قالت لـ المغربية إن ترجمة كتابها الصحراء صرخات ملتهبة إلى الإسبانية يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية

مليكة واليالي: الكتاب يرمي إلى تسليط الضوء على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية على نطاق واسع

الجمعة 28 فبراير 2014 - 08:54
1202

بعد إصدارها كتاب في نسخته باللغة العربية العام الماضي، تعود الزميلة الكاتبة والصحافية والشاعرة مليكة واليالي لتقديم النسخة الإسبانية للكتاب تحت عنوان «el sahàra gritos ardientes» في الدورة 20 من المعرض الدولي للكتاب والنشر، الذي اختتمت فعالياته، نهاية ال

وبخصوص النسخة الإسبانية التي أنجزت بدعم من مركز محمد السادس للدراسات لحوار الحضارات، وسفارة المغرب بالشيلي، تقول مليكة واليالي في حوار لـ"المغربية" إن ترجمة الكتاب إلى اللغة الإسبانية عمل يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية، ووسيلة لنقل محتواه وإيصاله على نطاق واسع، حتى يطلع العالم بشكل واضح على ملابسات قضية وحدتنا الترابية، مشيرة إلى أن الكتاب يهدف إلى كشف مؤامرات خصوم الوحدة الوطنية وتصحيح المغالطات الكاذبة حول الموضوع.

وأوضحت صاحبة "الصحراء صرخات ملتهبة" أن تزامن تقديم الكتاب مع الأحداث الدموية الأخيرة، التي شهدتها ومازالت تشهدها مخيمات تندوف، فرصة لتقريب الرأي العام الدولي على ما يمارسه خصوم الوحدة الترابية من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، مبرزة أنها بصدد العمل على ترجمة الكتاب إلى لغات أخرى خدمة للقضية الوطنية.

لماذا اخترت ترجمة الكتاب إلى اللغة الإسبانية وليس أي لغة أخرى؟

جاءت الفكرة من مركز محمد السادس للدراسات لحوار الحضارات في شخص مديره السابق الأستاذ أحمد أيت بلعيد، الذي استجاب لمقترح ترجمة الكتاب لعدة لغات أجنبية، أثناء لقاء توقيع "صرخات ملتهبة" في نسخته بالعربية في الدورة 19 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء.

بعدما قرأ الكتاب وأعجب بأفكاره والقضية التي يتناولها، أبلغ بدوره الأستاذ عبد القادر الشاوي، سفير المغرب بدولة الشيلي، الذي دعم الفكرة وأسند الأمر إلى الأستاذ إدريس ولد الحاج، الذي تولى مهمة ترجمة الكتاب إلى اللغة الإسبانية.

إلى أي حد يمكن أن تخدم ترجمة الكتاب إلى اللغة الإسبانية قضية الوحدة الترابية؟

سيوزع الكتاب على نطاق واسع في الدول الناطقة باللغة الاسبانية وتحديدا الجارة الإسبانية ودول أمريكا اللاتينية، فالكتاب يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية، من خلال تعريفه بالوحدة الترابية التي هي قضيتنا الأولى، ودحض كل الادعاءات الكاذبة لخصوم الوحدة الوطنية، كما يتطرق لمسار قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي، الذي يعد الحل الناجع لتسوية النزاع القائم حول الصحراء المغربية.

هل يعني ذلك أن هذه الترجمة ستساهم في تصحيح الفهم الخاطئ للقضية في الدول الناطقة باللغة الإسبانية؟

بالإضافة إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها الجهات الرسمية ودبلوماسيتنا في الدفاع عن قضية الصحراء، أعتقد أن مثل هذه الأعمال ستكون مدعمة أكثر لعمل هذه الجهات، لأن الكتاب أداة مهمة للتواصل ونقل المعلومة، وللأسف مازالت هناك بعض الدول لم تفهم جيدا حقيقة الوضع وما يحدث من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إذ لا تصلها معاناة محتجزي مخيمات تندوف.

