الجولة الإفريقية التاريخية لجلالة الملك علامة بارزة في سنة 2013 وتاريخ المغرب الحديث

الثلاثاء 31 دجنبر 2013 - 14:54

عاشت القارة السمراء ومعها العالم، ما بين 15 و31 مارس 2013، على إيقاع الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية، لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي شملت دول السنغال، وكوت ديفوار، والغابون.

وهي جولة حظيت باهتمام منقطع النظير من قبل المهتمين، ووسائل الإعلام من مختلف القارات بالجولة التاريخية التي أثبت جلالة الملك من خلالها للعالم من جديد أن جلالته من أكثر القادة الأفارقة حرصا على تقوية التعاون جنوب جنوب، إذ أجمع المهتمون على أن النظرة الاستراتيجية لصاحب الجلالة في ما يخص الاهتمام بالقارة خير ضامن لنجاح الجولة الإفريقية التاريخية، التي تبقى علامة بارزة في تاريخ المغرب الحديث.

وستظل هذه الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية عالقة بالأذهان، وسيكتبه التاريخ لجلالته بمداد الفخر والاعتزاز لأنها عبرت بصدق عن الحرص الملكي على التشبث بالجذور الإفريقية للمملكة، والاهتمام البالغ بالإنسان في القارة السمراء، التي تتحول بفضل العناية الملكية إلى وطن.

وزكت الجولة الإفريقية التاريخية لجلالته، الهوية الإفريقية الصرفة للمملكة، التي يعبر عنها التاريخ، وتنطق بها الجغرافيا، فهي انطلقت منذ القدم، لكنها تقوت بشكل ملحوظ في الحاضر، ما من شأنه أن يكسبها المناعة الكافية لتظل متوهجة في المستقبل.

وقدم المغرب بقيادة جلالة الملك من خلال توجهاته الإفريقية، أنه نموذجي في التعاون جنوب جنوب، وأنه بلد ينبغي أن تراهن عليه القارة السمراء لتواجه المواقف بما يقتضيه الأمر من حزم، وتخطيط للمستقبل، في عالم ينحاز أكثر من أي وقت مضى نحو الوحدة، من أجل كسب الرهانات الاقتصادية، لأن العصر الذي نعيشه هو عصر الاقتصاد بامتياز.

إيمانا من المغرب بأهمية تعزيز علاقته بمحيطه الإفريقي بفضل النظرة الاستراتيجية لجلالة الملك التي تضع التعاون المغربي الإفريقي ضمن الأولويات، وتترجم تمسك بلادنا بالجذور، ظلت بلادنا تبادر ليس فقط إلى فتح قنوات التعاون، بل إلى تعزيزها بشكل مستمر.

وجاءت الجولة التاريخية الحالية لتضيف لبنة أخرى إلى صرح الأخوة، التي يعبر عنها بصدق التعاون واليد الممدودة لتقديم الدعم والمساندة إلى من هو في حاجة إليهما، وتؤكد أن المغرب ماض في تفعيل الوضع المتميز للقارة السمراء في أجندة الديبلوماسية المغربية، وسياسة المملكة الخارجية، التي تعد إفريقيا جزءا لا يتجزأ منها.

وتتعدد مناحي وأمثلة وضع الشأن الإفريقي ضمن أولويات المغرب بقيادة جلالة الملك، محمد السادس، نصره الله، وتبوح أرقام الاتفاقيات التي جرى توقيعها مع البلدان الإفريقية بالكثير من الأسرار، فالمغرب مرتبط بمئات اتفاقيات الشراكة (مع 45 بلدا من دول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.

ويشهد مواطنو القارة السمراء لجلالة الملك محمد السادس بالحرص على نسج روابط التعاون والتضامن مع المحيط، وحث المواطنين المغاربة على إيلاء القارة التي ينتمون إليها الاهتمام الذي تستحقه. ويتجسد هذا الأمر بجلاء في أكثر من خطاب ملكي موجه إلى الأمة، من بينها خطاب العرش يوم 30 يوليوز 2004، الذي قال فيه جلالته "وبنفس الحزم والعزم، فإننا لم نفتأ نجعل قارتنا الإفريقية في صدارة سياستنا الخارجية، مكرسين جهودنا لتعزيز علاقتنا مع كافة بلدانها الشقيقة، لاسيما منها الأقل نموا، عاملين على المساهمة في إنجاح مبادرة (النيباد) والمشاركة في العمليات الأممية، لحفظ الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الساحل وقارتنا الإفريقية بأسرها".

