مبررات الكسّابة للزيادة في الأثمان تدحضها توضيحات وزارة الفلاحة

العرض يفوق الطلب وأسعار الأغنام لم تنخفض

الأربعاء 01 أكتوبر 2014 - 08:54
5282

عندما يفوق العرض الطلب، عادة تنخفض الأسعار، لكن هذه القاعدة لا تنطبق على أسواق بيع أضاحي العيد في عدد من جهات المملكة، كما جاء في تقارير مراسلي "المغربية".

فقبل أيام قليلة أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري، في بلاغ للرأي العام، أن العرض المتوفر من الأغنام والماعز، هذه السنة، يقدر بحوالي 7,7 ملايين رأس، فيما الطلب على أضاحي العيد لا يتعدى 5,4 ملايين رأس.

وبينما يبرر الكسّابة ارتفاع أسعار الأغنام بغلاء الأعلاف والأدوية، تصر وزارة الفلاحة، في البلاغ ذاته، على أنه رغم النقص المائي المسجل برسم الموسم الفلاحي 2013-2014، فقد عرفت أسعار المواد الأولية التي تدخل في تغذية الماشية في السوق الوطنية انخفاضا طفيفا، مشيرة إلى أن الموسم الفلاحي 2013-2014 تعزز بمخزون الأعلاف المتبقي من الموسم الفلاحي السابق الذي تميز بإنتاج فلاحي جيد.

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا قفزت أثمان الأكباش بالخصوص إلى مستويات غير مسبوقة، فاقت 7000 درهم للكبش في عدد من أسواق المدن الكبرى؟

مراسلو "المغربية" أجمعوا في تقاريرهم على أن الوسطاء أو "الشنّاقة" هم من يلهبون الأسعار، وأن تراجع عدد الأسواق التقليدية أمام انتشار ظاهرة البيع في "الكراجات" أدى إلى إفلات المضاربين من المراقبة، التي أعلنتها الوزارة، من خلال متابعة تموين الأسواق والأسعار، خاصة في المحلات التجارية الكبرى، والأسواق القروية، ونقط البيع الرئيسية على مستوى المدن.

وبينما يتحدث بلاغ وزارة الفلاحة عن المراقبة الشديدة لصحة القطيع خوفا على سلامة المستهلكين، كشف بعض الفلاحين لمراسل "المغربية" في تيزنيت عن إشكالية خطيرة تتعلق باستعمال بعض الكسّابة لحبة "دردك"، من أجل تسمين الخرفان في ظرف زمني وجيز، وهي مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، تسبق عادة عملية عرض الأضحية في السوق، وتظهر علامات تناول الخروف لهذا النوع من المنشطات في إصابته خلال الأيام الأولى بعياء لافت وقلة الحركة، وميل نحو الاستلقاء على الأرض، وعدم قدرته على تحمل أشعة الشمس، وهي أعراض قد تتسبب في وفاته، وقد تنعكس في الغالب على جودة لحم الخروف الذي تصبح رائحته كريهة فيما بعد.

أسعار الصردي بالأسواق الكبرى بمراكش تتراوح ما بين 47 و50 درهما

عبد الكريم ياسين - من أبرز الممارسات السيئة في عمليات بيع أضاحي العيد بمراكش ازدياد عدد الوسطاء، الذين يلهبون أسعار الأكباش على حساب القدرة الشرائية للمستهلكين.

ويشتكي عدد من المواطنين ممن يعرفون بـ"الشنّاقة"، الذين يفرضون أنفسهم كطرف ثالث في مختلف نقاط بيع المواشي٬ ولا يفترض في امتهانهم هذه "الحرفة" معرفة دقيقة بمجال تربية المواشي٬ فهم فقط يستغلون هذه المناسبة لرفع الأسعار وبالتحكم في عمليات البيع. ولا شك أن هذا الوضع غالبا ما يحقق لهم مكاسب مهمة في ظرف وجيز تتجاوز تلك التي يحصل عليها مربو الماشية، الذين يقضون شهورا في تسمين الأغنام.

