دفعة ملكية قوية لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

صاحب الجلالة يدشن مركب اجتماعي بحي جبل درسة، ومركز لتكوين وتقوية قدرات النساء بحي جامع مزواق

الخميس 17 أبريل 2014 - 10:22
2862
(ماب)

أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بتطوان، على تدشين مركب اجتماعي بحي "جبل درسة"، ومركز لتكوين وتقوية قدرات النساء بحي "جامع مزواق"، اللذان أنجزا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

يندرج هذان المشروعان، اللذان رصدت لهما استثمارات بقيمة 22 مليون درهم واللذان يرومان تعزيز تجهيزات القرب على مستوى المدينة وتطوير كفاءات الشباب والنساء وتحفيز اندماجهم السوسيو- مهني، في إطار الرؤية المتبصرة لجلالة الملك التي تضع العنصر البشري في صلب أي مسلسل تنموي.

وسيمكن هذان المشروعان، عبر مجموعة من وسائل التكوين والتأطير والتنشيط، من محاربة الأمية وظاهرة الهدر المدرسي، ونشر قيم المواطنة والحس المدني، والتفتح السوسيو- اقتصادي والمهني للمستفيدين، وتقوية التعايش والتلاحم الاجتماعي، والنهوض بأنشطة السكان المستهدفين حتى يمكنهم الانخراط بشكل فعال في دينامية التنمية المحلية.

لذلك فإن هذين المشروعين يأتيان لتلبية حاجيات السكان وجمعيات الأحياء التي يتواجدان بها، بالنظر إلى أنهما يوفران تكوينات ملائمة في المهن المدرة للدخل، كما يساهمان في النهوض بالأنشطة الثقافية والجمعوية ويحفزان على العمل التطوعي لدى السكان المستهدفين.

ويشتمل المركب الاجتماعي "جبل درسة" (16 مليون درهم)، بالخصوص، على مركز للتكوين بالتدرج في مهن نجارة الألمنيوم ونجارة الخشب والفصالة والخياطة والحلاقة وإعداد الحلويات.

كما يضم المركب فصولا للدعم المدرسي وقاعات للإعلاميات والموسيقى والتعليم الأولي ومكتبة ودارا للجمعيات ومسرحا في الهواء الطلق وقاعة متعددة الاختصاصات وفضاء للعب الأطفال وقاعة رياضية.

أما مركز تكوين وتقوية قدرات النساء بحي "جامع مزواق" (6 ملايين درهم)، فيشتمل على ورشات للفصالة والخياطة والحلاقة وقاعة متعددة الوسائط ومكتبة وقاعات للدعم المدرسي والتعليم الأولي لفائدة أطفال النساء المستفيدات.

وتأتي مختلف هذه المشاريع لتعزيز العرض الاجتماعي على مستوى مدينة تطوان، كما تؤكد، من جديد، الطابع المنفتح والدائم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الورش الملكي الكبير الرامي إلى الرقي بالرأسمال البشري وتحسين ظروف عيش السكان في جميع جهات المملكة.

الحمامة البيضاء ترسم بشكل واعد أفقها التنموي

تعكس الوتيرة المتسارعة التي يشهدها مسلسل إحداث المركبات والمراكز الاجتماعية التي تعنى بتكوين وتأهيل وتأطير النساء والشباب، مهنيا واجتماعيا وثقافيا، الوعي العميق بالمكانة الجوهرية التي كانت ولا زالت تحتلها هذه الفئة ضمن النسيج المجتمعي ودورها الهام في الدفع بعجلة التنمية المحلية.

وتبرز أهمية هذه الفضاءات الاجتماعية بامتياز من خلال أدوارها الحيوية المتمثلة في تطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من برامج تأهيلية تتيح ولوجهم السلس لسوق الشغل، إلى جانب مساهمتها في تنشيط الحياة السوسيو- ثقافية ومساعدة النساء على اكتشاف ذواتهن وتفتق ملكاتهن في شتى المجالات، كما هو الشأن بالنسبة للمركب الاجتماعي بحي درسة بتطوان، الذي يعنى بالإدماج السوسيومهني والتنشيط الثقافي والتربوي للشباب، ومركز التكوين ودعم قدرات النساء والفتيات من أجل إدماجهن في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي بحي جامع مزواق، واللذين تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتدشينهما اليوم الأربعاء بتطوان.