ويشهد التاريخ، وسيظل شاهدا على أن التعاون الإفريقي الإفريقي في صلب اهتمامات جلالة الملك، وهو يتضح من خلال الزيارات المتعددة لجلالته إلى البلدان الإفريقية، ما جعل هذه الدول شعوبا وقادة تقدر التوجهات الملكية، وتحيي فكر جلالته المتنور، وهو الأمر الذي جعل الصحافة الإيفوارية، التي عايشت على مدار أعوام المواقف النبيلة لجلالة الملك، ومنحت لها أكثر من فرصة لتلمسه بالعين المجردة، تؤكد أن صاحب الجلالة أثبت بأنه "رئيس دولة في تناغم تام مع زمنه وشعبه".

مثل سابقاتها خلقت الزيارات الملكية إلى السينغال وكوت ديفوار والغابون ديناميكية جديدة في علاقات بلادنا مع الدول الإفريقية الثلاث، وتوجت بتوقيع اتفاقيات للتعاون في عدة مجالات، وسيعود ذلك على المغرب والبلدان الثلاثة بالنفع.

وقد أصبح العالم شاهدا على أن المغرب لا يدخر جهدا للدفع بعجلة التعاون جنوب جنوب، التي لا يخضعها لمنطق الربح والخسارة، لأن التعاون مع الأشقاء الأفارقة يمكن منطقة معينة وفئة من أبناء القارة من تحقيق مكاسب من شأنها أن تسهم في توثيق عرى الأخوة والصداقة والمحبة والتقدير. ووضعت المملكة في هذا الصدد عدة ميكانيزمات لتعزيز التعاون جنوب جنوب وتقويته عبر تكثيف مبادرات الدعم التقني، ووضع الخبرة المكتسبة في أكثر من مجال رهن إشارة القارة.

وتعد اللجان المشتركة من بين آليات تفعيل الاتفاقيات، لأنها تضطلع بمهمة إرساء القواعد القانونية للتعاون، وتوفير الإطار الملائم للمشاورات الثنائية بشكل دوري.

وكانت مجلة "دوناشيونال إنتريست" الأمريكية أكدت، في إطار اهتمامها بالجولة الإفريقية التاريخية، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ مافتئ٬ كملك متبصر ومصلح٬ منذ اعتلائه عرش البلاد٬ يعمل على تعزيز العلاقات القائمة بين المغرب وباقي بلدان القارة الإفريقية على جميع المستويات.

وأكدت المجلة الأمريكية أن "الملك محمد السادس٬ مافتئ يعمل منذ اعتلائه عرش البلاد سنة 1999، على تعزيز وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية في مجال الأمن مع باقي بلدان القارة".

وأضافت أن هذه الجولة الملكية٬ شأنها في ذلك شأن الزيارات الأخرى، التي قام بها جلالة الملك، خلال السنوات الماضية لبلدان إفريقية أخرى٬ "تعكس المقاربة التي ينهجها جلالة الملك لدعم علاقات الصداقة العميقة القائمة بين المغرب وإفريقيا٬ وتعزيز السلام والأمن بالقارة".

ويتضح من خلال ما نشرت مجلة "دوناشيونال إنتريست" الأمريكية أن صدى التوجه الإفريقي لجلالة الملك لم يقف عند حدود القارة الإفريقية، بل أصبح محط إعجاب عالمي.

زيارة جلالة الملك للسنغال.. استقبال شعبي كبير ونجاح منقطع النظير

تأكد نجاح الجولة الإفريقية لجلالة الملك قبل أن تنطلق، لأن القارة الإفريقية تشهد لجلالة الملك بالاهتمام الذي يوليه لها، كما يشهد بذلك المهتمون بالشأن الإفريقي. وكان الاستقبال الشعبي الذي خصصته السنغال لجلالته، تأكيديا ومؤشرا على نجاح الجولة، التي تميزت بلقاء جلالة الملك بشقيقه ماكي سال رئيس السنغال، وتباحثهما، وترؤسهما توقيع الاتفاقيات، وتميزت أيضا باستقبال جلالته بمقر إقامته العديد من الفاعلين السنغاليين من عالم السياسية والاقتصاد والقيمين الدينيين.