ومع اقتراب عيد الأضحى، تؤثث أسواق قطيع الأغنام فضاءات مراكش بصفة عامة، إذ تصبح الساحات والدكاكين والأسواق مراكز لبيع الأغنام والماعز، وتكثر التساؤلات حول أسعار الأضحية ومدى جودتها، ويصبح خروف العيد حدثا يوحد حديث معظم أفراد المجتمع.

وذكر تقرير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أن أضاحي العيد تتميز بحالة صحية جيدة من خلال الحملات الوقائية ضد الأمراض المعدية، وكذا المراقبة الصحية المنتظمة للقطيع من خلال التدخلات الميدانية التي قامت بها المديرية الجهوية للفلاحة بجهة مراكش عن طريق تلقيح القطيع ضد بعض الأمراض المعدية، إضافة إلى المجهودات التي بذلها مربو الماشية في تقنية التسمين، بالإضافة إلى وفرة في العرض رغم الظروف المناخية الغير الملائمة للموسم الحالي.

ووصف تقرير المديرية الجهوية للفلاحة حالة سمنة الأغنام المعروضة بالمرضية، إذ أن غالبيتها صادرة عن ولادات الموسم الفلاحي 2014/2015، نظرا لتزامن عيد الأضحى مع فترة الولادات التي تصادف الفترة الممتدة ما بين شهري شتنبر ودجنبر.

وحسب التقرير نفسه، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، فإن أسعار الأغنام بالأسواق الكبرى تتراوح ما بين 47 و50 درهما للكيلوغرام بالنسبة لنوع "الصردي"، وما بين 44 و47 درهما لنوع "البركي"، أما بالأسواق ونقط البيع، فإن الأسعار تتأرجح ما بين 1800 و3500 درهم للرأس من نوع "الصردي" وما بين 1500 و2500 درهم للرأس من نوع "البركي"، حسب السلالة والسن وحالة السمنة.

أثمان الأكباش تقفز إلى مستويات عالية قبل أيام من عيد الأضحى بالخميسات

حسن نطير: الخميسات - أفاد مصدر بباشوية الخميسات أن اجتماعا عقد بين السلطات المحلية والأمنية والمنتخبين في الأسبوع الماضي، جرى خلاله تحديد عدد من المناطق بالمدار الحضري لإعدادها لاستقبال تجار المواشي بمناسبة عيد الأضحى، حيث تم تخصيص المساحة المجاورة للسوق الأسبوعي "الثلاثاء" وفضاءات أخرى، في كل من حي معمورة، والكرامة، وسيدي غريب، وبمحيط سوق "الثلاثاء".

وتشتهر الأسواق الأسبوعية بالإقليم بجودة المنتوجات المعروضة للبيع وتعدد رؤوسها باعتبار الإقليم من المناطق التي يعتمد سكانها على الأنشطة الزراعية وتربية المواشي، ومن ضمن الأسواق المشهورة التي يتوافد عليها المواطنون الراغبون في اقتناء أضحية العيد سوق "خميس ايت يدين" وسوق "الثلاثاء" بالخميسات، وسوق "الحد" بجماعة سيدي علال البحراوي والمعازيز، إضافة إلى لجوء الباعة والتجار إلى كراء "الكراجات".

وبخصوص الأثمان، يرى عدد من تجار المواشي، ممن تحدثت إليهم "المغربية" في الموضوع، أن الأثمان هذه السنة تشهد بعض الارتفاع مقارنة مع السنة الماضية.

وأرجع أحد الكسابة هذا الارتفاع لعدة عوامل، أبرزها الزيادة في أثمان الأعلاف والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى تدخل الوسطاء في عملية البيع، الذين يساهمون بشكل كبير في ارتفاع الأسعار.