ويترجم تدشين جلالة الملك لهذين المركبين النموذجيين الجديدين العناية الخاصة التي دأب جلالة الملك على إيلائها لفئتي النساء والشباب، وحرص جلالته الدائم على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدرات هذه الفئات الاجتماعية المهمة وانتشالها من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، في المجالين الحضري والقروي على حد سواء، بما يحفزها على المساهمة الفاعلة في الدينامية السوسيو- اقتصادية التي تعيشها المملكة.

كما يعكس تدشين هاتين المنشأتين الحضور الوازن لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في شتى ربوع المملكة، غايتها تعزيز شبكة البنيات التأهيلية التي تشكل فضاءات مواتية لصقل المواهب وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين جيل مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في دينامية التنمية المحلية، إلى جانب إغناء الحياة الجمعوية والثقافية والإبداعية على مستوى المدينة.

ويترجم أيضا، إحداث مثل هذه البنيات، النهج الرصين لروح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مضى على إطلاقها تسع سنوات، والتي باتت لبنة أساسية ولا محيد عنها لتعزيز التكافل الاجتماعي وتجسيد قيم التآزر وتكافؤ الفرص، وبالتالي جعل المواطن المغربي ينعم بإطار عيش لائق قوامه خدمات اجتماعية ميسرة وذات جودة.

وتتسق الغاية المثلى من وراء إحداث هذه الفضاءات ضمن رؤية مجتمعية استشرافية هدفها جعل العنصر البشري أساس كل تنمية شاملة ومستدامة، وذلك عبر تعزيز قدرات الشباب والنساء ومساعدتهم على الرقي بأدائهم، في أفق إيجاد الأرضية المواتية لاستنبات كفاءات فنية ورياضية وثقافية متميزة تزاوج بين الموهبة والتكوين المحكم.

والأكيد، أن هذه البنيات ذات الطابع السوسيو- ثقافي، تنسجم أيضا، مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي نجحت في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية، في الحواضر كما في القرى، وذلك بإنجاز العديد من المشاريع التنموية التي شملت دعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي، وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير مشاريع المبادرة.

وسيمكن الفضاءان الجديدان بتطوان، من إفساح المجال أمام الشباب والنساء لممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي والثقافي والفني، لاسيما في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة والفنون التشكيلية، فضلا عن الحصول على تكوينات وحصص للدعم المدرسي والمعلومياتي والمكتبي وتداريب مهنية في الأنشطة المدرة للدخل، بما يتيح لهم الانخراط في النسيج الاجتماعي على نحو أفضل.

كما تتجلى أهمية هذه البنيات التأهيلية في مساهمتها الملموسة في الحيلولة دون وقوع الشباب والمراهقين في براثن الإدمان والانحراف بمختلف مظاهره، وتمكينها من تخفيف آثار التهميش والإقصاء التي عادة ما تطال هذه الفئة أكثر من غيرها، لاسيما بالأحياء الهامشية والمجالات الشبه حضرية.

ومن الواضح أن مثل هذه المركبات السوسيو- ثقافية لإدماج الشباب وتعزيز قدرات النساء تأتي لتعزز الأدوار المهمة التي تضطلع بها هذه البنيات بالغة الأهمية في مختلف المدن والمراكز الحضرية للمملكة، مما يعكس المكانة الجوهرية التي أضحت تحظى بها هذه الفئة الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى.