كيف تلقيت مقتل شابين في مقتبل العمر في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مخيمات تندوف؟

مثل أي إنسان في العالم ينبذ الظلم والعنف، ويحترم مواثيق حقوق الإنسان، تأسفت على الأحداث الدموية الأخيرة التي كانت مخيمات تندوف مسرحا لها، وشعرت بالأسى تجاه الشابين اللذين كان ذنبهما الوحيد رحلة البحث عن مورد رزق، بعدما ضاقت بهما سبل العيش في المخيمات، فكانا ضحيتي حرس الحدود الجزائري.

هل يمكن اعتبار تزامن تقديم الترجمة الإسبانية لـ"صرخات ملتهبة" مع هذه الأحداث فرصة لتأليب الرأي الدولي ضد جبهة البوليساريو؟

بالتأكيد، كما قلت سابقا مثل هذه الأعمال تدعم بشكل جيد دبلوماسيتنا الرسمية، خاصة إن كانت بلغات أجنبية لتسهيل التواصل مع باقي دول العالم، لتعلن تضامنها مع محتجزي مخيمات القهر والتعذيب، الذين عانوا سنين طويلة جبروت وبطش خصوم الوحدة الترابية للمغرب.

بصفتك مهتمة بالقضية الوطنية الأولى للمغرب، كيف تتطلعين إلى مستقبل الصحراء؟

المغرب قطع أشواطا مهمة في التعريف بقضيته الوطنية الأولى في شتى المحافل الدولية، لاحترامه الشرعية الدولية، ومقترح الحكم الذاتي يظل هو الطريق الأنجع لحل النزاع القائم في الصحراء المغربية، كما أننا نلاحظ استمرار العديد من الدول في سحب اعترافاتها بجبهة البوليساريو، ما يعزز أكثر موقف المغرب ويعطي مصداقية أكبر لدى المنتظم الدولي، نتيجة اهتمام المغرب بتطبيق الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية في أقاليمنا الجنوبية، علاوة على الجهود المبذولة من قبل جلالة الملك والدبلوماسية المغربية سواء الرسمية أوالموازية. وكل هذه مؤشرات تدل على أن ملف الصحراء يسير في الاتجاه الصحيح على الصعيد الأممي.

كيف تلقيت خبر ترجمة الكتاب إلى الإسبانية؟

أحسست بفرحة عارمة وأنا أتلقى خبر الإقدام على ترجمة كتابي، أولا، لأنني أتوق كثيرا لمعانقة عدد أكبر من القراء ليس في المغرب فحسب، بل خارج الحدود.

وثانيا، لأنني بهذا أكون حققت حلما في دعم قضية ذات مشروعية كبيرة وكشف ما يجري من انتهاكات في مخيمات تندوف، وكمغربية أحظى بشرف الدفاع عن وحدة وطني على نطاق واسع.

قدمت كتابك المترجم إلى اللغة الإسبانية في المعرض الدولي للكتاب، كيف كان الإقبال عليه؟

لقي الكتاب إقبالا كبيرا وسط الباحثين في هذا المجال والمثقفين والسياسيين والنشطاء الجمعويين وعموم القراء، فهذه القضية تهمنا جميعا كمواطنين مغاربة يؤمنون بوحدتهم الترابية والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة.

هل تنتظرين الكتاب في لغات أخرى غير الإسبانية والعربية؟

بالتأكيد، لقد كان مشروعي أن يترجم الكتاب إلى لغات متعددة ليعرف انتشارا واسعا، نظرا لأهمية القضية التي يتناولها ويناقشها، الآن تحققت ترجمته الى الإسبانية وهي خطوة مهمة، نظرا للعدد الكبير للدول الناطقة باللغة الإسبانية في العالم. المشروع لم يكتمل بعد، وحاليا أعمل جاهدة لتحقيق الحلم.




تابعونا على فيسبوك