة 62 في المائة.

وورد في تفاصيل الدراسة الأخذ بعين الاعتبار ثلاث خصائص تركيبية، جمعت من خلال أقوال المرضى والفحص المدقق للملف الطبي وهي، القلق، الاكتئاب والإعاقة في الحركات اليومية، وشرع بعد ذلك بمقارنة النتائج إلى فترة ترجع إلى20 عاما إلى الوراء.




تابعونا على فيسبوك