وافت المنية الحاج محمد بن يحيى عن سن يناهز 132 سنة القاطن بمنطقة بوزوك بجماعة تمسية التابعة إداريا لعمالة إنزكان أيت ملول، الذي يعتبر من أكبر المعمرين بجهة سوس ماسة درعه، إن لم نقل وطنيا.

قضى الحاج محمد ما تبقى من أواخر عمره داخل منزله في حالة صحية متدنية وفي كامل قواه العقلية.

طاله النسيان وخانه الزمن، لكن لم تخنه ذاكرته القوية التي ظلت تحتفظ بالذكريات، إذ كان متخصصا في سرد الأحداث التاريخية وشخصياتها وملوك الدولة الذين عاصرهم، بدءا بمولاي يوسف ومحمد الخامس والحسن الثاني فجلالة الملك محمد السادس، وعصور الأزمنة التي ساد فيها المخزن (زمن السيبة).

وسبق للراحل أن وجه نداء إلى كل الضمائر الحية والمنظمات الإنسانية والمجتمعية أن يلتفتوا إليه ليتجاوز محنته الصحية، خاصة أن ذاكرة حية ومرجعية تاريخية يمكن الاعتماد عليها من طرف الباحثين في التاريخ، لأنه ربما يحتفظ بأحداث وحوادث ومراحل تناساها أو غفل عليها المؤرخون.

لكن المنية قالت كلمتها واختار لقاء ربه ليستريح جسده الذي أصابه الوهن والضعف لمدة ثماني سنوات قضاها في مرقده.