كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا، أمس الثلاثاء، حين توقف مهنيو بيع السمك بالجملة بسوق السمك بالهراويين بالدارالبيضاء، ورفعوا شعارات منددة بـ"عدم استجابة الجهات الوصية على القطاع" (وزارة الصيد البحري، والمكتب الوطني للصيد البحري) لمطالبهم.
بمجرد ما حل النهار، في حدود السادسة صباحا، صدحت حناجر المهنيين في فضاء السوق، مرددة شعارات "إدارة مشات وجات، والحالة هي ، وصامدون في الكفاح، والنضال هو النجاح، والحوات مكفرفس بالزيادات في الطاكس".
ببذل بيضاء وقبعات خضراء، وقف مهنيو سوق السمك، وعيونهم تشع حزنا وحسرة على ما آلت إليه أوضاع السوق، حينها، قدم عبد العزيز حبان، ممثل مهني السمك بطانطان، قائلا "السوق ضيق جدا، ولا يتوفر على المواصفات الحقيقية، فلا نجد الثلج، والبنية التحتية مهترئة".
وأضاف "منذ افتتاح السوق، ونحن نتلقى وعودا، ولحد الآن لم تف الجهة المعنية بوعودها".
أما رضا البلاوي، ممثل مهنيي سوق السمك ببوجدور، فأكد أنه، زيادة على بيع السمك بالجملة فإنه يعمل مع شركة "دلتا فيش" المتخصصة في تصدير السمك إلى إسبانبا، وبلجيكا، وإيطاليا والصين.
كما تحدث عن "ارتفاع مبلغ الطاكس، وعدم توفر السوق على مرافق صحية وفضاءات الاستراحة".
وشدد البلاوي على محاربة السمك المهرب، واحترام مواسم صيد أنواع السمك الصغير، بينما أبرز محمد صدفي، عن جهة أكادير، غياب وكالة بنكية قرب السوق ما يتسبب في تعرض المهنيين للسرقة، مع وجود السوق في "نقطة سوداء، هي الهراويين".
وزكى ممثل مهنيي أكادير هذه المطالب، منها ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار، كما شدد هشام ناصر، من أكادير على زيادة عدد رجال الأمن، لحمايتهم من اللصوص.
وبينما كان المهنيون يسردون مشاكلهم على "المغربية"، كانت رائحة تزكم الأنوف تملأ الفضاء، تبين أنها منبعثة من السوق لغياب وسائل النظافة والتطهير، ورمي بقايا الأسماك.
من جهته، قال المحجوب لمتوني، نائب الكاتب العام للفيدرالية المغربية لتجار السمك، والكاتب العام للجمعية البيضاوية لبائعي السمك بالجملة، لـ"المغربية"، إن الوقفات جاءت أمام "عدم تجاوب الوزارة الوصية مع مطالب الفدرالية، وتوقيع المحاضر بين اللجنة المكونة من الوزارة الوصية والفيدرالية المغربية لتجار السمك، إضافة إلى امتناع الوزارة عن تفعيل قرار منع البيع نفسه، مع إعادة النظر في القانون 14-08".
كما طالب بالإسراع بتوسعة السوق، والتدخل للحد من السرقات، ومنع ولوج قاصرين وغير المهنيين إلى السوق، وتوفير المرافق الصحية، وممرض في حالة إصابة أحد المهنين للاستفادة من العلاجات الأولية، وتوفير تقني داخل السوق لإصلاح أعطاب الكهرباء، مع الإسراع بوضع الإنارة الخارجية لقاعة العرض، وإعادة النظر في اقتطاعات "الطاكس"، التي تصل إلى 10 في المائة بين عمليتي البيع والشراء، والتغطية الصحية والاجتماعية.
وشهدت أسواق بيع السمك بالجملة بمختلف المدن والموانئ أمس الثلاثاء توقفا من الثالثة صباحا إلى الحادية عشرة صباحا، مع تنظيم تجار السمك بالجملة وقفة بسوق السمك بالهراويين بالدارالبيصاء، احتجاجا على عدم استجابة الجهات الوصية على القطاع لمطالبهم.