واستقبل جلالة الملك٬ بالإقامة الملكية بدكار٬ الوزير الأول السنغالي عبدول امباي٬ ورئيس الجمعية الوطنية السنغالية مصطفى نياس٬ ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أميناتا طال.

كما استقبل أمير المؤمنين٬ صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ شيوخ وقادة الطرق الصوفية السنغالية٬ الشيخ عبد العزيز سي الابن الناطق الرسمي وممثل الأسرة التيجانية بمدينة تيواون٬ ممثلا للخليفة العام الشيخ تيديان سي المختوم٬ ومحمد لامين نياس، شقيق الخليفة العام لأسرة نياس التابعة للطريقة التيجانية بمدينة كولك الشيخ تيديان ابراهيم نياس٬ والشيخ مداني مونتاكا طال، شيخ الأسرة التيجانية العمرية بدكار٬ والشيخ محمد البشير مباكي، الناطق باسم وممثل الشيخ سيدي المختار مباكي الخليفة العام للطريقة الموردية بمدينة توبا٬ وأحمد بشير كونطا، الناطق باسم الطريقة القادرية ممثلا للخليفة العام للطريقة الحاج مام بو محمد كونتا .

وقد أشاد هؤلاء الشيوخ والقادة بحرارة بالعناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجماعاتهم٬ معربين عن تشبثهم بالمملكة التي تمثل بالنسبة إليهم موطنا روحيا.

وتميز اليوم الأخير من الزيارة الملكية للسنغال باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ بالإقامة الملكية بدكار، لمختار مبو، رئيس نادي السنغال-المغرب للصداقة٬ الذي كان مرفوقا بأمادو كان، النائب الأول لرئيس النادي وزير الاقتصاد والمالية السنغالي٬ وصامبا صار، النائب الثاني لرئيس النادي سفير السنغال السابق بكل من المغرب والأمم المتحدة٬ وصامبا با، عضو النادي فاعل اقتصادي ومدير سابق لديوان رئيس الجمهورية السنغالية٬ وعبد الجليل بنجلون التويمي عضو النادي وفاعل اقتصادي بدكار٬ ومحمد لحلو الأمين العام للنادي فاعل اقتصادي بدكار . كما استقبل أمير المؤمنين٬ الأب ألفونس سيك القس العام لأبرشية دكار ممثل أسقف العاصمة .

كما تميزت الزيارة بإشراف جلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ والرئيس السنغالي ماكي سال بكامبيرين بضاحية دكار٬ على تدشين مشروعين طبيين يرومان تعزيز الخدمات الصحية وتحسين ظروف ولوج المواطنين السنغاليين للأدوية.

وهكذا، أشرف قائدا البلدين على تدشين "مصحة محمد السادس لطب العيون " ووحدة "ويست أفريك فارما" لصناعة الأدوية التابعة لمختبرات "سوطيما المغرب"٬ وهما مشروعان يعكسان البعد الإفريقي للمملكة والالتزام الدائم لجلالة الملك بتطوير تعاون جنوب- جنوب قوي ومتضامن وفعال.

ويعكس المشروعان٬ كذلك٬ إرادة جلالة الملك في المساهمة في تقدم وازدهار الشعب السنغالي الشقيق٬ وإرساء شراكة استراتيجية متعددة وإرادية بين البلدين٬ وكذا في تعبئة كل الامكانات لتحقيق مزيد من أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والتهميش الاجتماعي. ويعكس إنجاز هذين المشروعين بجلاء روابط الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية السنغال.

وتوجت الزيارة الملكية بإصدار بيان مشترك جدد فيه المغرب والسنغال٬ اللذان " تتطابق وجهات نظرهما بشكل كامل"٬ حول مختلف القضايا٬ إرادتهما لتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما٬ وجعلها نموذجا للتعاون جنوب-جنوب٬ كما عبرا عن عزمهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في المجال الاقتصادي.

وأفاد بيان مشترك٬ صدر في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى السنغال٬ من 15 إلى 18 مارس٬ على رأس وفد مهم من مستوى عال٬ وتمت تلاوته اليوم الثلاثاء بدكار٬ بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، سعد الدين العثماني ونظيره السنغالي مانكور ندايي٬ عبر صاحب الجلالة عن تشكراته الحارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي خصصت لجلالته والوفد المرافق له٬ ودعا الرئيس السنغالي ماكي سال إلى القيام بزيارة رسمية إلى المغرب.