وأوضح المصدر ذاته أن أثمان الأكباش تتراوح في الأيام العادية بين 1000 و2000 درهم للكبش، حسب جودته ونوعه، لتقفز في أيام العيد إلى ما بين 2500 و5000 درهم.

وفي ما يتعلق بأنواع الأغنام في الإقليم، قدر مصدر من المصلحة البيطرية، في اتصال مع "المغربية" أنواع الأغنام المرباة بالإقليم، بأزيد من 20 صنفا من الأغنام الجيدة المعتمدة في تربية المواشي أهمها، الدمان، وتمحضيت، والبلدي، والسلالة الفرنسية، التي يتم استيرادها بوثائق وإجراءات قانونية تثبت سلامتها وإمكانية تربيتها بالمغرب، مؤكدا بخصوص المراقبة الصحية، سلامة القطعان بإقليم الخميسات.

وأضاف المصدر أن المصالح المذكورة تتابع وضعية القطعان عن كثب كما تنصح باستمرار، جميع الكسابة والفلاحين بضرورة إخبار المصلحة المذكورة في حالة وقوع أمراض أو حالات غير عادية في صفوف القطعان موضحا بخصوص تهريب القطعان أن الحراسة مشددة على الحدود لتفادي دخول قطعان مصابة أو حاملة للوباء، وفي حالة استيرادها يستوجب المرور بالمصالح البيطرية التابعة للنقط الحدودية.

أثمان الأغنام غير مستقرة في معظم أسواق إقليم بني ملال

بني ملال: محمد رفيق - انطلقت أجواء العيد مند ثلاثة أسابيع في بني ملال ومحيطها، وتم تخصيص السوق الموسمي، الواقع في ضواحي المدينة في المحيط كفضاء للبيع، إضافة إلى باقي الأسواق في المداشر والأحزمة، التي توجد في مراكز قروية غير بعيدة عن المدينة، التي تعرض بدورها أضاحي العيد من أغنام وأبقار.

عدد من الكسابة صرحوا لـ"المغربية" أنه إلى حدود أمس الثلاثاء، ظلت الأثمان غير مستقرة في معظم أسواق إقليم بني ملال، بينما حُددت أثمان الأضاحي المعروضة للبيع في المحلات التي اكتراها أصحابها لهذا الغرض، في 48 درهما للكيوغرام، أما الفضاءات التجارية الكبرى الموجودة في المدينة فأشهرت أثمنة حُددت في 50 درهما للكلغ الواحد.

وأضافت المصادر ذاتها أن إقليم بني ملال وجهة تادلة أزيلال، يتميز بتنوع القطيع، وأن الصردي من الأصناف المعروفة بجودتها في المنطقة، خاصة بأولاد إسماعيل، وأولاد يوسف، ومنطقة بني موسى، وبني عمير، بحكم الحدود المشتركة مع منطقة بني مسكين المشهورة وطنيا بتربية أغنام الصردي.

وتوجد بالإقليم أنواع أخرى من الأغنام، كالأدهم بمنطقة تادلة، التي تعتبر أثمنتها في متناول المستهلك، ونوع تامحضيت المحبوب لدى المناطق الجبلية في الجهة.

وأفادت مصادر ذات علاقة بتدبير قطاع الفلاحة، أن العرض متوفر ويستجيب للطلب بالجهة، خاصة أن الجهة معروفة بتربية الماشية، ولا تعاني من الأمراض.

وأضافت أن هناك مراقبة من طرف لجن للأسواق لمتابعة وضعية القطيع وتقييم الأثمنة في السوق طيلة هذه الأيام، والكل يستطيع أن يجد المطلوب هذه السنة في السوق، حسب إمكاناته المادية.