وجدير بالذكر أن مختلف البنيات الاجتماعية والصحية التي رأت النور، بمناسبة الزيارة الملكية لتطوان، سواء التي تهم تدعيم قدرات النساء وتكوينهن الذاتي، أو دعم وصقل مواهب الشباب وتعزيز حضورهم في النسيج المجتمعي، وكذا توسيع قاعدة العرض الصحي لفائدة الأشخاص التوحديين وفي وضعية إعاقة، بما في ذلك المشاريع التي تشرف عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو المنجزة في إطار تدخلات قطاعية، من شأنها جميعها أن تقوي جاذبية الحمامة البيضاء وتسرع وتيرة تنميتها المحلية في تناغم أكيد مع البرنامج المندمج لتنميتها الاقتصادية والحضرية 2014-2018.

وبفضل هذه المشاريع الواعدة أضحى المغرب بحق نموذجا يحتذى في تدبير الأوراش الاجتماعية وتنزيل مبادرات التنمية البشرية على أرض الواقع التي تحفزها قيم التضامن والتآزر التي تميز المجتمع المغربي منذ غابر الزمن.

حوالي 68 ألف شخص يستفيدون من نحو 500 مركز يعنى بتكوين فئتي الشباب والنساء على الصعيد الوطني

قالت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نديرة الكرماعي إن حوالي 68 ألف شخص يستفيدون من خدمات ما يناهز 500 مركز يعنى بتكوين فئتي الشباب والنساء على الصعيد الوطني، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأوضحت الكرماعي، في تصريح للصحافة بمناسبة تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بتطوان، لمركب اجتماعي بحي درسة، ومركز لتكوين ودعم قدرات النساء بحي جامع مزواق، إن "هاتين المنشأتين الجديدتين تنضافان إلى نحو 500 مركز تم إحداثها في مجموع تراب المملكة، ويستفيد منها حوالي 68 ألف شخص".

وفي هذا السياق، أشارت الكرماعي، إلى أن هاذين المشروعين، اللذين تم إنجازهما بمواصفات تستجيب لمعايير الجودة، يتواجدان بأحياء ناقصة التجهيز وتعاني من الهشاشة، وهي الشريحة بالذات التي تستهدفها برامج ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزة أن المشروعين معا سيمكنان الفئات المعنية من الاندماج في محيطها السوسيو-اقتصادي، علاوة على دعمهما للأنشطة المدرة للدخل.

المركبان الاجتماعيان الجديدان بتطوان سيساعدان الشباب والنساء على الاندماج في المحيط السوسيو-مهني

قال عدد من المستفيدين من البرامج التي يقدمها المركبان الاجتماعيان الجديدان، اللذان دشنهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بحي "درسة" وجامع مزواق بتطوان، إن هاتين المنشأتين ستساعدان فئتي الشباب والنساء على الاندماج في محيطهما السوسيو-مهني.

وأضافوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن مثل هذه المشاريع، التي تتوفر على بنيات وفضاءات تكوينية متنوعة، ستتيح للنساء والفتيات الاستفادة من برامج تكوينية في قطاعات مختلفة (خياطة، فصالة، حلاقة... )، وهو ما سيساعدهن على إبراز مواهبهن في شتى مجالات الإبداع الفني والأنشطة الحرفية ذات الصلة.

وأكدوا أن هذه البرامج التكوينية ستدعم قدرات النساء في أنشطة مدرة للدخل من أجل تيسير إدماجهن في محيطهن الاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي ولوجهن سوق الشغل ومساهمتهن بفعالية في دينامية التنمية المحلية.

وأشاروا إلى أن هاذين المشروعين سيفسحان المجال أيضا للفئتين المستهدفتين لممارسة أنشطة متنوعة ذات طابع اقتصادي وثقافي وفني، لاسيما في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة والفنون التشكيلية، فضلا عن الحصول على تكوينات وحصص للدعم المدرسي والمعلومياتي والمكتبي وتداريب مهنية في الأنشطة المدرة للدخل، بما يتيح لهم الانخراط في النسيج الاجتماعي بشكل أفضل.




تابعونا على فيسبوك