ووضع قائدا البلدين٬ اللذان رحبا أيضا بالتوقيع على اتفاقية النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع وبروتوكول اتفاق التعاون في مجال المعادن والمحروقات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ اللمسات الأخيرة على اتفاق حول النقل البحري يقضي٬ على الخصوص٬ بفتح خط بحري بين المغرب والسنغال٬ سيتم التوقيع عليه في القريب العاجل.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية٬ أشار قائدا البلدين إلى أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا للوحدة الترابية ولأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا في وجه مسلسل الاندماج الإقليمي، الذي تتطلع شعوب المنطقة إلى تحقيقه.

وفي هذا السياق٬ جدد الرئيس السنغالي دعم بلاده الثابت والدائم لمغربية الصحراء٬ مشيرا إلى أن المقترح المغربي بإقامة حكم ذاتي موسع بالصحراء يشكل حلا مثاليا للتسوية النهائية لهذا النزاع.

وجدد الرئيس ماكي سال٬ بالمناسبة نفسها٬ التأكيد على الأهمية القصوى التي تكتسيها عودة المملكة المغربية إلى الأسرة الكبيرة في الاتحاد الإفريقي٬ معبرا عن التزامه بالعمل لتحقيق هذا المسعى.

صدور كتاب لمؤرخ المملكة بعنوان الرحلة الملكية السامية لثلاث دول إفريقية

يوثق الكتاب لأهم أطوار الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدول الثلاث، خلال الفترة من 15 إلى 31 مارس الماضي. ويتضمن هذا الإصدار أوراقا تعريفية بالدول الثلاث وبرامج الزيارات الملكية وتفاصيل هذه الزيارات من برقيات وأنشطة ملكية وخطابات متبادلة ومباحثات جلالة الملك مع زعماء هذه الدول ونصوص البيانات المشتركة التي صدرت تتويجا للزيارات.

وفي تقديمه للكتاب الذي زينت صفحاته صور من أهم محطات الزيارات الملكية السامية كتب عبد الحق المريني أن جولة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تندرج، في إطار "سياسة المملكة المغربية المرتكزة على التعاون مع الأقطار الإفريقية وتعزيز الوشائج الأخوية الراسخة التي تجمع جلالة الملك بقادة هذه الدول الصديقة عبر توالي اللقاءات والزيارات، والسعي إلى تحقيق المزيد من التواصل والتقارب والتفاهم معهم بما يسهم في تحقيق ما تتطلع إليه شعوبها من رخاء وطمأنينة واستقرار وسلام".

وأوضح المريني أن المغرب نهج منذ حصوله على الحرية والاستقلال "سياسة خارجية تميزت بالتضامن المطلق والدعم القوي لكفاح الدول الإفريقية، من أجل نيل استقلالها والتخلص من ربقة الاستعمار بكافة أنواعه حيث مازالت العديد من البلدان الإفريقية تنوه بما أسداه المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما من دعم كبير لحركات التحرر الوطني بهذه البلدان إلى أن استرجعت استقلالها وحريتها".

واعتبر الزيارة السادسة لجلالة الملك محمد السادس للسنغال والأولى للكوت ديفوار والخامسة للغابون "برهانا ساطعا على الرغبة المشتركة لتعزيز التعاون المثمر بين المغرب وبين هذه البلدان وغيرها من الدول الإفريقية في جميع الحالات". وأبرز مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي أن هذه الزيارات الملكية أعطت ديناميكية جديدة للعلاقات الثنائية مع هذه الدول الثلاث، حيث توجت بالتوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون بينها وبين المملكة المغربية في مختلف المجالات الجيو-استراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بما يعد بنقل الخبرات المغربية في كافة القطاعات إلى هذه الدول ويخدم مصالح شعوبها.

وخلص إلى أن هذه الجولة الملكية الإفريقية تؤكد "التزام المملكة المغربية التاريخي بالوقوف الى جانب البلدان الإفريقية في السراء والضراء، كما أنها خير دليل على وفائها بالتزامها الراسخ بتوطيد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بينها وبين هذه البلدان والتشاور الموصول والتنسيق المحكم معها في مختلف القضايا الثنائية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق التقدم المنشود في المحيط الإفريقي الذي يعتبر المغرب جزءا لا يتجزأ منه لجعله فضاء للأمن والاستقرار والتعايش والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات ولتقوية التعاون المثمر جنوب-جنوب".

