مقتل 1000 شخص خلال معارك دامت أسبوعين ونزوح الآلاف

الجيش الحكومي في جنوب السودان يقرر الهجوم على معقل المتمردين

الإثنين 30 دجنبر 2013 - 13:21
كتائب تابعة للجيش النظامي في جنوب السودان تتوجه إلى جبهة القتال (خاص)

قال وزير الإعلام في جنوب السودان، ميشيل ماكوي، أول أمس السبت، إن القوات الحكومية ستهاجم المعقل الرئيسي للقوات المتمردة الموالية لريك مشار، النائب السابق للرئيس سلفا كير إذا قوبل بالرفض عرض الحكومة لوقف إطلاق النار.

قتل ما يربو على ألف شخص في اشتباكات قبلية استمرت أسبوعين وأنذرت بالتحول إلى حرب أهلية شاملة في جنوب السودان. وتحدث لاجئون يقيمون في مخيمات الأمم المتحدة عن أعمال عنف ارتكبتها القبيلتان الرئيسيتان.

ومدت حكومة كير يدها بالسلام للمتمردين يوم الجمعة وأعلنت أنها ستفرج عن ثمانية من بين 11 سياسيا كبيرا يعتقد أنهم من حلفاء مشار اعتقلوا بدعوى التورط في محاولة الانقلاب على كير.

غير أن رد فعل على عرض الهدنة مشار جاء فاترا، إذ قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن أي وقف لإطلاق النار ينبغي أن يكون جديرا بالمصداقية، وأن يطبق على نحو سليم كي يأخذه على محمل الجد.

وقال مشار "لحين وضع آليات للمراقبة.. حين يمكن القول إنه يوجد وقف إطلاق نار من جانب واحد فلا سبيل لأن يثق الطرف الآخر بوجود التزام بذلك".

وذكر وزير إعلام جنوب السودان أن القوات الحكومية طردت المتمردين من بلدة مايوم بولاية الوحدة صباح يوم السبت وتستعد للتقدم نحو بنتيو على بعد 90 كيلومترا وهي عاصمة ولاية الوحدة وآخر العواصم الإقليمية الخاضعة لسيطرة قوات مشار.

وقال ماكوي لرويترز عبر الهاتف من العاصمة جوبا إن القوات الحكومية ستخرج مشار من بنتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار.

وتفجر القتال بين مجموعتين متناحرتين من الجنود في جوبا يوم 15 من ديسمبر كانون الأول وأدى إلى اندلاع اشتباكات في نصف ولايات جنوب السودان العشر أغلبها بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار والدنكا، التي ينتمي إليها كير.

وفي داخل مخيمات الأمم المتحدة التي تأوي أكثر من 63 ألف مدني يقول الكثيرون من أبناء الدنكا والنوير إن أعمال العنف القبلية أصابتهم بالخوف الشديد.

وقال جاتور جاتكيك أحد أبناء قبيلة النوير الذي يقيم في مخيم الأمم المتحدة بمنطقة في جوبا "جاؤوا بالبنادق وتحدثوا إلينا بلغة الدنكا". وأبلغ مدنيون آخرون في المنطقة نفسها رويترز عن عمليات إعدام بدون محاكمة وحالات اغتصاب وتشويه.

وأضاف جاتكيك "لم أكن أتحدث هذه اللغة ومن ثم أخذوني جانبا وأجبروني على أكل لحم جثة ترقد بجواري".

ويقول أبناء قبيلة الدنكا أيضا إنهم وقعوا ضحايا لأعمال عنف قبلية. وفي بور عاصمة ولاية جونقلي تحدث أفراد من القبيلة عن أعمال قتل جماعي تقوم بها ميليشيات النوير بينما قالت جماعة معنية بحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنها عثرت على مقبرة جماعية يعتقد أنها تحوي جثث جنود من الدنكا في بنتيو الخاضعة لسيطرة المتمردين.

وتخشى بعض الحكومات الإفريقية والقوى الغربية ومن بينها الولايات المتحدة نشوب حرب أهلية في المنطقة الهشة التي تمتلئ حدودها بالثغرات الأمنية وحاولت التوسط بين الطرفين.

وقال مسؤول من جنوب السودان إن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني سيصل إلى جوبا يوم الأحد لإجراء محادثات مع كير.

وقال أليكس روندوس الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الإفريقي إن زعماء جنوب السودان يجب أن "يتحملوا مسؤوليتهم" ويجتمعوا لإجراء محادثات دون شروط.

وقال روندوس لرويترز في نيروبي "هذه دولة وليدة لم تحصل على استقلالها إلا قبل عامين وتسيل فيها الدماء".




تابعونا على فيسبوك