حديث عن حبوب لتسمين الخرفان للرفع من أسعارها بجهة سوس

أكادير: أسامة العوامي التيوى - تتراوح أثمنة الخرفان بسوق الخميس بتزنيت، ما بين 1400 درهم إلى 4000 درهم للخروف، حسب وزنه وجودته. وأبرز عدد عن المواطنين في تصريحات متطابقة لـ"المغربية" أن وضعية السوق ملتهبة ويصعب شراء الأضاحي بهذه الأثمنة، خصوصا بالنسبة للأسر ذات الدخل المتوسط والضعيف.

وزاد من غلاء الأكباش كثرة السماسرة، الذين يدخلون على الخط في المساومة وأخذ نصيهم من عملية البيع، في الوقت الذي برر فيه عدد من الكسّابة ارتفاع الأسعار بطبيعة المصاريف التي تنفق على الخروف الواحد، منها غلاء العلف والتنقل.

وبسوق "أحد بلفاع"، بإقليم اشتوكة آيت باها، تشهد الأثمان انخفاضا طفيفا مقارنة مع سوق تزنيت، حيث يتراوح الثمن ما بين 1200 درهم و3500 درهم.

وكشف بعض الفلاحين عن إشكالية خطيرة تتعلق باستعمال بعض الكسابة حبة "دردك" لتسمين الخرفان في ظرف زمني وجيز، وهي مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، تسبق عادة عملية عرض الأضحية في السوق، كما يشترط أن تبقى الأضحية التي يتم تسمينها بهذه الحبة في درجة حرارة تتجاوز 24، مع الحرص على تمكينها من شرب كميات مهمة من المياه لتفادي إصابتها بالجفاف قد يبطل مفعول الحبة.

وأوضح بعض الفلاحين أن علامات تناول الخروف حبة "دردك"، تتجلى في إصابته خلال الأيام الأولى بعياء لافت وقلة الحركة، وميل نحو الاستلقاء على الأرض، مع ارتفاع نشاط الجهاز التنفسي لديه، ويتبول بوتيرة أكبر، مع ظهور علامات الخمول والكسل عليه وعدم قدرته على تحمل أشعة الشمس، وهي أعراض قد تتسبب في وفاته، وقد تنعكس في الغالب على جودة لحم الخروف الذي تصبح رائحته كريهة في ما بعد.

الشنّاقة في مكناس يلهبون الأسعار في غياب أسواق خاضعة للمراقبة

مكناس: عبد العالي توجد - اعتبر عدد من المواطنين في تصريحات لـ"المغربية"، أن المضاربة الحاصلة بمدينة مكناس سببها الاقتصار على السوق الوحيد بالمدينة، الذي يؤمه سكانها من الجماعات الحضرية، المجاورة خصوصا من بلديتي ويسلان وتولال المجاورتين، وهو ما جعل الطلب أكثر من العرض، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام السماسرة للدخول في المضاربة.

وطالب سكان العاصمة الإسماعيلية عبر منتخبيهم من الجماعة الحضرية، قبل سنوات، بتخصيص أسواق متفرقة مؤقتة عبر النقط الفارغة من المدينة لمناسبة عيد الأضحى، تعمل خلال أيام محددة، تباع فيها الأضاحي، للتخفيف من حدة الضغط على السوق الوحيد سيدي بوزكري، الذي سبق للجماعة ذاتها أن فوتته لأحد الخواص عن طريق الكراء.

من جهة أخرى، يلجأ عدد من الكسابة إلى كراء محلات في أزقة وأحياء مدينة مكناس من أجل تسويق أغنامهم، توفر على المتسوقين عناء نقل الأضاحي من السوق إلى مقرات سكناهم.

ويتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد بالنسبة للكبش، التي تباع بواسطة الميزان، ما بين 40 و45 درهما، فيما وجد بعض المواطنين ضالتهم في الأسواق الأسبوعية بأحواز المدينة، منها سبع عيون، وعين تاوجطات، ومولاي إدريس زرهون، وبوفكران وأكوراي، أملا في شراء الأكباش بأسعار أقل.




تابعونا على فيسبوك