زيارة جلالة الملك للكوت ديفوار تعطي دينامية أقوى للعلاقات المغربية الإيفوارية النموذجية

أعطت زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ للكوت ديفوار٬ المحطة الثانية من الجولة الإفريقية التاريخية التي شملت، أيضا، السينغال، والغابون٬ ستعطي دينامية أقوى للعلاقات الثنائية النموذجية. وعكست التزام البلدين بالرفع من مستوى التعاون الثنائي على جميع المستويات، وإعطاء مثال ساطع للتعاون جنوب-جنوب.

وشدد جلالة الملك على هذا الالتزام في الخطاب الذي ألقاه خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها على شرفه فخامة الرئيس الإيفواري، الحسن درامان واتارا٬ حين قال جلالته "نود أن نجدد عزم المملكة المغربية الأكيد على تشييد نموذج مثمر ومزدهر مع الكوت ديفوار الشقيقة٬ يكون رمزا للتعاون جنوب-جنوب في إفريقيا٬ خدمة لتقدم وسعادة شعبينا".

وحل جلالة الملك بأبيدجان قادما من دكار، ووجد جلالته في استقباله لدى وصوله إلى مطار فليكس هوفويت بوانيي الدولي٬ الرئيس الإيفواري، الحسن درامان واتارا. وتوجه الموكب الرسمي صوب القصر الرئاسي بأبيدجان٬ وسط هتافات حشود كبيرة من المواطنين والزعماء الإيفواريين وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالكوت ديفوار٬ الذين جاؤوا من جميع أرجاء البلاد للترحيب بمقدم جلالة الملك، متمنين له مقاما سعيدا بأرض الكوت ديفوار.

وخصص سكان العاصمة الإيفوارية٬ الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية للمغرب والكوت ديفوار٬ استقبالا حماسيا حارا واستثنائيا لجلالة الملك٬ مشيدين بالصداقة والأخوة المغربية الإيفوارية.

وأجرى جلالته بالقصر الرئاسي بأبيدجان مباحثات على انفراد مع الرئيس الإيفواري، قبل أن يترأس قائدا البلدين حفل التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون الثنائي في عدة ميادين.

ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم حول التعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين٬ وقعها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الإيفواري، شارل كوفي ديبي.

وتتعلق الاتفاقية الثانية بالتعاون بين المغرب والكوت ديفوار في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات٬ ووقعها وزير الاقتصاد والمالية، نزار بركة، والوزيرة المنتدبة لدى الوزير الأول الإيفواري المكلفة بالاقتصاد والمالية، نيالي كابا.

أما الاتفاقية الثالثة٬ التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، والوزير الإيفواري للموارد الحيوانية والبحرية، كوبينا كواسي أدجوماني٬ فتهم التعاون الثنائي في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية.

وتهم الاتفاقية الرابعة الخدمات الجوية بين البلدين٬ ووقعها وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح٬ ووزير النقل الإيفواري، غاوسو توري.

وبخصوص الاتفاقية الخامسة٬ المتعلقة بالتكوين المهني في مجال السياحة، فوقعها وزير السياحة، لحسن حداد، ونظيره الإيفواري، روجي كاكو.

ووقع الاتفاقية السادسة الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي اضريس، ووزير الدولة وزير الداخلية والأمن الإيفواري، حامد باكايوكو٬ وهي تتعلق بالتعاون المغربي- الإيفواري في مجال الوقاية المدنية.

وتعكس هذه الاتفاقيات٬ التي ستعطي دفعة قوية للشراكة القائمة بين المغرب والكوت ديفوار٬ الإرادة الراسخة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الحسن درامان وتارا في تعزيز وإضفاء دينامية أكبر على التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، اللذين تربطهما علاقات صداقة وأخوة عريقة.

وتميز اليوم الأول من الزيارة الملكية بتسليم صاحب الجلالة لفخامة رئيس جمهورية الكوت ديفوار قلادة الوسام المحمدي٬ كما سلم الرئيس الحسن واتارا لجلالة الملك "الحمالة الكبرى -الدرجة الوطنية"٬ وهي أعلى وسام تمنحه جمهورية الكوت ديفوار.

وخلال مأدبة العشاء التي أقيمت شرف جلالته، ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس خطابا جدد فيه عزم المغرب الأكيد على تشييد "نموذج مثمر ومزدهر" للتعاون جنوب-جنوب في إفريقيا رفقة جمهورية الكوت ديفوار.

