تفضل أمير المؤمنين بإهداء هبة إلى المساجد الإيفوارية عبارة عن 10 آلاف نسخة من القرآن الكريم من ضمنها 8000 نسخة مترجمة إلى اللغة

أمير المؤمنين والرئيس الإيفواري يؤديان صلاة الجمعة بالمسجد الكبير لحي ريفيرا كولف بأبيدجان ويشرفان على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مسجد

الجمعة 03 مارس 2017 - 16:13
1838

تحدث الخطيب عن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذي أحدثه أمير المؤمنين وأكد أن المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار يتقدم إلى أمير المؤمنين بجزيل الشكر والعرفان على العناية الفائقة بالإسلام والمسلمين بإفريقيا عامة وكوت ديفوار خاصة

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل وفخامة رئيس جمهورية كوت ديفوار، الحسن درامان واتارا، صلاة الجمعة، بالمسجد الكبير لحي ريفيرا كولف بأبيدجان. 

واستهل الخطيب خطبتة الجمعة بحمد لله الذي ارتضى لهذه الأمة الإسلام دينا، وجعلها أمة وسطا للشهادة على الناس وليكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عليها شهيدا.

وأكد أن العلم الصحيح الذي يستنبطه العلماء من المصدرين الأساسيين الكتاب والسنة لابد له من عدول يحملونه بالتواتر على مر العصور، مذكرا بأن النبي صلى الله عليه و سلم يقول في هذا المعنى "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".

وأشار الخطيب إلى أنه لا يتأتى حمل علم الكتاب والسنة، صحيحا، إلا إذا حفظ من بعض الحملة غير العدول، الذين يظهرون في كل زمان ومكان، وهم الذين حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معروفون على مر العصور بثلاثة أوصاف وهي: الغلو في الدين، وهذا ماعناه رسول الله صلى الله عليه بقوله ينفون عنه تحريف الغالين، أي المبتدعة الذين يتجاوزون في كتاب الله وسنة رسوله المعنى المراد فينحرفون عن جهته، والانتحال، ويكون من انتحال المبطلين أي أصحاب الادعاءات الكاذبة، الذين ينتحلون النصوص ويستدلون بها على باطلهم، فالعلماء يبينون انتحال المبطلين، كما يبينون معاني النصوص على وجه صحيح، وأخيرا أصحاب التأويل الجهلة وهم الذين يتأولون القرآن والسنة إلى ما ليس بصواب بسبب جهلهم وقلة علمهم وقلة بصيرتهم.

 وسجل الخطيب أن الأصل في أهل العلم أن يكونوا عدولا ثقاة يجمعون بين العلم والعمل، كما كان علماؤنا المتقدمون، مبرزا أن واجب العلماء أن يصونوا العلم وأن يبتعدوا عن مواطن الريب.

  وقال "إننا في جمهورية الكوت ديفوار نسعد هذه الأيام بالزيارة الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المومنين"، مشيرا إلى أن من أعماله الإصلاحية، حفظه الله، في ما يتعلق بحديث جده الذي ذكرناه، أنه "جعل بلده نموذجا للمسلمين لاسيما في حماية الدين وتجديد الخطاب الديني".

وذكر أن أمير المؤمنين أحدث بهذا الصدد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، مشيرا إلى أن المملكة المغربية سعدت بتخريج أفواج من الأئمة المرشدين الأفارقة والمرشدات الإفريقيات، ينشرون الإسلام الصحيح، والسنة الطاهرة، والمبادئ السامية والمثل العليا لهذه الرسالة الخاتمة.

وفي هذا الصدد، أكد الخطيب أن المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار يتقدم إلى صاحب الجلالة، أمير المؤمنين الملك محمد السادس، حفظه الله، بجزيل الشكر والعرفان، على هذه العناية الفائقة بالإسلام والمسلمين، بإفريقيا عامة وكوت ديفوار خاصة.

من جهة اخرى، أكد الخطيب أن المفهوم الصحيح للدين، هو الذي لا يخضع للأهواء والرغبات، ولا يتنصل من الثوابت والمقومات، ولا يتمرد على المبادئ والمقدسات، وعلى قدر تمسك الأمة بثوابتها وخصائصها، تتحقق الثمرات والأهداف المرجوة.

وذكر بأن الزيارة الميمونة لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، حفظه الله إلى جمهورية كوت ديفوار، زيادة على ما ستسفر عنه من أوجه التعاون المادي، تأتي لتجسيد مبدأ الوسطية والاعتدال في شريعة الاسلام، مشيرا إلى أن "المملكة المغربية، بقيادة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمثل نموذج الاعتدال في القارة الافريقية، سواء في جانب علاقات التعاون، أو في الجانب الروحي المتمثل في العقيدة والمذهب والتصوف السني".

وفي هذا السياق، قال الخطيب "إننا في جمهورية كوت ديفوار، هذا البلد الذي يعرف للوحدة حقها، ويذكر للمملكة المغربية دورها المؤسس لمبادئ التحرر والتوحيد على صعيد إفريقيا، قد سعدنا برجوع المغرب إلى مقعده الطبيعي في الاتحاد الإفريقي".

وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله تعالى، بأن يحفظ قائدي البلدين جلالة الملك مولانا محمد السادس، وفخامة الرئيس الحسن وتارا، وأن يكون لهما حصنا حصينا من كل سوء، ويوفقهما لكل خير، ويعنهما في جميع ما هما بصدده من ترقية بلديهما في كل المجالات. وفي أعقاب صلاة الجمعة، تفضل أمير المؤمنين بإهداء هبة عبارة عن 10 آلاف نسخة من القرآن الكريم، من ضمنها 8000 نسخة مترجمة إلى اللغة الفرنسية، إلى المساجد الإيفوارية، تسلمها رئيس المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار، أبوبكار فوفانا.

 بعد ذلك، حيا الأئمة الإيفواريون خريجو الفوج الأول لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، أمير المؤمنين، وعددهم 99 إماما والذين أعربوا عن امتنانهم وعرفانهم لجلالة الملك.




تابعونا على فيسبوك