وقال جلالة الملك "نود أن نجدد عزم المملكة المغربية الأكيد على تشييد نموذج مثمر ومزدهر مع الكوت ديفوار الشقيقة٬ يكون رمزا للتعاون جنوب-جنوب في إفريقيا٬ خدمة لتقدم وسعادة شعبينا".

وفي هذا السياق٬ عبر جلالة الملك عن أمله في تعميق التشاور السياسي البناء حول القضايا الأساسية٬ التي تهم الأمن والاستقرار الجماعي للدول المغاربية ودول غرب إفريقيا٬ و"التي تتقاسم المصالح الاستراتيجية نفسها"٬ مشددا جلالته على الارتباطات القوية والمتداخلة٬ والتكامل الحقيقي الذي يجمع الدول المغاربية وبلدان غرب إفريقيا.

كما جدد جلالة الملك التزام المملكة المغربية بتعميق تعاونها المؤسساتي مع بلدان إفريقيا الغربية٬ بشكل ملموس٬ وتوطيد الحوار معها.

وبعد أن ذكر بأن زيارته للكوت ديفوار تكرس مشروعا مستقبليا يخدم شعبي البلدين٬ اعتبر صاحب الجلالة أن البلدين مدعوان إلى الحفاظ على الأواصر المتينة التي تجمعهما، والعمل على توطيدها٬ بهدف تجسيد الأخوة المغربية الإيفوارية في أسمى صورها.

من جهته عبر الرئيس الإيفواري٬ في خطاب مماثل٬ عن امتنان الشعب الإيفواري لصاحب الجلالة، الذي ما فتئ يعمل٬ منذ اندلاع الأزمة الإيفوارية في شتنبر 2002، من أجل عودة السلم والأمن بالكوت ديفوار٬ مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب ساهم بفعالية في خروج الكوت ديفوار من هذه الأزمة من خلال مشاركته في "عملية الأمم المتحدة بالكوت ديفوار" بتجريدة من مئات الجنود.

ودعا الرئيس الإيفواري، من جهة أخرى، رجال الأعمال المغاربة إلى الاستثمار في الكوت ديفوار من أجل مواكبة هذا البلد على درب إعادة البناء وتحقيق التنمية المستدامة.
وتميزت الزيارة، أيضا، باستقبال جلالة الملك٬ بمقر إقامة جلالته بأبيدجان٬ غيوم سورو، رئيس الجمعية الوطنية للكوت ديفوار.

كما استقبل أمير المؤمنين وفدا عن المجلس الأعلى لأئمة الكوت ديفوار، يقوده رئيس المجلس، الشيخ بواكاري فوطانا، ووفدا عن مؤتمر أساقفة الكوت ديفوار، يقوده رئيسه المونسينيور أليكسي توابلي يوبو.

وبمناسبة الزيارة الملكية، صدر بيان مشترك أكدت فيه المملكة المغربية وجمهورية الكوت ديفوار على ضرورة تعزيز الإطار المؤسساتي للتعاون القائم بينهما٬ من خلال عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة للتعاون٬ مبرزتين أن التعبير عن وجهات نظرهما بشأن قضايا وطنية وثنائية وإقليمية ودولية تم "في أجواء تميزت بالمودة والتفاهم التامين".

وجاء في البيان المشترك٬ الذي وقعه٬ بحضور الصحافة٬ وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، سعد الدين العثماني، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الإيفواري، شارل كوفي ديبي٬ أن قائدي البلدين وافقا على نتائج أشغال وزرائهما بشأن العديد من قضايا التعاون٬ مؤكدين٬ من جهة أخرى٬ أن التنمية والتقدم لا يمكن تحقيقهما دون الاستقرار الداخلي والإقليمي.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية٬ جدد الرئيس الإيفواري تأكيده على الموقف الثابت لبلاده٬ مؤكدا أن "المبادرة المغربية المتعلقة بحكم ذاتي موسع بالصحراء تشكل الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية".

كما أشار قائدا البلدين إلى أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا محتملا للوحدة الترابية وأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا يحول دون قيام اندماج إقليمي يتماشى مع تطلعات الشعوب الإفريقية.

وأضاف البيان أن جلالة الملك عبر للرئيس الحسن درامان واتارا ولحكومة وشعب الكوت ديفوار عن امتنانه العميق وتشكراته الصادقة على الاستقبال الحار والأخوي، وعلى كرم الضيافة الإفريقية الأصيلة٬ وعلى الحفاوة البالغة التي حظي بها جلالته شخصيا والوفد المرافق له٬ مبرزا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجه دعوة إلى فخامة الرئيس الإيفواري للقيام بزيارة رسمية للمغرب.

زيارة جلالة الملك للغابون محطة بارزة للرقي بالعلاقات المغربية الغابونية إلى شراكة حقيقية

كانت الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله، إلى الغابون المحطة الثالثة في الجولة الإفريقية التاريخية، محطة بارزة لتعزيز العلاقات المغربية الغابونية المتينة في أفق الرقي بها إلى مستوى شراكة حقيقية خاصة على المستوى الاقتصادي، الذي ينبغي أن يعكس العلاقات الجيدة بين قيادتي البلدين .

وكان الاستقبال الحماسي الرسمي، الذي خصصه الرئيس علي بونغو أونديمبا لجلالته، والذي تميز بتنظيم عرض عسكري كبير بأرضية مطار ليون امبا الدولي بليبرفيل٬ والشعبي الحار، الذي عبر بصدق عن علاقات الأخوة القائمة بين البلدين وشعبيهما، إذ احتشدت أعداد غفيرة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الغابون وكذا المواطنين الغابونيين للترحيب بمقدم جلالته.

وأجرى جلالة الملك بالقصر الرئاسي بليبرفيل٬ مباحثات على انفراد مع رئيس جمهورية الغابون علي بونغو، ثم ترأس قائدا البلدين حفل التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون الثنائي لإعطاء دفعة قوية للشراكة القائمة بين المغرب والغابون٬ ويتعلق الأمر ببروتوكول للتعاون في المجالات التقنية ومحاربة الغش والمختبرات واتفاقية للتعاون في مجال الصحة واتفاقية شراكة في مجال تكوين العاملين في قطاع الصحة بالمعهد الوطني الغابوني للتكوين والعمل الصحي والاجتماعي واتفاقية للتعاون في مجال الوقاية المدنية واتفاقية تتعلق بالترخيص لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية بالبث بتعديل الترددات في جمهورية الغابون.

وأقام فخامة رئيس جمهورية الغابون علي بونغو٬ بالقصر الرئاسي بليبرفيل٬ مأدبة عشاء رسمية على شرف صاحب الجلالة ألقى خلاله جلالته٬ خطابا أكد فيه أن زيارة الغابون٬ وهي ثالث لجلالته إلى هذا البلد، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين٬ تشكل لبنة جديدة ومتميزة في مسار تطوير العلاقات بين البلدين.

وقال جلالة الملك٬ إن "زيارتي الحالية للغابون سوف تشكل٬ بفضل القرارات التي سنتخذها والأعمال التي سنحددها٬ لبنة جديدة لها أهمية بالغة في تطوير العلاقات القائمة بين بلدينا٬ والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة"٬ ما سيمكن البلدين من مواصلة تعميق وتوسيع شراكتهما التضامنية والمثمرة والاعتماد على قدراتهما الذاتية للاستجابة للتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين٬ المشهود لهما بمدى تشبثهما بالتعاون بين الدول الإفريقية.

وفي هذا السياق ذكر جلالته بأنه "تم تحيين وإثراء الإطار القانوني لشراكتنا٬ بينما شهدت مختلف أشكال تبادل التجارب والخبرات في ما بيننا تطورا مطردا٬ واتسعت دائرة التعاون التقني اتساعا ملحوظا"٬ مبرزا جلالته أن أجواء الثقة والتفاهم الودي٬ التي تطبع علاقات البلدين، شكلت أرضية خصبة لتعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما٬ وأن خير شاهد على ذلك٬ تنامي عدد المجموعات المغربية الكبرى الموجودة بالغابون٬ حيث تستقطبها المؤهلات التي يزخر بها الاقتصاد الغابوني وتستهويها جاذبية مناخ الأعمال في هذا البلد.

وأكد الرئيس الغابوني علي بونغو أنديمبا٬ في خطاب مماثل٬ أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الغابون والمملكة المغربية٬ هي في الوقت نفسه٬ شراكة تاريخية ونموذجية، وأن "جودة هذه الشراكة المتميزة بين بلدينا تتطلب منا العمل على تمتين ما يجمعنا من روابط متعددة الأشكال وتنويعها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك".

وقال الرئيس الغابوني٬ إن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين حققت تطورا من حيث الكثافة والتنوع٬ وأن حجمها يعد بتحقيق مزيد من النمو، نظرا للنتائج المشجعة المسجلة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، التي شهدت نموا ملحوظا في الصادرات المغربية نحو الغابون وفي الصادرات الغابونية نحو المغرب .

وأشاد الرئيس الغابوني٬ بمبادرات صاحب الجلالة الذي تفوق بفضل "عزمه وبراغماتيته٬ في إطلاق إصلاحات مؤسساتية مهمة أفضت إلى تنظيم انتخابات حرة وشفافة٬ وتعزيز دولة الحق القانون والنهوض بحقوق المرأة" في المملكة٬ وأنه من حق المغرب أن يفتخر اليوم بكونه يقدم للعالم صورة مملكة مبدعة وحديثة تحترم فيها إرادة الشعب٬ مبرزا أن مشروع الجهوية والأوراش الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي يقودوها جلالة الملك جديرة بالاحترام والتقدير.

واعتبر الرئيس بونغو٬ أن حضور المملكة المغربية في إفريقيا أمر لا محيد عنه بالنظر لإشعاعها على الساحة القارية والدولية٬ لاسيما أن هذا الحضور هو في مستوى التطلعات المشروعة والطموحات العادلة للمغرب العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية٬ وصاحب مبادرات قارية والمدافع القوي عن الحوار الأورو- متوسطي.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية٬ جدد الرئيس الغابوني دعم بلاده "اللامشروط للمبادرة المغربية الهادفة الى تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار الوحدة الترابية والوحدة الوطنية للمملكة المغربية".

واستقبل صاحب الجلالة بالإقامة الملكية بليبرفيل٬ رئيس الجمعية الوطنية الغابونية،غي نزوبا – نداما٬ ورئيسة مجلس الشيوخ، روز فرانسيز روغومبي٬ وكذا الوزير الأول رئيس الحكومة الغابوني، رايموند ندونغ سيما.

كما استقبل أمير المؤمنين وفدا عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الغابوني يقوده رئيسه، إسماعيل أوسيني أوسا إمام وخطيب مسجد الحسن الثاني بليبرفيل. وقد توجت زيارة جلالة الملك لليبرفيل ببيان مشترك أكد عزم المغرب والغابون٬ اللذين تجمعهما روابط صداقة وتعاون متميزة٬ على الرقي بعلاقاتهما إلى شراكة استراتيجية تعود بالنفع على كليهما وتتيح النهوض بالمبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما.

كما أعرب الطرفان٬ في البيان٬ عن ارتياحهما للدينامية التي تطبع تدبير التعاون الثنائي واتفقا على الإسراع بإحداث مجلس الأعمال المغربي الغابوني.

وأضاف البيان أن جلالة الملك هنأ فخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا على مسعاه التوافقي، الذي اتسم بالحوار والتشاور مع مختلف الفاعلين السياسيين والسوسيو - مهنيين في البلاد. وبفضل هذا المسعى نجح الغابون في تعزيز وحدته وتماسكه الاجتماعي واستقراره السياسي.

وأشار البيان إلى أن الرئيس الغابوني هنأ من جهته جلالة الملك محمد السادس على الإصلاحات الكبرى التي قام بها جلالته في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي٬ والتي مكنت المغرب من قطع خطوات كبيرة على درب بناء صرح دولة عصرية وديمقراطية. كما حرص فخامة الرئيس علي بونغو٬ وفق البيان٬ على تجديد دعم جمهورية الغابون القوي والدائم لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية٬ مؤكدا أن الحل السلمي والدائم لهذا النزاع الإقليمي لا يمكن أن يتم إلا على أساس المبادرة المغربية الرامية إلى منح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا، في إطار السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية٬ وأن هذه المبادرة تشكل السبيل الأمثل للتسوية السلمية والدائمة لهذا النزاع الإقليمي.

وعلى الصعيد الثنائي أعرب رئيسا الدولتين عن ارتياحهما للانخراط المتزايد للقطاع الخاص المغربي في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين٬ مساهما بذلك في إنجاز المخطط الاستراتيجي للغابون الصاعد٬ الذي أطلقه فخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا بهدف الرقي بالغابون إلى مصاف البلدان الصاعدة في أفق 2025.




تابعونا على فيسبوك